مع حلول شهر رمضان يتزايد إقبال المصلين على مسجد البيعة لأداء الصلوات الخمس وصلاة التراويح والتهجد، وقراءة القرآن الكريم والاستماع إلى دروس الوعظ والإرشاد

أعدها للنشر- عبد المراكشيle12

اشتهر المغرب بكونه يتوفر على عدد كبير جدا من المساجد، حتى لَتجد من ينتقذون هذه الوفرة “الملحوظة” لـ”بيوت الله” على حساب مرافق حيوية أخرى ضرورية لحياة المواطن البسيط، مثل المدارس والمستشفيات والمصانع.

بناء على هذه المعطيات لا تكاد تخلو أية قرية نائية أو مدشر موغل في أعماق “المغرب غير النافع” من مساجدَ يُذكر فيها اسم الله، فما بالك بمُدن المركز وباقي الحواضر الكبرى في بلاد الـ مسجد.

سنأخذكم، من خلال هذه الفسحة الرمضانية “حكاية مسجد” في جولات عللا بساط من كلمات خطّتها أقلام مغربية مختلفة عن أشهر مساجد المغرب وجوامعه.

في مدينة الداخلة ينتصب “مسجد البيعة” واحدا من أهمّ الصروح الدينية التي يقصدها سكان حاضرة إقليم وادي الذهب طلبا للتعبد وممارسة الشعائر الدينية والنهل من ينابيع الدين الإسلامي الحنيف.

ومع حلول شهر رمضان يتزايد إقبال المصلين على مسجد البيعة لأداء الصلوات الخمس وصلاة التراويح والتهجد، وقراءة القرآن الكريم والاستماع إلى دروس الوعظ والإرشاد، وذلك في أجواء روحانية متميزة يطبعها الخشوع والسكينة والابتهال.

ففي كل ليلة من ليالي رمضان ترتفع الأصوات الجميلة بقراءة القرآن الكريم والابتهالات الدينية، لتضفي أجواء روحانية عظيمة في رحاب هذا المسجد العامر الذي يقصده الجميع، كبارا وصغارا، سعيا وراء المغفرة وطلب الثواب والأجر العظيم.

ويعدّ مسجد البيعة، إلى جانب عدد من المساجد الأخرى في مدينة الداخلة، فضاء رحبا لتنظيم الأنشطة الدينية والاجتماعية التي تتم برمجتها من قبل المجلس العلمي المحلي لوادي الذهب خلال شهر رمضان، بالتنسيق مع المجلس العلمي الجهوي في الداخلة – وادي الذهب والمندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية، وبالتعاون مع فاعلين ومتدخلين آخرين.

مسجد البيعة يعدّ، إلى جانب عدد من المساجد الأخرى في مدينة الداخلة، فضاء رحبا لتنظيم الأنشطة الدينية

ويضم المسجد، الذي تم تشييده في حي الوحدة بمدينة الداخلة في 2017 على مساحة إجمالية تبلغ 1900 متر مربع، قاعة صلاة للرجال وأخرى للنساء، بالإضافة إلى كتّاب لتحفيظ القرآن الكريم وقاعة لمحو الأمية، وصحن ومقصورة وسكن للإمام وآخر للمؤذن ومرافق صحية، فضلا عن المحلات التجارية.

ويعدّ مسجد البيعة، وفق ما صرّح به عبد القادر العليوي، المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية في الداخلة -وادي الذهب، إن من أهم المساجد العامرة في حاضرة إقليم وادي الذهب التي تشهد توافد جموع غفيرة من المواطنين والمواطنات، بالنظر إلى موقعه وسط أحد أكبر أحياء الداخلة كثافة ولطاقته الاستيعابية المهمة ودوره الإشعاعي على الصعيد المحلي.

وتبع المصدر ذاته (في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء) أنه “تمت تسمية هذا المسجد، الذي تم تشييده من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، تيمنا ببيعة قبيلة أولاد الدليم والقبائل الموجودة في الداخلة سنة 1979 لجلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه“.

ويؤدي المسجد، وفق المتحدق ذاته، دوره في مجال تعزيز الأمن الروحي للمواطنين من خلال إقامة الصلوات الخمس وصلاة الجمعة وتنظيم عدد من البرامج الموازية التي تشمل إلقاء دروس دينية في مجال الوعظ والإرشاد، وإجراء عدد من التكوينات ومسابقات في حفظ وتجويد القرآن الكريم، وغيرها من الأنشطة المبرمجة بتنسيق مع المجلس العلمي المحلي.

وصرّح أيوب نوصير، المرشد الديني في المجلس العلمي المحلي لوادي الذهب، للمصدر المذكور، قائلا إن “هذا الصرح الديني العامر يحتضن مجموعة من الأنشطة التي ينظمها المجلس العلمي المحلي لوادي الذهب والمندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية، بهدف تأطير المواطنين وتوفير الأجواء الروحانية التي تتيح لهم القيام بواجباتهم الدينية في أحسن الظروف، خاصة خلال هذا الشهر الفضيل“.

وتابع أنه بالإضافة إلى تنظيم المحاضرات الدينية والدروس الوعظية، يتوفر مسجد البيعة على جناح خاص بدروس محو الأمية بالنسبة إلى النساء تحت إشراف مؤطرة مختصة عينتها المندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية، بالإضافة إلى جناح خاص بالرجال بعد صلاة المغرب.

ويستقطب هذا الجامع خلال شهر رمضان أعدادا متزايدة من المصلين لأداء صلاة التراويح والتهجد، وحضور باقة متنوعة من الندوات الدينية القيمة، فضلا عن تنظيم حلقات للحزب الراتب بعد صلاتي الصبح والمغرب، ومجموعة من المسابقات القرآنية، التي تهدف إلى تثقيف الناس وتعليمهم أمور دينهم.

يشار إلى عدّة جهات رسمية في المغرب أصدرت معلومات حول عدد المساجد فيها، إذ بلغ عددها مع نهاية 2018 حوالي 52 ألف مسجد.

وتتوزّع 70 في المائة من هذه المساجد في العالم القروي، وتزيد المساحة الإجمالية لكافة المساجد عن 8 ملايين متر مربع، ومن هذه المساحة ما نسبته 60 في المئة موجود في المدن المغربية.

وتُنبئ هذه الإحصائيات بوجود 500 مسجد أثري قديم، إذ يعود بناء أقدمها إلى القرون الأولى عندما دخل الإسلام إلى المغرب.

وتشرف على هذه المساجد وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب بمقتضى القانون الصادر في 1984. وتؤدّى في المساجد الصلوات الخمس وغيرها من صلوات الجماعة، كالجنازة، والجمعة، والعيدين أحيانا. كما يتمّ فيها إلقاء الدروس الدينية والتعليمية والمواعظ ومحاربة الجهل والأمية، وفي بعض الأحيان تقيم فيها عائلات بعض المناسبات الدينية ذات الطابع الديني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *