في صفعة جديدة إلى محور إيران – الجزائر – البوليساريو، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” خلال الساعات الماضية، نقلاً عن مسؤول أوروبي وآخر إقليمي عن وجود معتقلين من البوليساريو في سوريا.

جواد مكرم -عبد الرزاق بوتمزار

في صفعة جديدة إلى محور إيران – الجزائر – البوليساريو، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” خلال الساعات الماضية، نقلاً عن مسؤول أوروبي وآخر إقليمي عن وجود معتقلين من البوليساريو في سوريا

وجاء في تقرير للصحفية الامريكية، على مدى سنوات، دعمت إيران مجموعة متنوعة من الجماعات الوكيلة لتعزيز مصالحها.

وتابعت “فعلى سبيل المثال، درّبت مقاتلين من “جبهة البوليساريو” في الجزائر، وهي جماعة مسلحة تطالب باستقلال الصحراء الغربية عن المغرب، وقد اعتُقل المئات منهم الآن من قبل قوات الأمن السورية الجديدة، بحسب مسؤول إقليمي ومسؤول أوروبي ثالث“.

وأضافت، “وفي تدمر، موطن آثار حضارة من أهم مدن العالم القديم، ساعد سقوط نظام الأسد في كشف حجم انتشار الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا“.

وكتب وليد كبير الصحفي الجزائري معلقا، “تطور خطير فواشنطن بوست أكبر صحيفة أمريكية توكّد اليوم على ان ايران تدعم البوليساريو بعد ان اعلن امس السيناتور الجمهوري جو ويلسون عن اعداد مشروع لتصنيفها منظمة إرهابية“.

‏وأكد في تدوينة له، “ما يحدث تحول هام في ملف الصراع حول الصحراء المغربية عبر ربطه بالمخطط الإيراني الخبيث“.

‏وخلص إلى القول، “وهذا يعني ان تصنيف البوليساريو منظمة ارهابية بات وشيكا“.

وفي موضوع اخر سقط النظام العسكري الحاكم في “الجارة” الجزائر في خطأ استراتيجي آخر في سلسلة الأخطاء المتتالية لهذا النظام الذي يبو أنه يعيش آخر أيامه.

فقد استقبل الرئيس تبون خلال الساعات الماضية وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي حلّ ببلاد “القوة الضاربة” في زيارة مفاجئة، خصوصا في الظرفية الجيوسياسية الراهنة، التي تعيش خلالها بلاد الكابرانات في دوامة من الانتكاسات والخيبات، آخرها تأكيد واشنطن أن المقترح المغربي بتمكين الصحراء المغربية من حكم ذاتي تحت السيادة الكاملة للمغرب على أراضيه.

ومن الواضح أن هذه الزيارة ليست مجرد خطوة عابرة في العلاقات بين البلدين، بل حملت رسائل سياسية واضحة واصطفافا استراتيجيا للعسكر الحاكمين في قصر المرادية إلى جانب إيران في ظرفية إقليمية حسّاسة.

فبعدما شعر نظام الكابرانات بأنه محاصر جنوبا من التحالف الثلاثي (مالي و بوركينا فاسو والنيجر) وشرقا من قوات حفتر ، المدعوم من الإمارات العربية، وغربا بعد وضع نفسه في حصار من جة المغرب، وجد النظام المفلس نفسه محاصرا في ظلّ طوق جيوسياسي يُهدّد نفوذه التقليدي في المنطقة، خصوصا في الجنوب، اضطر “الكراغلة” إلى إظهار  وجههم الحقيقي كنظام عميل لإيران وذرع لإيران “الإرهابية” في شمال إفريقياً، في محاولة منه لاستعادة  التوازن الإستراتيجي وكسر “العزلة” التي أخذ خناقها يشتدّ عليه من كل الجوانب.

وحمل استقبال تبّون لعراقجي إشارة واضحة إلى أنّ النظام الجزائري مصرّ المراهنة على الاصطفاف في المحور المضادّ للمغرب وأروبا وأمريكا.

كما أكد هذا الاستقبال الرسمي أن تبون وعصابته يراهنون على تكريس علاقاتهم الوثيقة مع نظام الملالي ومحاولة خلق تحالف جديد يعوضون به بتآكل نفوذ الجزائر ليس في المنطقة فقط، بل في إفريقيا والعالم العربي.

وطبعا، لن تمرّ هذه الزيارة وهذا الاستقبال “الرئاسي” للمسؤول الإيراني مرور الكرام أمام أنظار صقور السياسة الأمريكية برئاسة دونالد ترمب، الذي يعرف الجميع مدى تأزم علاقته بالنظام الإيراني في ظل مفاوضات غير مباشرة بشأن البرنامج النووي لهذا النظام المفلس بدوره، والذي تزداد عزلته يوما بعد يوم، خصوصا في ظل التقارب الأمريكي الروسي في الآونة الأخيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *