استبشر فلاحو الإقليم خيرا بالتساقطات المطرية المهمة التي شهدها الإقليم، التي من شأنها تحسين المردودية وتعزيز الغطاء النباتي وتوفير الأعلاف للماشية.
وساهمت التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدها إقليم تاونات، على غرار باقي أقاليم المملكة، في إنعاش مختلف المزروعات وتعزيز الفرشاة المائية، وهو ما كان له الأثر الكبير في إنعاش آمال الفلاحين وإعطاء دفعة قوية للقطاع الفلاحي بالإقليم.
ومكنت التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدها الإقليم، والتي تجاوز متوسطها الإجمالي إلى غاية بداية الأسبوع الماضي 380 ملم، مع تسجيل ذروات لافتة في بعض المناطق، لاسيما عين عائشة أكثر من 460 ملم، وطهر السوق أزيد دمن 400 ملم، من تحفيز عمليات الحرث في الإقليم، حيث بلغت المساحات المزروعة إجمالا 327160 هكتارا، محققة نسبة إنجاز فاقت 94 في المائة من الهدف المسطر.
وبحسب معطيات للمديرية الإقليمية للفلاحة بتاونات، فقد شملت هذه المساحات 324120 هكتار ا من الزراعة البورية، و3040 هكتار ا من الزراعة المسقية، مما يعكس ديناميكية القطاع الفلاحي في تاونات وي برز مدى أهمية هذه الأمطار في إنجاح الموسم الفلاحي.
كما تم تحقيق نتائج مشجعة في ما يخص زراعة الحبوب، التي يتصدر إقليم تاونات إنتاجها داخل الجهة بحوالي 31 في المائة من إجمالي الإنتاج الجهوي، متقدما على تازة (19 في المائة) ومكناس (13 في المائة)، حيث بلغت المساحة المزروعة بالحبوب في الإقليم 211170 هكتار ا، تشمل القمح الطري بمساحة 15000 هكتار، والقمح الصلب 2900 هكتار، والشعير 2100 هكتار.
أما زراعة البقوليات الغذائية، فقد سجلت مساحة 18850 هكتار ا، مما يشير إلى اهتمام متزايد بهذا النوع من الزراعات نظر ا لقيمته الغذائية والاقتصادية. الأمر ذاته ينطبق على المحاصيل العلفية التي شهدت هي الأخرى تحسنا ملحوظا، حيث بلغت المساحات المزروعة 9780 هكتار ا، موزعة بين 9680 هكتار ا من الزراعة البورية و100 هكتار من الزراعة المسقية.
كما تواصل تقنية الزراعة المباشرة انتشارها في الإقليم، إذ بلغت المساحة المزروعة بهذه التقنية 20000 هكتار، محققة أكثر من 95 في المائة من الهدف المسطر، بفضل توفير أكثر من 45 آلة زرع مباشرة عبر شراكات بين المديرية الإقليمية للفلاحة، ومؤسسات فلاحية خاصة رائدة مثل “متمر ” و”تربة”، بالإضافة إلى الدعم المقدم من قبل صندوق التنمية الفلاحية.
وإلى جانب الأمطار المشجعة، ساهم امتلاء السدود في تحسين الوضعية المائية بالإقليم، وهو ما يعزز المخزون المائي الضروري لدعم الأنشطة الفلاحية في المنطقة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد مولود الهاوي، المدير الإقليمي للفلاحة بتاونات، أن التساقطات المطرية المهمة التي شهدها الإقليم خلال الأسابيع القليلة الماضية انعكست بشكل إيجابي على الفرشاة المائية وحقينة مجموعة من السدود المتواجدة على مستوى الإقليم، وكذا على زراعات الحبوب والقطاني والخضروات والأشجار المثمرة، ومن شأنها تحسين الإنتاج خلال هذا الموسم الفلاحي.
وأضاف الهاوي أن إقليم تاونات يحتل المرتبة الأولى على مستوى جهة فاس – مكناس من حيث المساحة المخصصة لزراعة الحبوب وكذا من حيث الإنتاج الذي يتجاوز عادة 7 ملايين قنطار سنويا، مشيرا إلى أنه تم خلال الموسم الفلاحي الحالي تخصيص مساحة إجمالية تقدر ب ب260 ألف هكتار لزراعة الحبوب بكل أصنافها، مقارنة بمساحة تتراوح بين 200 و 220 ألف هكتار في السابق.
وأشار المسؤول إلى أنه، في إطار مواكبة التساقطات المطرية الأخيرة، تشتغل المديرية حاليا على مجموعة من البرامج الوزارية أهمها توزيع الأسمدة الآزويتية المدعمة على الفلاحين بتنسيق مع مصالح المديرية الجهوية للاستشارة الفلاحية والغرفة الفلاحية الجهوية.
وقد استبشر فلاحو الإقليم خيرا بالتساقطات المطرية المهمة التي شهدها الإقليم، التي من شأنها تحسين المردودية وتعزيز الغطاء النباتي وتوفير الأعلاف للماشية.
وفي هذا الصدد، أفاد عبد الله الدحاوي، فلاح بجماعة مولاي بوشتى الخمار بدائرة القرية بتاونات، في تصريح مماثل، بأن الأمطار الأخيرة سيكون لها تأثير إيجابي على المردود الفلاحي والأشجار المثمرة والحبوب، فضلا عن دورها الهام في إنعاش الكلأ وانخفاض تكلفة الأعلاف.
كما أعرب عن امتنانه للعناية السامية التي يحيط بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس الفلاحين، وحرصه الدائم على مواكبتهم، مشيدا في السياق ذاته بجهود ومبادرات وزارة الفلاحة لدعم ومواكبة الفلاحين بمختلف أصنافهم.
بدوره، أكد علال كمال، فلاح من جماعة الغوازي، بأن أمطار الخير الأخيرة ستساهم في إنعاش مختلف الزراعات، مشيدا بالدعم والمواكبة التي تقدمها الوزارة الوصية، من خلال مختلف برامجها، للفلاحين من أجل تحسين إنتاجهم وتحقيق مردودية فلاحية أفضل.
وبحسب المديرية الإقليمية للفلاحة فإن التساقطات المطرية الأخيرة وتوافر الموارد المائية واستخدام التقنيات الحديثة قد تكون عوامل حاسمة في تعزيز الإنتاج الفلاحي بمنطقة تاونات.
وسجل المصدر ذاته أنه، في ظل استمرار المراقبة واتخاذ التدابير الاستباقية، يتطلع الفلاحون إلى موسم واعد يعزز الأمن الغذائي ويدعم الاقتصاد المحلي، مما يفتح آفاق ا مشرقة لمستقبل الزراعة في الإقليم