في إطار تنزيل استراتيجية الاستثمار الخاص، عقد كريم زيدان، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، أمس الخميس بطنجة، اجتماعًا مع مختلف الفاعلين في المنظومة الاستثمارية بجهة طنجة تطوان الحسيمة.

وعرف هذا الاجتماع حضور يونس التازي، والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، وعمر مورو، رئيس مجلس الجهة، بالإضافة إلى مختلف القطاعات الوزارية والمؤسسات العمومية والغرف المهنية وممثلي الاتحاد العام لمقاولات المغرب والأبناك وهيئات المجتمع المدني على مستوى الجهة.

وشكل هذا اللقاء فرصة لخلق تفاعل إيجابي بين القطاعين العام والخاص، من خلال تعزيز العمل المشترك بين مختلف المتدخلين في منظومة الاستثمار، لتحقيق الأهداف التي تم تحديدها على مستوى الجهة، والمتمثلة في تعبئة 76 مليار درهم من الاستثمار الخاص، وإحداث 88,000 منصب شغل خلال الفترة 2022 -2026.

وتم تسليط الضوء خلال هذا اللقاء، على التحديات التي تواجه المستثمرين، والفرص الاستثمارية الواعدة، وكذا سبل تحسين مناخ الأعمال وتسريع تنزيل المشاريع الاستثمارية بما ينسجم مع أهداف ومقتضيات الميثاق الجديد للاستثمار، ويعزز من قدرة الجهة على جذب الاستثمارات وتوجيهها نحو القطاعات الإنتاجية الواعدة مثل الصناعة، السياحة، اللوجستيك، الطاقات المتجددة، وترحيل الخدمات.

وأكد كريم زيدان في كلمته بالمناسبة، أن الاستثمار يشكل رافعة أساسية للتنمية، مشددا على ضرورة تهيئة الظروف الملائمة لجذب المستثمرين، الذين يساهمون في تحقيق التوازن الاجتماعي عبر خلق فرص الشغل.

وأضاف أن المستثمر يواجه تحديات مرتبطة أساسا بالوعاء العقاري ومسألة التمويل، وهو ما يتطلب إيجاد حلول عملية لدعم المقاولات وتمكينها من الاستمرار.

وأشار الوزير المنتدب إلى أن المغرب اعتمد مقاربة قارية في تدبير ملف الاستثمار، من خلال إشراك كافة الفاعلين لضمان تحقيق الأهداف المسطرة، موضحا أن الحكومة خصصت 550 مليار درهم لاستثمارات ستراتيجية، ينتظر أن توفر 500 ألف منصب شغل خلال الفترة الممتدة بين 2022 و2026.

كما استعرض الوزير المؤهلات الاقتصادية التي تزخر بها جهة طنجة تطوان الحسيمة، مبرزا أن ميناء طنجة المتوسط أصبح أكبر ميناء في إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، فيما ساهم القطار فائق السرعة في تعزيز جاذبية المنطقة.

وأوضح أن الجهة تتصدر المشهد الصناعي بفضل تواجد مصنع “رونو”، الذي ينتج 50 بالمائة من السيارات المصنعة في المغرب، إلى جانب تطور قطاع النسيج وتحسن رقم معاملاته على المستوى الوطني.

وبخصوص قطاع السياحة، أكد المسؤول الحكومي أن الجهة نجحت في تنويع عروضها السياحية، ما جعلها وجهة مفضلة للزوار، مشيرا إلى أن قطاع الفندقة سيشهد طفرة نوعية مع اقتراب تنظيم المغرب لكأس إفريقيا والعالم.

وقد شكل هذا اللقاء مناسبة لتأكيد التزام الوزارة، والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، والمركز الجهوي للاستثمار، بمواكبة المستثمرين وتمكينهم من الاستفادة من التحفيزات التي يضعها الميثاق الجديد للاستثمار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *