أنتج وأخرج صناو، عشرات الأفلام والمسلسلات التي لاقت إعجاباً كبيراً من الجمهور ليس فقط في تركيا وإنما في العديد من بلدان العالم، من بينها مسلسلات: “وادي الذئاب”، و”دموع الورد”، و”قلب شجاع”.

*الأناضول + le12 

 توفي إسطنبول، المنتج والمخرج وكاتب السيناريو التركي الشهير عثمان صناو، مخرج العديد من المسلسلات التلفزيونية، وعلى رأسها “وادي الذئاب“، و”دموع الورد”، و”قلب شجاع”.

وقالت شركة “سينغراف” للإنتاج الفني، في بيان الخميس: “نشعر بحزن عميق لفقد عميدنا المنتج والمخرج عثمان صناو، الذي له أثر في تاريخ التلفزيون التركي طوال حياته الفنية وترك بصمات كبيرة بالمسلسلات والأفلام التي أخرجها”.

وأضاف البيان: “نتقدم بتعازينا لأسرة الفقيد وأحبائه وللوسط الفني برمته، ونسأل من الله الرحمة له”.

ولعب صناو، الذي كان يتلقى العلاج من مرض السرطان لفترة طويلة، دورا هاما في مسيرة العديد من الأسماء الفنية الشهيرة.

ولد المخرج التركي عثمان صناو في ولاية بوردور عام 1958، ودرس السينما والتلفزيون في أكاديمية إسطنبول الحكومية للفنون الجميلة، بين 1975 و1979.

وبدأ حياته المهنية كمؤلف ومخرج في صناعة الإعلانات، وأسس شركة سينغراف للإنتاج الفني في 1984، وقام بتصوير أكثر من 500 إعلان تجاري بين 1984 و1987.

وأنتج وأخرج صناو، عشرات الأفلام والمسلسلات التي لاقت إعجاباً كبيراً من الجمهور ليس فقط في تركيا وإنما في العديد من بلدان العالم، من بينها مسلسلات: “وادي الذئاب”، و”دموع الورد”، و”قلب شجاع”.

إقرأ أيضا تقرير  سابق لموقع الجزيرة تحت عنوان: سامحيني ووادي الذئاب.. ما سر ولع المغاربة بالدراما التركية؟

بعد عقود طويلة من هيمنة الدراما 

المكسيكية والمصرية، استحوذت المسلسلات التركية خلال السنوات الماضية على اهتمام المشاهد المغربي، وأخذت حيزا كبيرا من ساعات متابعته للفضائيات المغربية.

وتحظى هذه المسلسلات بمستويات مشاهدة عالية من الرجال والنساء ومن مختلف الأعمار، مع تفاوت تفضيلهم ودوافعهم، من عمل فني لآخر.

وتتصاعد شعبية الدراما التركية المدبلجة للهجة المحلية، وخلال الأعوام القليلة الماضية، كانت مسلسلات سنوات الضياع، ونور، والعشق الممنوع، ونهاية الحب، من أكثر الأعمال شعبية في المغرب.

وقال جمال الوردي الباحث المغربي في المجال الفني إن إقبال المغاربة على المسلسلات التركية يعود إلى الجودة في الإنتاج.

وأضاف أن ما تلفت الانتباه أيضا الجودة في الكتابة والتنوع في المسلسلات، مضيفا أن وادي الذئاب يعتبر من أفضل الأعمال التي شهدت انتشارا كبيرا في المغرب والعالم العربي.

وقال حازم سعيد -وهو تقني بشركة للإنتاج الفني- إن الأعمال الفنية التركية مشاهدة من قبل الملايين في المغرب، وهذا دليل على قوتها.

وأضاف حازم أن هذه المسلسلات -إلى جانب قيمتها الفنية- تعكس جمال البلد، وهذا سبب آخر يجذب المشاهد، وقد يفضي به الفضول للتعرف على المكان نفسه.

وتتابع جميع الشرائح العمرية بالمغرب الدراما التركية، حتى أصبحت جزءا رئيسيا من يومياتها، حسب ما يقوله نور الدين اقشاني رئيس شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب (حكومية).

واعتبر اقشاني أن هذه المسلسلات أسهمت في زيادة زوار تركيا من المغاربة، لاكتشاف مواقع سجلتها ذاكرتهم من إحدى اللقطات.

وقال اقشاني إن الدبلجة إلى العامية المغربية أسهمت في انتشار هذه المسلسلات، وجعلت منها ضيفا خفيف الظل مرحبا به في كل وقت.

ويعرض مسلسل سامحيني التركي منذ سنة 2011، على القناة الثانية (حكومية ومعروفة باسم دوزيم)، ويحظى بنسب مشاهدة قياسية.

وأصبح هذا المسلسل المدبلج للعامية جزءا من يوميات المغاربة، وحقق في الأسبوع الثاني من نوفمبر الحالي أكثر من ثمانية ملايين و444 ألف مشاهدة، بحسب أرقام أصدرها مركز ماروك ميتري (مؤسسة غير حكومية لقياس نسب مشاهدة القنوات التلفزية المغربية).

ومنذ أشهر، يحتل مسلسل سامحيني صدارة البرامج الأكثر مشاهدة على الفضائية المغربية، ويحظى في المتوسط بنسبة 75% من نسبة المشاهدات.

وحقق برنامج تلفزيوني حواري يسمى “رشيد شو” على القناة الثانية المغربية أكبر نسبة مشاهدة في تاريخه، خلال الحلقة التي استضافت بطلي المسلسل: الفنانة غاية تورغوت التي تلعب دور منار والفنان مرد آلتون إيشيق الذي يلعب دور كمال.

7.5 ملايين

 وحققت الحلقة نحو 7.5 ملايين مشاهدة، وهو ما يعكس شعبية المسلسل الاجتماعي الذي تدور أحداثه في قالب رومانسي، يتناول قصة عائلتين تربط بين أبنائهما علاقة حب.

كما تبث القناة الثانية هذه الأيام مسلسل “حب أعمى” من بطولة نسليهان أتاغُل، وبراق أوزجيفيت، ويحكي قصة حب مستحيلة بين شاب فقير وشابة غنية تضحي بحبها لأجل إنقاذ شقيقها، ليعود حبيبها القديم بعد خمس سنوات وينتقم من زوجها ويحل لغز هجرانها له.

وعن استحواذ المسلسلات التركية على اهتمام الجمهور المغربي في السنوات الأخيرة، قال أحمد شراك أستاذ علم الاجتماع بجامعة سيدي محمد بن عبد الله (حكومية) بمدينة فاس إن ذلك دليل نجاحها، سواء من حيث الموضوعات، أو تجسيد الشخصيات، أو من حيث جاذبيتها.

واعتبر أن مسلسل سامحيني يبقى علامة فارقة على نجاح الدراما التركية في المغرب، خاصة أنه يعرض منذ سبع سنوات دون أن يصيب المشاهد الملل أو ما شابه ذلك.

وأسهمت الدراما التركية بشكل أو بآخر في دفع عدد من المغاربة لزيارة تركيا، خاصة بعدما تعرفوا عليها بالأعمال الفنية، التي حفزتهم لزيارتها ومشاهدة البلد عن قرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *