انطلقت مساء اليوم الإثنين في نيويورك جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي، خُصصت لمناقشة التطورات الميدانية والسياسية المرتبطة بالنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

الرباط- جواد مكرم le12.ma

انطلقت مساء اليوم الإثنين في نيويورك جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي، خُصصت لمناقشة التطورات الميدانية والسياسية المرتبطة بالنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

ومن المرتقب أن يعرض المبعوث الأممي إلى الصحراء، ستيفان دي ميستورا، تقريره بشأن الشق السياسي وتطورات القضية.

كما يُنتظر أن يُقدِّم ألكسندر إيفانكو، رئيس بعثة المينورسو، تقريره السنوي حول انتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار من جانب البوليساريو، ومحاولاتها الاعتداء على المغرب انطلاقًا من داخل التراب الجزائري.

ويأتي اجتماع مجلس الأمن، الذي تتولى فرنسا رئاسته الدورية، في ظل متغيرات سياسية غير مسبوقة تصب في صالح عدالة القضية الوطنية.

ومن أبرز هذه المتغيرات، قيام وزارة الخارجية الأمريكية بإبلاغ المبعوث الأممي بطلب من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يدعو فيه إلى ضرورة إشراك كافة الأطراف المعنية بالنزاع في مفاوضات عاجلة، تُناقش مقترح الحكم الذاتي باعتباره الحل الوحيد لإنهاء هذا النزاع.

وكانت الخارجية الأمريكية، بأمر من الرئيس ترامب، قد استدعت يوم الجمعة الماضي المبعوث الأممي الخاص إلى الصحراء، ستيفان دي ميستورا.

وخلال اللقاء، أبلغت ليزا كينا، وكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية، المبعوث الأممي، بأن الرئيس ترامب يدعم بشكل رسمي المقترح المغربي لحل النزاع.

وأكدت كينا، تنفيذًا لتوجيهات وزير الخارجية ماركو روبيو، أن ترامب يحث على بدء التحضير في أقرب وقت ممكن لمفاوضات مباشرة بين الأطراف المعنية، على أساس مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل وحيد ونهائي.

وفي هذا السياق، كتب المحلل السياسي الجزائري، وليد كبير:

«التقت القائمة بأعمال وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية، ليزا كينا، بالمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، وأبلغته موقف الإدارة الأمريكية من قضية الصحراء المغربية».

وأضاف وليد، في ترجمة لتغريدة ليزا كينا:

«التقيتُ بالمبعوث الشخصي للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، للتشاور حول مساهماته القيّمة والمستمرة في دفع جهود السلام في الصحراء الغربية».

وتابع:

«جدّد كاتب الدولة، ماركو روبيو، موقف الولايات المتحدة الواضح: الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد الممكن».

وأكدت كينا:

«على الأطراف الآن الجلوس إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى نتيجة مقبولة للجميع».

ويرى وليد كبير أن مضمون التغريدة يُشكّل رسالة موجهة بالأساس إلى الجزائر والبوليساريو، مفادها أن واشنطن لا تؤيد إبقاء الملف مفتوحًا، بل تعتبر أن الحكم الذاتي المغربي هو الإطار الوحيد الجدي والواقعي.

وقال:

«يبدو أن الدبلوماسية الأمريكية تمارس ضغطًا ناعمًا عبر التغريدات والمواقف العلنية، بهدف دفع العملية السياسية قدمًا ضمن رؤيتها الخاصة».

وأوضح أن لقاء كينا بدي ميستورا يهدف كذلك إلى إحراج النظام الجزائري، الذي لا يُظهر نية صادقة لحل النزاع، وقد يعمل على عرقلة مسار التفاوض.

وأضاف:«هو تحرك أمريكي قوي داعم للمغرب، يؤكد ما جاء في بيان الخارجية الأمريكية، ويُوحي بأن ساعة الحسم قد اقتربت، وأن إغلاق الملف على مستوى الأمم المتحدة بات شبه مؤكد».

تجدر الإشارة إلى أن ليزا كينا تشغل منصب وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، وهو ثالث أعلى منصب في وزارة الخارجية الأمريكية، ويُعنى بصياغة السياسات الخارجية ومتابعة الملفات الجيوسياسية الكبرى.

وكان دي ميستورا قد قام قبل أيام بجولة إلى عواصم الدول المعنية بالنزاع، وهي الجزائر والرباط ونواكشوط، كما زار مخيمات اللاجئين في تندوف، حيث سُجّل مقتل لاجئَين اثنين برصاص الجيش الجزائري قبل ساعات.

وفي تأكيد للموقف الأمريكي الذي سبق أن أبلغه الرئيس ترامب لجلالة الملك محمد السادس، جدّدت الولايات المتحدة اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء.

وخلال لقاء جمع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بكاتب الدولة الأمريكي، ماركو روبيو، الثلاثاء الماضي في واشنطن، جدد هذا الأخير تأكيد بلاده على الاعتراف بسيادة المغرب على كامل أراضي الصحراء.

يُذكر أنه خلال اتصال هاتفي جرى في ديسمبر 2020 بين جلالة الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن الأخير إصدار مرسوم رئاسي يعترف بسيادة المغرب على كامل أراضيه في الصحراء، وهو مرسوم ذو قوة قانونية وسياسية فورية.

وفي هذا السياق، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، إن وزير الخارجية الأمريكي جدّد التأكيد على دعم الولايات المتحدة لمقترح الحكم الذاتي المغربي، باعتباره مقترحًا جادًا وواقعيًا وذا مصداقية، يشكّل الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع.

كما أكّد ماركو روبيو أن الولايات المتحدة ما تزال تعتبر أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد الواقعي والمجدي، داعيًا كافة الأطراف إلى الدخول في مفاوضات فورية، على أساس المقترح المغربي.

واختتمت بروس تصريحها بالإشارة إلى أن كاتب الدولة الأمريكي أكد التزام الولايات المتحدة بالمساعدة في تسهيل التقدم نحو هذا الهدف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *