لم تقف تحقيقات المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، عند سقوط الذئب المنفرد، التشادي المدعو “أبا البتول الذباح” في شباكه، بقدر ما فجّرت الأبحاث مع مبعوث تنظيم البغدادي لإقامة إمارة لـ”داعش” في المملكة عدة حقائق صادمة.
الرباط: محمد سليكي
ينشر موقع “le12.ma” سلسلة حلقات حول حرب المغرب المفتوحة على الإرهاب تحت عنوان “الجريمة الإرهابية.. “دواعش” مسلحة في قبضة مخابرات المملكة”.
وترفع حلقات هذه السلسلة، بالشهادات والوثائق والدلائل، الستار عما لا يعرفه المغاربة من حقائقَ وأسرار تخص خلايا “داعش” النائمة في هذه البلاد الآمنة. وتُسقط الحلقات، اعتمادا على مستندات رسمية ووثائق سرية، قناع “داعش” عن مغاربة وأجانب حملوا السّيوف والمسدسات لإقامة حكم “الدولة الإسلامية” في الأراضي المغربية.
كما تروي قصص وحكايات ذئاب منفردة في قبضة “FBI المغرب”، من غرف تحليل المعلومات التابعة لأجهزة الداخلية، إلى تنفيذ قوات النخبة ضرباتها الاستباقية…
لم تقف تحقيقات المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، عند سقوط الذئب المنفرد، التشادي المدعو “أبا البتول الذباح” في شباكه، بقدر ما فجّرت الأبحاث مع مبعوث تنظيم البغدادي لإقامة إمارة لـ”داعش” في المملكة عدة حقائق صادمة.
أثبتت الخبرة العلمية المنجزة من قبَل المصالح المختصة على المواد المشبوهة التي جرى حجزها في مدينة طنجة على خلفية إيقاف مواطن تشادي موال لتنظيم “داعش” في أحد البيوت الآمنة في هذه المدينة بأنها “عناصر أساسية أولية لصناعة المتفجرات شديدة الانفجار”.
ولعل من بين أقوى الحقائق الصادمة ما جاء في بلاغ لوزارة الداخلية، كانت قد عممته وكالة المغرب العربي للإنباء على وسائل الإعلام الوطنية والدولية، بعد ستة أيام من تفكيك هذه الخلية، حين كشف أن هذه الخبرة أكدت كذلك أن “مسحوق الألمنيوم الذي جرى حجزه لدى المعني بالأمر يتم استعماله من أجل تسريع عملية الانفجار ورفع شدة وقعه بهدف إحداث خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات.
كما أن “طنجرة الضغط والأنابيب البلاستيكية المحجوزة تم إعدادها كأوعية لتعبئتها بالمواد المتفجرة”.
في ظل ما صاحب تسلل أبي البتول الذباح إلى المغرب من تساؤلات حول مدى نجاحه في تجاوز شرطة الحدود في مطار محمد الخامس بوثائق مزورة، ستجري المصالح المختصة بحثا في الموضوع انتهى إلى صحة جواز السفر التشادي الذي استعمله المشتبه فيه أثناء ولوجه إلى المملكة، وكذا بطاقة هويته.
داخل غرف التحقيق في المقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في سلا سيعلن “الذئب المنفرد” عن ثاني أقوى الحقائق الصادمة، عندما اعترف بأنه كان يخطط لاستعمال المتفجرات في إطار مشروعه التخريبي، الذي كان يستهدف مواقع سياحية وفنادق مصنفة وثكنات عسكرية ومراكز أمنية ومقر إحدى البعثات الدبلوماسية الغربية في المملكة.
في ظل خطورة مخططات هذه الخلية، سيقود البحث المعمق الذي أجراه “FBI المغرب” مع المعني بالأمر إلى اعترافه بوجود غرفة عمليات سرية ثانية لشبكته، وهذه المرة في مدينة السعيدية.
وبعد تمكن المصالح الأمنية في السعيدية من إيقاف أحد الموالين لما يسمى تنظيم “الدولة الإسلامية”، المعروف بـ”داعش”، أثناء تسلله إلى التراب الوطني عبر الجزائر، ستكون هذه المدينة، وتحديدا حي “زرفان” الهامشي، على موعد من زيارة لقوات خاصة من”البسيج”.
بينما، كانت قوات” البسيج” في طريقها بالمدعو “الذباح” إلى غرف التحقيق داخل مقرها في سلا، ستفاجئ الصحافة الإسبانية الرأي العام المغربي والعالمي بعدما تحدثت في تقارير لها، استنادا إلى مخابرات مدريد، عن تخطيط هذا الذئب المنفرد لتنفيذ عمليات إرهابية في 7 مدن مغربية، هي: الرباط والدار البيضاء وتطوان ومراكش ومكناس وأكادير وطنجة.
كان لأبي البتول الذباح، الذي كان يسعى، من أجل مهمته القذرة، إلى تأطير وتكوين خلايا نائمة تضّم متطرفين جزائريين ومغاربة، وفق التقارير الإسبانية، مخطط ثان هو ضرب سفارتي الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وإغراق مهرجان موازين في بحر من دماء الضحايا الأبرياء.