الجهة رقم 13 لعبت دورًا كبيرًا، كما كان الحال مع العديد من المنتخبات الوطنية لكرة القدم في تحقيق هذا اللقب. وقد حفظت كل من أكاديمية محمد السادس ونادي الفتح الرياضي ماء الوجه.

* جسن العطافي/ صحفي رياضي

هنيئًا للمنتخب الوطني لأقل من 17 سنة تتويجه ببطولة إفريقيا.

لقد استعد بعيدًا عن الأضواء، لأن الفرق المحلية لم تُنجب لنا لاعبين يشكّلون العمود الفقري للأشبال الذين تجاوزوا سنّهم، وأصبحوا أسودًا يبعثون برسائل مطمئنة بخصوص المستقبل.

الجهة رقم 13 لعبت دورًا كبيرًا، كما كان الحال مع العديد من المنتخبات الوطنية لكرة القدم. وقد حفظت كل من أكاديمية محمد السادس ونادي الفتح الرياضي ماء الوجه.

الحقيقة التي لا شك فيها أن الفرق الكروية في المغرب لا تؤمن بالتكوين، بل تتنافس حول اللاعب الجاهز لتعزيز الفريق الأول.

وقد باءت كل المحاولات الرامية إلى تحفيز الأندية للاهتمام بلاعبي المستقبل بالفشل، أو – لنقلها بدقة – تم إفشالها عمدًا.

قبل عقود، فكّر الراحل رشيد عزمي في إحداث بطولة وطنية للفتيان تضم 16 فريقًا، واشتغل معه فتحي جمال، لكن كثرة الأعذار أجهضت المشروع. وظل منتخبنا للفتيان عاجزًا عن التأهل لنهائيات كأس إفريقيا للأمم، ولولا استضافة نسخة 2013، لامتد غيابنا عن النهائيات أكثر.

واجهنا في السابق مشكلتين أساسيتين:

أولاهما غياب الاهتمام بالتكوين محليًا،

وثانيتهما تزوير أعمار لاعبي المنتخبات المنافسة.

كان من الممكن أن نفوز بلقب دورة الجزائر، لكننا أضعنا الفرصة في اللحظة الأخيرة. ومع ذلك، لم نفقد الأمل، لأن كثيرًا من أبنائنا في المهجر ما زالوا متشبثين بحمل ألوان بلدهم الأصلي، ويرفضون تمثيل منتخبات بلدان الإقامة.

كما أن أكاديمية محمد السادس تواصل سياستها الناجحة، وتستمر في إنجاب لاعبين يلبّون تطلعات الجماهير.

سأواصل انتقاد سياسة التكوين في الأندية، بما فيها تلك التي تزعم أنها “كبيرة”، إلى أن نسمع بأسماء لاعبين أنجبتهم هذه الفرق، واحتفظت بهم داخل مختلف فئات المنتخبات الوطنية.

ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا إذا أُرغمت الأندية فعليًا على صرف أموال التكوين على مراكز التكوين، بدل ترك حرية التصرف لها في هذه الميزانيات، بعدما ثبت أنها لا تستحق الثقة، ما دامت توجه الأموال نحو الفريق الأول فقط، لذرّ الرماد في العيون.

اليوم سيبقى تاريخيًا، لأنه شهد التتويج بأول لقب قاري لفئة أقل من 17 سنة. وسنكون أكثر سعادة إذا استطاع بعض صُنّاع هذا الإنجاز مواصلة تسلق الدرجات، والوصول إلى المنتخب الأول، أو فرض أنفسهم في سنّ مبكرة على مدربي المنتخبات الأعلى.

وهذا ليس غريبًا، بالنظر إلى ما أظهره الأشبال من نضج في الأداء.

هناك مسألة أخرى لا بد من التنبيه إليها: من الضروري التخلي عن سوء النية.

ألم يكن من الظلم التحامل على زياد باها فقط لأنه ابن المدرب؟

لقد أظهر شخصية قوية، ليس فقط لأنه سجّل أهدافًا في التصفيات والنهائيات، بل لأنه افتتح تنفيذ ضربات الترجيح في النهائي بنجاح، بعد أن أخفق زميلاه بلمختار ووزان.

وأنا أتابع الهجوم الشرس على باها الابن، تذكرت ما قالته لي الفنانة المصرية بوسي في حوار سابق على هامش مهرجان “تيميتار”، عندما سألتها عن انتقادات توريث نجوم الدراما لأبنائهم.

فقالت: إذا كانت ابنتي أو ابني موهوبين، لماذا أحرمهم خوفًا من الانتقادات؟ ألا أكون أنانية فيهذه الحالة؟

نعم، هرمنا من أجل هذا اللقب الأول، ولا نريد أن يهرم أبناؤنا وهم ينتظرون الثاني، كما حصل مع منتخب الكبار، حيث ما زال لقب 1976 وحيدًا.

ملاحظة لا بد منها: حتى إن لم نفز بأي لقب في الفئات السنية، فلا يجب أن نحزن، ما دام المنتخب يضم لاعبين يُبشّرون بخلف قوي قادر على تعزيز صفوف المنتخب الأول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *