غادر كوبل كلميم، المكون من الثنائي سفيان ونهيلة، أمس السبت البرايم الثاني من مسابقة برنامج للا العروسة الذي تبثه القناة الأولى.
واختلف الجمهور في التعليق على مشاركة كوبل كلميم، في برنامج للا العروسة، من البداية حتى النهاية، وكذلك الكواليس.
بيد أن جمهور رواد مواقع التواصل الاجتماعي، كان في غالبيته قاسيا في تعليقه على مشاركة كوبل كلميم، حيث طغى التنمر .
كيف ذلك؟ هذا ما يرصده التقرير التالي.
*جريدة le12.ma
لم يكن إقصاء الثنائي سفيان ونهيلة، الممثلين لمدينة كلميم، من برنامج “لالة العروسة” حدثًا عادياً في سياق المنافسة التلفزيونية المعتادة، بل تحوّل إلى مادة دسمة لروّاد منصات التواصل الاجتماعي الذين تجاوزوا حدود النقد إلى مربع التنمّر، وهو مربع أسود يكشف جانبًا مظلماً من الثقافة الرقمية السائدة.
لقد تابع الجمهور، كما في كل موسم، تفاصيل البرنامج بشغف، وتعلّق الكثيرون ببعض الثنائيات، ومنهم “كوبل كلميم”، الذين أبانوا عن عفوية وتلقائية نادرتين في زمن التصنع والإخراج المبالغ فيه. إلا أن هذه العفوية ذاتها تحوّلت، في أعين البعض، إلى مادة للسخرية والتهكم، لا لشيء إلا لأنهم لم يتماشوا مع الصورة النمطية التي يتوهمها الجمهور عن “الثنائي المثالي” أو “المشارك المثالي”.
إن الموجة العاتية من التنمر التي طالت سفيان ونهيلة عقب خروجهم، لم تكن مجرد “رد فعل عاطفي” من جمهور متعاطف مع ثنائيات أخرى، بل كانت في جوهرها تعبيرًا عن هشاشة في الذوق العام، وعن غيابٍ مقلق لقيم الاحترام والاختلاف والتنوع. كيف يمكن لجمهور يُفترض فيه أن يكون جزءاً من تجربة ترفيهية راقية، أن يتحوّل إلى أداة لإنتاج العنف الرمزي واللفظي؟!
لا يمكن الحديث عن “التنمر” كظاهرة عابرة أو هامشية، بل كمعضلة حقيقية تستوجب النقاش والمعالجة، خاصة حين تصدر عن جمهور يرى في ذاته “قاضيًا” على شخصيات عامة، لمجرد مشاركتهم في برنامج تلفزيوني. فهل أصبحت الشهرة، مهما كانت محدودة أو عابرة، مبرّرًا كافيًا لسلب الكرامة؟
ما تعرّض له كوبل كلميم هو جرح معنوي يتجاوز حدود اللعبة التلفزيونية، ويكشف عن الحاجة الماسة لتربية رقمية تحمي الأفراد من عنف جماعي متستر خلف الشاشات، وعن ضرورة أن نعيد النظر في مسؤولية القنوات والمنتجين في توعية الجمهور بخطاب التسامح والاحترام، لا بشهوة التفرج القائم على السخرية والإقصاء.
في النهاية، قد يغادر سفيان ونهيلة البرنامج، لكن الأسئلة التي طرحتها تجربة مشاركتهما، وما تلاها من حملات تنمر، ستبقى معلّقة في رقبة مجتمع ما زال يتلذذ بإسقاط الآخرين، بدل أن يتعلّم من قصصهم.