بعد سبعة وعشرون عاما من جلوسه على كرسي عرش إمبراطورية إتصالات المغرب، ظهر إعفاء أحيزون، كما لو ان الرجل سقط من اعلى برج رجال الدولة في المرحلة المقبلة.

بلاغ مجلس الرقابة بمجموعة اتصالات المغرب، حاول التحدث عن خروج آمن لأحيزون من امبراطورية الفاعل الاول في مجال الاتصالات عندما خصه بفقرة كاملة في بلاغ الإعفاء

لقد اعرب  مجلس الرقابة، في هذا الصدد عن امتنانه لعبد السلام أحيزون لمساهماته البارزة في نمو المجموعة على مدى السنوات الـ 27 الماضية.

لا بل ، لقد جاء في البلاغ ايضا،  قول مجلس الرقابة عن احيزون، “لعبت قيادته الحاسمة دورا رئيسيا في التوسع الإفريقي لمجموعة اتصالات المغرب“.

إذا كانت هذه شهادة مجلس الرقابة( يضم شركاء اماراتيون والدولة المغربية)، في المسيرة  المهنية لعبد السلام أحيزون، فلماذا جرت الإطاحة به من اعلى  برج اقتصادي في قطاع الاتصالات؟

مخالفات وغرامات

قبل أشهر كتب جريدة le12.ma، يطرح الإحباط المتكرر الذي تتسبَّب فيه المخالفات التنظيمية والأحكام القضائية بحق شركة اتصالات المغرب، أمام الشركاء الإماراتيون، عدة خيارات حاسمة.

وافادت معطيات جريدة le12.ma، وقتها أن الشركاء الإماراتيون، تدارسوا بقيادة حاتم دويدار، الرئيس التنفيذي لمجموعة “إي آند” الإماراتية، المساهمة في رأس مال إتصالات المغرب، ثلاثة خيارات.

وقام الخيار الأول، تؤكد معطيات الجريدة، على مراجعة مواصلة الاستثمار في شركة إتصالات المغرب، وهذا قرار يحتاج موافقة أصحاب الحل والعقد في مجموعة “إي آند” الإماراتية.

وتأسس الخيار الثاني، وفق ذات المعطيات إستعجال عقد دورة إستثنائية لاجراء عدة متغيرات على تركيبة مجلس الرقابة الذي يدير شركة إتصالات المغرب.

أما الخيار الثالث، تؤكد معطيات جريدة le12.ma، فهو إنتظار إنعقاد الدورة العادية للجمعية العمومية لمجلس الرقابة لشركة إتصالات المغرب، المقررة في عام 2025، لإعفاء عبد السلام أحيزون، الرئيس المدير العام لشركة إتصالات المغرب، وتعيين كفاءة شابة في مكانه.

من بين تلك الخيارات الثلاثة، جرى الاستقرار على الخيار الثالث، الذي انتهى بالإطاحة بإبن قبيلة لخزازنة ضاحية مدينة تيفلت شرق العاصمة الرباط، من قيادة اتصالات المغرب بعد زواج متعة بين الطرفين دام لسبعة وعشرين عاما.

غضب اماراتي غير علني

سبق للشركات الاماراتيون ان ابدوا عدم رضاهم في اكثر من مناسبة بل ورغبتهم في احداث تغيير اعلى هرم إدارة إتصالات المغرب.

حاتم دويدار، الرئيس التنفيذي لمجموعة “إي آند” الإماراتية، سبق ان أكد أن كل الخيارات مطروحة فيما يتعلَّق باستثمار المجموعة في شركة اتصالات المغرب.

لقد رد ذلك إلى ما وصفه بالإحباط المتكرر الذي تتسبَّب فيه المخالفات التنظيمية والأحكام القضائية الأخيرة.

وكانت محكمة الاستئناف في الدار البيضاء قد أيدت في الثالث من شهر يوليوز الماضي  حكما يلزم شركة اتصالات المغرب بدفع غرامة تصل إلى 645 مليون دولار بسبب ممارسات مخلة بالمنافسة.

وأكدت مجموعة وبصفتها مساهما رئيسيا في اتصالات المغرب بنسبة 53%، على صحة الموقف القانوني في اتصالات المغرب، وأن الحكم لن يؤثِّر على النتائج المالية الموحَّدة لمجموعة “إي آند” خلال الربع الثاني من عام 2024 أو لاحقاً؛ نتيجة التغطية الكافية للمَخَاطِر التنظيمية، والتي تأخذها “إي آند” بعين الاعتبار دائما خلال صياغة سياستها المحاسبية.

من جانبه، سيقول عضو المجلس الاستشاري في معهد CISI في الإمارات، وضاح الطه، إنها ليست المرة الأولى التي تقع فيها شركة اتصالات المغرب في أخطاء تنظيمية والحكم مر بعدة درجات قضائية ويفرض عليها مبلغاً جسيماً، لكنه لن يؤثر على نتائج الربع الثاني من العام الحالي، بل يؤثر على الربع الثالث محاسبيا.

وأضاف الطه، في مقابلة سابقة مع “العربية Business”، أن حصة “إي آند” في “اتصالات المغرب” تبلغ 53%، وهذا جانب مقلق وكان يجب الحرص والعمل مع متخصصين أكبر لمعالجة الموضوع.

وأوضح أنه على الرغم من إيجابية التوسع خارج الإمارات لكن الشركة تواجه تحدياً آخر يتمثل في تذبذب أسعار العملات في الدول التي تعمل بها “إي آند” وعادة في مصر وباكستان ما تحصل خسائر بسبب تغير أسعار العملة، موضحاً أنه رغم أن زيادة النشاط في دول ذات الكثافة السكنية العالية أمر إيجابي لكن هناك خسائر.

وقال وضاح الطه، إن الشركة تواجه التحدي الأول في المغرب المتمثل في الأخطاء التنظيمية، والتحدي الثاني هو تغير أسعار العملة في الدول ذات الكثافة السكانية المرتفعة مثل مصر وباكستان.

وضاح الطه يعلنها مبكرا

منذ ذلك الحين، بات مصير إستمرار عبد السلام أحيزون، على رأس شركة إتصالات المغرب، مرتبطا بمخرجات الدورة العادية للجمعية العمومية لمجلس الرقابة لشركة إتصالات المغرب، التي برمجة في عام 2025، حيث طرح الشركاء الاماراتيون عدة خيارات لإنقاد الشركة من بينها تعيين رئيسا جديدا لها.

وتفيد معطيات جريدة le12.ma، أن الشركاء الاماراتيين، فكروا في تعيين المغربي الدكتور كريم بنيس في منصب الرئيس المدير العام لشركة إتصالات المغرب، خلفا لعبد السلام أحيزون، إبن قبيلة لخزازنة ضواحي مدينة تيفلت، الذي عمر طويلا في هذا المنصب قادما إليه من وزارة البريد سابقا.

كما قرر مجلس الرقابة تجديد فترة ولاية الأعضاء الآخرين في مجلس الإدارة الجماعية، وهم السادة إبراهيم بوداود وحسن رشاد وفرانسوا فيت وعبد القادر معمر، لمدة عامين (2) إضافيين، أي حتى فاتح مارس 2027.

لماذا بنشعبون وليس بنيس في خلافة أحيزون؟

وعلى عكس، ما كان يطمح اليه الشركاء  الإماراتيون، اقترح الشركاء المغاربة الذين يمثلون الدولة المغربية في مجلس رقابة هولدينغ اتصالات المغرب تعيين رجل الدولة الاقتصادي  المقرب من الدوائر العليا في السلطة، محمد بنشعبون خلفا لاحيزون.

مقترح، وافق عليه مجلس الرقابة بالإجماع، وصدر بلاغ رسمي بشأنه.

بيد أن المثير للانتباه، هو أن بنشعبون معين في هذا المنصب لمدة سنتين فقط، أي إلى حدود عام 2027، ما يطرح تساؤل حول ما إذا كان هذا القرار مشيد على تعيين بالأهداف أم هو تعيين تدبير مرحلة انتقالية؟.

فمن هو  بنشعبون؟  ومن هو بنيس المساند من الامارتيين ؟

10حقائق حول كريم بنيس مرشح خلافة أحيزون:

1- تولى الدكتور كريم بنيس منصب الرئيس التنفيذي للشؤون المالية لمجموعة “إي آند” الاماراتية

2يتولى منصب نائب رئيس الرقابة والتخطيط المالي للمجموعة.

3-عمل عضواً منتدباً ورئيساً للشؤون المالية لشركة تراكتافريك موتورز.

4-عمل كريم منتدباً عن مجموعة فيفيندي كمراقب مالي في إدارة التخطيط الإستراتيجي وعلاقات المستثمرين لمجموعة “إي آند” المغرب

5- تولى منصب المراقب المالي لمجموعة كراون.

6- شغل كريم عضوية مجلس إدارة واللجنة التنفيذية ولجنة التدقيق في اتصالات مصر

 7- هو عضو في مجلس الإدارة ولجنة الإستثمار والشؤون المالية في شركة الإتصالات الباكستانية المحدودة وشركة يوفون ويترأس لجنة التدقيق فيهما.

 8- هو عضو مجلس إدارة ولجنة التدقيق في شركة أتلانتيك تيليكوم هولدينج.

-9- كريم بنيس، حاصل درجة الدكتوراه في الإقتصاد والتكنولوجيا من كلية “الكونسيرفتوار الوطنية للهندسة” في باريس، ودرجة الماجستير في الإقتصاد وتمويل الشركات من معهد الدراسات السياسية في بارس، وماجستير في التدقيق والمحاسبة الإدارية من كلية التجارة “سكيما” لإدارة الأعمال، وماجستير في إدارة الأعمال التنفيذية من المدرسة الوطنية “الجسور والقناطر” في باريس.

فضلا عن نجاحه في برنامج التكوين الخاص “المدير المالي التنفيذي” في كلية كولومبيا للأعمال في نيويورك.

10جرى تعيين محمد كريم بنيس، عضوا بمجلس رقابة مجموعة اتصالات المغرب مكان محمد سيف السويدي لما تبقى من ولايته أي حتى عام 2025.

من هو بنشعبون ؟ 

ازداد السيد محمد بنشعبون، الذي عين رئيسا مديرا عاما لشركة اتصالات المغرب، يوم 12 نونبر 1961.وهو حاصل على ديبلوم المدرسة الوطنية العليا للمواصلات بباريس.

بنشعبون عين في أكتوبر من عام  2021 سفيرا للمغرب في فرنسا، كما عين مديرا لصندوق محمد السادس للاستثمار .

وعينه صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم الأربعاء 09 أكتوبر 2019، بنعشبون وزيرا للاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة.

تم تعيينه، في غشت 1996، مديرا مركزيا بإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، مكلفا بتنسيق المشاريع الافقية بوزارة الاقتصاد والمالية.

ثلاث سنوات بعد ذلك، التحق السيد بنشعبون بمجموعة البنك الشعبي المركزي، كنائب للمدير العام مكلف بالخدمات المشتركة ثم بقطب التنمية.

عينه جلالة الملك في منصب المدير العام للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات سنة 2003، قبل أن يتولى منصب الرئيس المدير العام لمجموعة البنك الشعبي المركزي في فبراير 2008.

وقبل ذلك مارس السيد بنشعبون عدة مهام بالقطاع الخاص لاسيما بـ “ألكاتيل ألستوم المغرب” حيث شغل منصب مدير الاستراتيجية والتنمية ومراقبة التسيير، ثم منصب المدير الصناعي.

وبموازاة مع مسؤولياته، يعتبر السيد محمد بنشعبون عضوا فاعلا ونشيطا في الأوساط الجمعوية والمؤسساتية، حيث تم انتخابه رئيسا للكونفدرالية الدولية للأبناك الشعبية خلال الفترة من 2012 إلى 2015 ورئيسا للشبكة الفرنكوفونية لتقنين المواصلات بين سنتي 2005 و2006. وهو أيضا عضو في المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وعضو مجلس إدارة مؤسسة محمد الخامس للتضامن، ومؤسسة محمد السادس لحماية البيئة.

في أبريل 2010، وشح صاحب الجلالة الملك محمد السادس، السيد محمد بنشعبون بوسام العرش من درجة فارس.

السيد محمد بنشعبون متزوج و أب لطفلين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *