أسّسَ الزّاويةَ الإلغية أو زاوية سيدي يعقوب الشّيخ علي بن أحمد الدرقاوي السوسي في إيلغ، وهو والد العلامة الشّيخ محمد المختار السوسي.

تقديم -عبد الرزاق المراكشي  le12

“المغرب بلد الأولياء الصّالحين”.. مقولة تعكس المكانة الخاصّة التي يحظى بها التصوّف في المملكة المغربية، التي يمتدّ فيها الفكر والسلوك الصوفيان إلى أزمنة بعيدة..

لو كنت مواطنا مغربيا، لربّما ساقتك الأقدار لأن تُجاوِر أحدَ هذه المباني الصّغيرة المسمّاة “الزّاوية”. فيها تقام الصّلوات الخمس في أوقاتها، باستثناء صلاة الجمعة. كما يُتلى في هذه “الرّباطات” القرآن وتقام العديد من العبادات التعبّدية الأخرى.

بمناسبة شهر رمضان المبارك، تقترح عليكم “Le12.ma” رحلة تاريخية في رحاب أشهر الزّوايا والطرق الصّوفية في المغرب.

أسّسَ الزّاويةَ الإلغية أو زاوية سيدي يعقوب الشّيخ علي بن أحمد الدرقاوي السوسي في إيلغ، وهو والد العلامة الشّيخ محمد المختار السوسي (المتوفى في 1383 هـ/ 1963 م) له “منية المتعطلين إلى من في الزّاوية الإلغية من المنقطعين”، وجمع فيه زهاء 170 من تلامذة والده والملازمين له، يقع في جزء صغير (مطبوع في 125 صفحة).

كما تُعرف هذه الزاوية بزاوية سيدي يعقوب في إيلغ، وهي تابعة للطريقة الدرقاوية، التي أشاد الكثير بأمجادها.

وقد ظهرت قوة علي الإلغي الروحية وغزارة رأسماله الرمزي بعد موت شيخه سعيد بن همو المعدري (في 1882 م). ورغم انتقال الولاية إلى شخص آخر هو زميله الحسن التامودزتي، الذي اختلف معه في بعض الركائز المنظمة للطريقة، ومهما قيل عن هذه الفترة الحرجة من تاريخ الصراع الداخلي الدرقاوي في سوس، فإن الأمر لا يعدو أن يكون متعلقا برغبة الشّيخ في تأسيس زاوية خاصة به وبعيدا عن أي تبعية لخليفة الشّيخ المعدري.

من المكتبات العلمية التابعة لهذه الزاوية، وفق ما أورد المختار السوسي في “المعسول”، مكتبة الشّيخ العالم العلامة الرئيس الأجل أبي الحسن علي بن عبد الله بن صالح الإلغي، المذكور من ذوي النفوذ العظام، فإنه جمهع هو وأخوه، شيخ الجماعة في وقته، السيد محمد بن عبد الله من الكتب خزانة من أول نبوغ العالم الثاني أعوام التسعين من المائة الثالثة عشرة، أيام السلطان المولى الحسن بن محمد، وبنى مدرسته العلمية التي تخرّج منها جماعة من العلماء والأدباء، إلى أن توفي الشّيخ السيد محمد بن عبد الله نحو 1303 هـ، وتولاها أخوه أبو الحسن المذكور، وأضاف إليها كتبا كثيرة من الخزائن السوسية.

ولما توفي الشّيخ أبو الحسن (في 1347 هـ في 16 ربيع الثاني منها) ترك أولادا نجباء علماء فحولا شعراء فيها اليوم وقبله في حياة والده المقدس، ثم الفقيه السيد محمد بن علي تم الفقيه السيد الطاهر بن علي، ثم الفقيه السيد الحسن، والكل في قيد الحياة على ما يرام والحمد لله، والخزانة تحت أيديهم على السواء.

ومن هذه المكتبات أيضا، وفق صاحب “المعسول دائما، مكتبة الشّيخ العالم العلامة الشهير السيد الحاج علي بن أحمد الدرقاوي الإلغي، ابن عم المذكور، وهو قرين أبي الحسن، المذكور في العلم والصلاح والثروة والنفوذ العلمي، بل زاد وفاق هذا بتجوله في البلاد المغربية والقبلية، وله أتباع هناك في كل جهة، وهو معظم عندهم وعند الجميع.

ولما توفي في 1328 هـ خلفه أيضا أولاده النجباء، ومن أنجبهم الفقيه العلامة بلا منازع الصالح المصلح المؤدب الكبير الأديب السيد المختار بن علي بن أحمد السوسي. وما زالت مكتبتهم محفوظة تحت يده هو وأخوه الفقيه السيد محمد بن الحاج علي مقدم القبيلة الإلغية الحالي.

وهذه الخزانة صغيرة جدا، وليس فيها الا المطبوعات ومخطوطات لا تصل الثلاثين، وربما لا يصل كل ما فيها من مطلق المجلدات إلى ثلاثمائة بين تفاسير وكتب صوفية ولغوية وحديثية وفقهية وطبية.

ومن المخطوطات الموجودة في هذه الخزانة:

1مرائي الزواوي محمد بن محمد بن عمر الفرواسقي المسماة “تحفة الناظر ونزهة المناظر” بخط العلامة أحمد بن إبراهيم السملالي نسخها في 1281 هـ للرئيس الحسين بن هاشم؛

2مجلد ضخم جميل الخط في أخبار سيدي محمد السنوسي، مبتور أخيرا نسخت هذه النسخة في 1016 هـ، وقد أطال في أخباره وأتى بقصائده، وقد

3كتاب أدبي حسن بخط وسط بيد الأديب سيدي الحبيب البوسليماني ويسمّى “مروضة الأزهار ونزهة الأبصار الجامع لفنون ا|لآداب وسحر الألباب“.

ومما كان في هذا المجموع أيضا مؤلف في فضل الرماية من الكتاب والسنّة في زهاء 30 صفحة في القالب الصغير، ونقل فيه عن السلف كل ما يتعلق بالموضوع ولعله لسيوطي، لأننا نعرف ان له كتابا في الموضوع

وهناك أيضا ما يلي: هذه الشجرة وسلسلة أصحاب الرماية والمدافع لمن أرادها وأحب أهلها، لأن أصلها  وفرعها في غربنا هذا هو سيدي محمد بن موسى الخلاطي وهو شريف في نسبه، أخذها السيد محمد بن أحمد بن زعيم عن السيد محمد المذكور أعلاه، والسيد محمد.

ومما في المجموع أيضا مؤلف مبثور الآخر فيه مناقب أهل الرماية، والطرق التي ينالها بها الرماة الخصال الحميدة والمناقب الكبرى والمنازل الربانية العظمى

وهناك أيضا خطوط العلماء جزوليين، ممن يلقاهم المقدم أحمد بن إبراهيم اللماسي صاحب هذه المجموعة كلهم بخطوطهم أيديهم

وأيضا “أنس الفقير” لابن قنفد، نسخة مصونة كتبت في 1050 للفقيه إبراهيم بن الحسين الهوزالي، والكتاب نفيس ونسخه وإن كانت توجد الا أنها عزيزة وفي الخزانة الإلغية الصالحية في يد سيدي المدني بن علي نسخة من الكتاب صحيحة، وفي الكتاب فوائد مغربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *