«خطوة استباقية ذكية لقطع الطريق أمام تكرار سيناريو 10 يوليو 1978 عندما انقلب العسكر على الرئيس الراحل المختار ولد داده بدعم من الجزائر».
*جواد مكرم-le12.ma
لاتزال التغييرات الواسعة التي أجرها الرئيس الموريتاني في صفوف كبار قادة الجيش والامن تحظى بتفاعل وتدارس المحللين والخبراء.
وفي هذا الصدد، كتب وليد كبير، المحلل السياسي، حوّل خلفيات هذه التغييرات «خطوة استباقية ذكية لقطع الطريق أمام تكرار سيناريو 10 يوليو 1978 عندما انقلب العسكر على الرئيس الراحل المختار ولد داده بدعم من الجزائر».
وتابع، كبير، «النظام الجزائري غاضب بشدة بعد زيارة الرئيس الموريتاني للمغرب وبدء نوع من الوضوح في الموقف الموريتاني».
وأكد وليد كبير، وهو معارض جزائري في تدوينة له، «يبدو ان تخلاط شنقريحة في زيارته الأخيرة لنواقشط تم كشفه، حفظ الله موريتانيا من كيد الكائدين».
الجزائر تبحث عن انقلاب في موريتانيا
من جهته كتب الصحفي المغربي المتخصص في الشأن السياسي، محمد سراج الضو، «قام الرئيس الموريتاني بإعفاء كل من قائد أركان الجيش والمفتش العام للقوات المسلحة وقائد الدرك الوطني ومدير عام الاستخبارات الخارجية،في ضربة واحدة!».
وأضاف، «ربما عقابا لهم على تهاون في القيام بواجبهم، بعد أن توغل عدد من الجنود والضباط الجزائريين في الأراضي الموريتانية عشرات الكيلومترات ..».
وتساءل «هل كان النظام العسكري الجزائري يخطط للانقلاب على الرئيس محمد ولد الغزواني بعد أن فشلت في اقناعه بغلق معبر الكركرات والانسحاب من انبوب الغاز وطريق الساحل والانضمام لتكتل مغاربي جديد تقوده الجزائر من أجل المغرب؟».
نظام الجزائر في حالة رعب
«عاش النظام الجزائري، رعبا حقيقيا وتوجسا بعد التطور المفاجئ في العلاقات بين المغرب وموريتانيا التي تتجه اليوم إلى أن تستعيد كامل عافيتها لاول مرة منذ فترة الحسن الثاني والمختار ولد داده في السبعينيات من القرن الماضي».
ووضح سراج الضو، «هذا التوجس تحول الى قلق وجودي مع الزيارة الخاصة التي قام بها ولد الغزواني للمغرب، وكان الرد المباشر عليها في حينه هو دخول قوات جزائرية داخل التراب الموريتاني دون تنسيق مسبق مع الجيش الموريتاني».
واستحضر سراج الضو. التاريخ قائلا، «في السبعينيات لم يدم شهر العسل طويلا بين المغرب وجارته الجنوبية، لأن الجزائر نضمت انقلابا ضد المختار ولد داده بعد فشل كل محاولات عديدة لثنيه عن التعاون مع المغرب، وهاهي اليوم تحاول تكرار السيناريو نفسه في ظروف مختلفة تماما إقليميا وقاريا وجيو سياسيا».
وتابع، « اليوم، يصادف إعفاء المسؤولين العسكريين في موريتانيا، تكرارعمليات اختراق جزائري للحدود المغربية، مرة من طرف عسكريين شمال منطقة النزاع و تعامل معها المغرب بهدوء».
ومرة ثانية يورد ذات المدون،« بعد بيومين من حيث تم الاختراق من طرف مدنيين وهذه المرة قرب جدار الدفاع المغربي فتم قصفهم كما تقتضي العادة».
ويرى سراج الضو، أن «كل هذه التطورات تزيد من فرضية بحث الجزائر عن استفزاز المغرب لجره الى حرب جزئية وتكرار سيناريو حرب الرمال ينقذها من الازمة السياسية الخانقة التي تعيشها وعدم الاستقرار في ظل تؤثران اجتماعية، أو تنظيم انقلاب في موريتانيا بهدف وقف المغرب عن متابعة مشاريعه في افريقيا وكأن موريتانيا أرض مستباحة للجيش الجزائري يفعل فيها ما يشاء».
تكتل جديد إسمه 3+3
يحدث هذا في حين يقول سراج الضو، «يخطط المغرب لولادة تكتل جديد إسمه 3+3، يضم المغرب و موريتانا والسينغال من افريقيا مع البرتغال واسبانيا و فرنسا، من أوروبا كبديل عن تكتل 5+5 الذي كان من المفترض أن يجمع دول المغرب الكبير مع دول أروبية، أفشلته الجزائر…».
وفي هذا السياق« استقبل وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة وزيرة خارجية السينغال مع رسالة خطية من رئيسها مباشرة بعد زيارة ولد الغزواني الخاصة للمغرب..». يقول محمد سراج الضو وهو صحفي متخصص في الشأن السياسي.
ولد الغزواني يقطع الشك باليقين
وكانت رئاسة الجمهورية، قد أعلنت قبل يومين، بموجب مراسيم رئاسية متتالية عن تعيينات جديدة في المؤسسة العسكرية شملت قيادة أركان الجيوش، والأركان الخاصة لرئيس الجمهورية، والدرك، ومفتشية القوات المسلحة، والأمن الخارجي والتوثيق، وكلية الدفاع.
وجاءت التعيينات كالتالي :
– اللواء محمد فال الرايس الرايس، قائدا للأركان العامة للجيوش.
– اللواء إبراهيم فال الشيباني الشيخ أحمد، قائدا للأركان الخاصة لرئيس الجمهورية.
– اللواء أحمد محمود محمد عبد الله الطايع، قائدا لأركان الدرك الوطني.
– اللواء أب بابتي الحاج أحمد، مفتشا عاما للقوات المسلحة وقوات الأمن.
– اللواء صيدو صمبا ديا، مديرا عاما للأمن الخارجي والتوثيق.
– العقيد محمد الأمين محمد ابلال، قائدا لكلية الدفاع لمجموعة الساحل.
– اللواء محمد المختار الشيخ مني، قائدا مساعدا للأركان العامة للجيوش