ولما علمت السيدة عائشة بالخبر أرسلت إلى معاوية أن يكف عن حجر ويطلق سراحه، غير أن معاوية كان قد أنفذ حكمه فيه، فلما جاء معاوية معتمرا أراد الدخول على عائشة فلم تأذن له، فظل يتلطف بها حتى دخل عليها معتذرا عما فعله بحجر ويسألها العفو عنه.

في المغرب، كما في المشرق، خلق تجسيد شخصية الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان قبل بث مسلسل “معاوية” خلال شهر رمضان الجاري. 

بين من دافع عن هذا العمل الدرامي، وبين من مناهض له، خرج صوت من الأزهر الشريف ليوسع من هوة هذا التنافر في الرؤى حول الموضوع. 

يقول عبدالله النجار، وهو عضو لجنة الفتوى بالأزهر: “الرأي الشرعي يُحرِّم تجسيد الأنبياء أو الصحابة أو آل البيت الكرام، فلا يقبل المسلم أن يؤدي فنانٌ أدوار السُّكر ثم يعود ليمثل أحد المبشرين بالجنة”.

بعيداً عن هذا الجدل الدائر حول تجسيد شخصية معاوية بن أبي سفيان،  نقف في هذه الحلقات عند ما كتبه كتاب ومؤرخون حول سادس الخلفاء الراشدين، و واحد من  الصحابة والمبشرين بالجنة.

معاوية وحجر بن عدي

اختلف أهل الحديث في حجر، فقال ابن سعد في الطبقات هو من الصحابة وفد على النبي ﷺ مع أخيه، وذكره البخاري وغيره في التابعين.

وكان حجر بن عدي من شيعة علي بن أبي طالب، محبا له ومواليا، لا يخشى أحدا في إعلان ذلك والتصريح به، ولما عجز زياد بن أبيه عن الحد من تشغيبه عليه كتب إلى معاوية وأكثر من ذمه والتخويف منه، فكتب معاوية إلى زياد أن يرسله مصفدا بالحديد خوفا من الفتنة التي استشعر معاوية أن عديا قادر على إشعالها في الكوفة التي لا تفتأ تضطرب بين الفينة والأخرى.

ولما علمت السيدة عائشة بالخبر أرسلت إلى معاوية أن يكف عن حجر ويطلق سراحه، غير أن معاوية كان قد أنفذ حكمه فيه، فلما جاء معاوية معتمرا أراد الدخول على عائشة فلم تأذن له، فظل يتلطف بها حتى دخل عليها معتذرا عما فعله بحجر ويسألها العفو عنه.

وقال معاوية لما حضرته الوفاة: يومي منك يا حجر يوم طويل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *