الأنكى والأمَر أن هذه المعلومات الخاطئة التي نقف عندها اليوم تطال قصاصات أخبار تتعلق بالقضية الوطنية المصيرية، قضية الصحراء المغربية.
*نور الدين اليزيد
بعدما تعِبنا من تصحيح الأخطاء النحوية والإملائية لقصاصات الوكالة الرسمية للأخبار (ومع) التي تُمَول من جيوب المغاربة، جاء الدور على تصحيح المعلومات الخاطئة!!
الأنكى والأمَر أن هذه المعلومات الخاطئة التي نقف عندها اليوم تطال قصاصات أخبار تتعلق بالقضية الوطنية المصيرية، قضية الصحراء المغربية.
في خبرها المنشور صباح اليوم الثلاثاء، 07 يناير 2025، حول قرار جمهورية غانا سحب اعترافها بـ”جمهورية الوهم”، أنهى محرر أو محرّرو الخبر بـ”سَدة”/إغلاق خاطئ وبليد. لقد تضمن معلومات لسْنا ندري من أي جهة أو مرجع استقاها بعض القابعون في مكاتبهم بالوكالة من خلال تقلدهم لمسؤوليات لا يستحقونها ويتقاضون عليها أجورا دسمة لينشروا أخبارا ومعطيات مغلوطة، دون أن يحمر لهم خد من خجل.
جاء في القصاصة حرفيا:
“وبفضل الزخم الذي أعطاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، لقضية الصحراء المغربية، قطع أو علق 46 بلدا، من بينهم 13 بلدا إفريقيا، علاقاته مع “الجمهورية” الوهمية، وذلك منذ سنة 2000” !!!
وأراهن أن صاحب هذه القصاصة (ويتحمل مسؤوليته طبعا رئيس التحرير ومدير النشر والمدير العام) لم يكلف نفسه عناء كثيراً في البحث والتقصي.
وأول ما أعطاه ربما محرك البحث “غوغل” التقطه بغباء وضمّنه في القصاصة، التي للأسف ستوزع على وكالات أنباء عالمية وسينشرونها كما وردت إليهم من المصدر، لنكون بذلك خسرنا الترويج كما يجب لخبر موقف غانا من القضية الوطنية !!.
نود هنا -بكل تواضع الصحافيين المهنيين- تصحيح معلومات الوكالة الرسمية وتلقين الساهرين عليها درساً في العمل الصحافي الاحترافي.
إذ من المفترض عندما نجري بحوثا على محركات البحث، نتأكد أولا من مصدر الخبر ثم من تاريخ النشر قبل أن نستعين بالمعطيات الواردة فيه.
وعلى هذا الأساس نصحح لكم كما يلي:
وفق تصريحات ناصر بوريطة وزير الخارجية للصحافة المغربية يوم الجمعة 13 دجنبر 2024 في ندوة صحفية مشتركة بمدينة العيون مع نظيره الزامبي مولامبو هايمبي، فإن ما لا يقل عن 113 دولة تنتصر لمقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء، وأن 50 دولة تقريباً سحبت في العقدين الأخيرين الاعتراف بـ”الجمهورية الوهمية” ليتراجع عدد البلدان التي ما تزال تعترف بهذا الكيان الوهمي إلى حدود 28 دولة فقط”، وأن أزيد من 30 دولة فتحت لها قنصلية بمدينة العيون أو الداخلة، منها تقريبا 40 بالمائة من دول الاتحاد الإفريقي التي أصبحت لها قنصليات في العيون أو في الداخلة..
وبتقصي وتحري بسيط من شخصنا المتواضع (الصحافي المهن نور الدين اليزيد)، فإن عدد الدول الإفريقية التي أصبحت لديها قنصلية بالصحراء المغربية بلغ 21 دولة (12 في الداخلة و9 في العيون).
وعليه، فأين نحن من رقم “13 دولة إفريقية” سحبت أو علقت الاعتراف بالكيان الوهمي الذي أوردته الوكالة الرسمية؟!!! .
ولغاية في نفسنا، والتي هي تنبيه وتقريع الساهرين على الوكالة الرسمية، نهمس في آذان هؤلاء ونقول لهم، إن عدد الدول التي ماتزال تعترف صراحة وتحتفظ بـ”تمثيلية دبلوماسية” للكيان الانفصالي لا يتعدى على المستوى الإفريقي 14 دولة (أي الرقم العكسي تقريبا لِما نشرته الوكالة الرسمية فيما يخص السحب).
وهذه الدول هي الجزائر طبعا، وموريتانيا ومالي وجنوب إفريقيا وأنغولا وإثيوبيا وبوتسوانا وكينيا والموزمبيق وروندا ونيجيريا وتنزانيا وأوغندا وزيمبابوي.
علما أن أربع دول من هذه الدول -على الأقل- في طريقها لسحب اعترافها من “جمهورية الوهم” !!
أخيرا.. ننبه المسؤولين إلى مثل هذه الأخطاء الخطيرة التي باتت ترتكبها بالجُملة الوكالةُ الرسمية، ندعو البرلمانيين إلى مساءلة الوزير الوصي والحكومة عن مثل هذه الأخطاء الكارثية!.
*كاتب صحفي ومدير النشر بالزميلة “الناس”