الثامنة ودقيقتان ليلا، الطاكسي يغادر محطة القواس في إتجاه المْدينة… سأنزل الليلة أيضا في بداية المحطة.
هناك في المدخل، أمام “الصاكة” قبالة باب القصبة.
مراكش: عبدو المراكشي le12
كان أول ما استقبلني في المحطة الليلةَ، نظرة حادّة رماني بها “مجلبب”، مثلي، حسبته لحدّة نظرته يعرفني، بل بيناتنا شي وْرث واقيلا…
كان هذا عند مول الطاكسي الأول، الذي بدا لي وللمجلبب أننا قد تأخّرنا عنه.
طأطأ رأسه وسبقني إلى الطاكسي الموالي. وسبقني، أيضا، إلى الكرسي الأمامي حيث أضمن على الأقلّ أنْ لا أحد سيتجسّس على ما أكتب، مثلما يحدث الآن من شاب دون العشرين كان قد جلس عن يميني.
وما إن أنهى مكالمة كان بصددها حين صعوده حتى “ثبّت” عينيه على شاشة هاتفي “الخلوي” وكأننا “مْناقشين فيه” أنا ويّاه!… “سبحان الله فشي قومان، في رمضان أو في فطار”…
اضطررتُ إلى “تغيير الموضوع”. فقط من أجل جعله “يحشم” قليلا و”يرمّش” بعيدا.
تركت ما كنت بصدد تحريره من رؤوس أقلام لتفاصيل هذه الرحلة وفتحت صفحة فيسبوك، للتمويه…
في العالم الموازي، الافتراضي، لا جديد.. الأخبار البايتة والمحزنة ذاتها ما زالت تعرض على الحائط…
نعي الفنانة المغربية الأصيلة نعيمة سميح، والنهاية المأساوية لطفلة بركان، وحال متضرري زلزال الحوز…
المواجع نفسها.. أعود إلى صفحة الكتابة..
الثامنة ودقيقتان ليلا، الطاكسي يغادر محطة القواس في إتجاه المْدينة… سأنزل الليلة أيضا في بداية المحطة.
هناك في المدخل، أمام “الصاكة” قبالة باب القصبة.
كالعادة، سأعرج على ساحة القزادرية.. ساحة النوستالجيا والأيام الزّينة…
من هذه الساحة بدأ حلمي صغيرا مع بضع لوحات علّقتها هناك قبل شهور..
واليوم افتتحتُ فرعا ثانيا لهذا الرواق الفني الطموح، الذي هو المبرر المباشر لكتابة هذه اليوميات….
آه، وصلت .
شي بلاصة غير فالدورة، عافاك…