يرى محمد سليكي، رئيس تحرير جريدة “le12.ma” أن توفر الدعم المالي، الموجه إلى الصحافة، ضرورة مؤكدة للنهوض بالمقاولة الإعلامية بمفهومها الشامل، لكنه لا يكفي للتأسيس لتجاربَ ذاتِ مصداقية في غياب التقيد بأخلاقيات المهنة، وتوفر العنصر البشري المؤهل، والتكوين المستمر…

الرباط – م. الحروشي le12.ma

شكّل موضوع القضايا الوطنية في الصحافة المغربية محور حلقة جديدة من برنامج “مجتمع التحدي” الذي بثته صباح اليوم الجمعة قناة “ميدي 1 تيفي” من مقرها المركزي في طنجة.

ضيف هذه الحلقة، التي أدارتها بمهنيتها المعهودة الزميلة خديجة الفحيصي، كان هو الزميل محمد سليكي، المحلل السياسي ورئيس التحرير بجريدة “le12.ma”. 

خلال هذه الحلقة، التي شارك في إنجاحها الدكتور أحمد الدافري، الخبير في الإعلام والتواصل، قدم الزميل سليكي تجربة جريدة “le12.ma” المهنية في تناول القضايا الوطنية، وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية.

وقال الزميل سليكي: “في جريدة le12.ma كل شيء قابل للنقاش عدا الثوابت المضمّنة في دستور المملكة”. 

ووضّح أن التقيد بالضوابط المهنية في الممارسة الصحافية، كما هو متعارف عليها كونيا، والحرص على الالتزام بأخلاقيات المهنة، وصون حقوق الزميلات والزملاء الصحافيات والصحافيين العاملين في هذه المقاولة الأعلامية الناشئة أعمدة من بين أخرى  تقف وراء رفع بنيان تجرية جريدة “le12.ma”.

وشدّد المتحدث نفسه على أن الزميلات والزملاء في التجربة التي يشرف عليها حريصون كذلك على تحري الدقة والتزام الحيادية وعرض الرأي والرأي الآخر.

وأكد الزميل سليكي أن الأخلاقيات المهنية هي الخيط الرفيع الذي يميز بين العمل الصحافي في إطار مقاولة إعلامية يحكمها القانون،  وبين «مؤثّر» يبث وينشر محتويات في شبكات التواصل الإجتماعي.

وذكر في هذا الصدد أنه لا يمكن لشبكات التواصل الاجتماعي أن تحل محل مهنة الصحافة، كما أنه ليست هناك دراسة علمية توحي بذلك أو تشجع عليه.

ويرى المتحدث نفسه أن شبكات التواصل الاجتماعي هي فضاء مفتوح لترويج الأخبار المضللة، ما يجعل المسؤولية مضاعفة على عاتق الصحافة الإلكترونية والإعلام التقليدي، من أجل ربح تحدي إبداع مُنتَج إعلامي يتميز بالمصداقية والجودة لطرد الأخبار الزائفة ووضع الجمهور أمام الحقيقة.  

وذهب الزميل سليكي إلى أن هذا التحدي يحتاج إلى إخراج نموذج اقتصادي جديد للمقاولة الصحافية، وهو ما يشغل بال مختلف الشركاء المهنيين، وعلى رأسهم اللجنة المؤقتة لتسير شؤون الصحافة والنشر. 

ويرى رئيس تحرير جريدة “le12.ma” أن توفر الدعم المالي ضرورة مؤكدة للنهوض بالمقاولة الإعلامية بمفهومها الشامل، لكنه لا يكفي للتأسيس لتجاربَ ذاتِ مصداقية، في غياب التقيد بأخلاقيات المهنة، وتوفر العنصر البشري المؤهل، والتكوين المستمر…

وأشار الزميل محمد سليكي، إلى أن مسؤولية الإسهام في النهوض بالمقاولة الصحافية والوصول إلى صحافة تنافسية قادرة على رفع التحديات، لا تقع حصراً على عاتق الدولة والحكومة والمجلس الوطني للصحافة وباقي الشركاء المعنيين،  بقدر ما تقع كذلك على  المعلنين.

ولفت في هذا الصدد إلى أن  أكثر من 70 في المائة من ميزانيات الإعلانات والإشهارات تذهب إلى مُحرّكات البحث العملاقة، في حين يتقاسم مجموع وسائل الإعلام في المغرب 25 في المائة فقط من سوق الإشهار والإعلان. 

ودعا  الزميل محمد سليكي، إلى اعادة النظر في حصة الإعلام الوطني من سوق الإشهار والإعلان، لما له من إسهام في تأهيل المقاولة الإعلامية ودعم استقلاليتها.

وساق المتحدث نفسه، مثالا مقارنا بالتجربة الفرنسية، حيث تمثل عائدات سوق الإشهار لدى غالبية المؤسسات الإعلامية ما يعادل 50 في المائة من رقم معاملاتها السنوي.

وخلص الزميل محمد سليكي، المحلل السياسي ورئيس التحرير بجريدة “le12.ma”، إلى القول إن النقاش المفتوح حوّل الدعم العمومي والنهوض بالمقاولة الإعلامية وتخليق الممارسة المهنية هو نقاش صحي، والاختلاف لا يمكنه إلا إغناء وإثراء مختلف المبادرات الخلاقة لتحصين المهنة، في أفق بلورة نموذج اقتصادي جديد للمقاولة الإعلامية، يحظى بتوافق الجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *