في المغرب كما في باقي العالم بات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مهددون بالإصابة بـ”تعفن الدماغ”، جراء إدمان تصفح المحتويات التافهة.
في هذا التقرير، تقف جريدة le12.ma، عند ماهية “تعفن الدماغ” وعلاقته بإدمان التواصل الاجتماعي، في راي خبراء وباحثين.
كما تقدم نصائح ذهبية، للوقاية من هذا الخطر الفتاك ووسائل العلاج المبكر منه.
تقرير: نيروز همون
الافراط في استهلاك (مشاهدة) المحتوى التافة تؤدي الى ظاهرة تعفن الدماغ.
تُعرف “أكسفورد” تعفُّن الدماغ بأنه “التدهور المفترض للحالة العقلية أو الفكرية للشخص؛ خصوصاً نتيجة الإفراط في استهلاك المواد (الآن بشكل خاص المحتوى عبر الإنترنت) التي تُعدّ تافهة أو غير صعبة“.
بمعنى آخر، فإنك إذا كنت تقضي ساعات طويلة في تصفح الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بلا هدف، فإنك قد تعاني من تعفن الدماغ.
أميرة محمد اخصائية نفسية في مستشفى ابو العزائم ( مصر)
مصطلح “Brain Rot” (تعفن الدماغ) يُستخدم بشكل غير رسمي ويُشير إلى حالة من التدهور العقلي أو الفكري، وغالبًا ما يُقال بطريقة مجازية. يتضمن المصطلح عدة سياقات مختلفة:
في الثقافة الشعبية:
يُستخدم للتعبير عن حالة من الإجهاد العقلي أو التبلد نتيجة الاستهلاك المفرط للمحتوى الذي يُعتبر غير مفيد أو سطحي، مثل مشاهدة الكثير من التلفزيون، التمرير المفرط على وسائل التواصل الاجتماعي، أو لعب الألعاب الإلكترونية لفترات طويلة.
*أحمد بورديجة( صانع محتوى)
“تعفن الدماغ” المصطلح الذي اختاره قاموس اكسفورد لعام 2024
ويعني تدهور الحالة الفكرية والعقلية للشخص ومن ثم للمجتمع عامة، عن طريق الاستغراق في المحتوى السهل البسيط الذي يتم تقديمه على السوشيال ميديا، فأغلبه محتوى فارغ لا يحفز على التفكير والإبداع والابتكار، وتراكم هذا المحتوى مع الوقت يتسبب في تعفن الدماغ بمعنى أنه يترك عقلك محدودا وحبيس أفكار ساذجة وسطحية، ولا يستطيع التفكير بطريقة علمية أو بتسلسل منطقي.
وفي رأيي أن جمهور السوشيال ميديا يشبه كثيرا عصور الجاهلية الأولى؛ بما فيها من معتقدات سطحية سائدة وأفكار بدائية مسيطرة، إلى أن جاء الفلاسفة والعلماء وفكروا بشكل مختلف وغيروا وجه العالم، كذلك جمهور السوشيال ميديا المستغرق في أفكار بدائية عقيمة تستهلكه طوال الوقت، يحتاج إلى أشخاص مختلفين في طرق تفكيرهم، يثورون على طرق التفكير القديمة، ويفردون مساحات جديدة للوعي والعمق والإبداع والابتكار، ليقدموا محتوى أكثر عمقا، يدرب العقل على التفكير الملهم الذكي..
*أحمد عبد العال الرشيدي ( باحث إعلامي)
حذاري من “تعفن الدماغ” الذي اعتبرته جامعة أكسفورد كلمة العام؟
لا يتوقف العالم عن الاصطدام بتداعيات الإفراط في استخدام الهواتف المحمولة والتي كثيرا ما تتسبب في إهدار وقت وصحة الإنسان فضلا عن آثارها النفسية والصحية التي تتكشف يوما بعد يوم.
ففي تأكيد جديد على الجانب السلبي للهواتف المحمولة، اختارت دار نشر جامعة أكسفورد مصطلح “تعفن الدماغ” كلمة العام 2024، وذلك بعد تحليل دقيق شمل 26 مليار كلمة من مصادر الأخبار العالمية الناطقة بالإنجليزية.
ويعتبر “تعفن الدماغ” واحدا من التداعيات السلبية لاستخدام الهواتف المحمولة وهي تعني تدهور الحالة العقلية أو الفكرية للشخص بسبب الإفراط في التعامل مع المواد التي تعتبر تافهة أو غير مهمة.
وتم اعتبار “تعفن الدماغ” كلمة العام بعد تصويت عام شارك فيه أكثر من 37 ألف شخص، وبعد مناقشة عامة على مستوى العالم وتحليل بيانات اللغة.
ولاحظ خبراء اللغة في جامعة أكسفورد -المسؤولة عن إصدار قاموس أكسفورد الإنجليزي الشهير- أن معدل استخدام هذا المصطلح، “تعفن الدماغ”، زاد بين عامي 2023 و2024 بنسبة 230%.
ما هو تعفن الدماغ؟
ويستخدم هذا المصطلح لوصف حالة الضبابية والخمول الذهني الذي يصيب الإنسان نتيجة الإفراط في النظر للشاشة أو استهلاك المحتوى القصير والسريع على منصات مثل تيك توك وإنستغرام.
وتزيد احتمالات الإصابة بهذه الحالة كلما ابتعد الشخص عن ممارسة أي تحديات أو واجبات ذهنية لتنشيط الدماغ.
وتتمثل أعراض “تعفن الدماغ” في ضعف في الذاكرة مع زيادة النسيان وصعوبة التركيز، خاصة في الأمور التي تتطلب مجهودا عقليا، بالإضافة إلى التعب الذهني أو الشعور بالإرهاق وانخفاض النشاط البدني بسبب التسمر أمام الشاشة لفترات طويلة.
*عماد رومضاهي
تُعرف أكسفورد تعفن الدماغ بأنه «التدهور المفترض للحالة العقلية أو الفكرية للشخص، خصوصاً نتيجة الإفراط في استهلاك المواد (الآن بشكل خاص المحتوى عبر الإنترنت) التي تعد تافهة .
كلمة العام هي «كلمة أو تعبير يعكس موضوعاً محدداً من الأشهر الاثني عشر الماضية.
أفادت دار النشر بأن العبارة المثيرة «اكتسبت شهرة جديدة في عام 2024»، حيث زاد معدل استخدامها بنسبة 230 في المائة عن العام السابق.
وجرى اختيار مصطلح «تعفن الدماغ» من خلال مزيج من التصويت العام وتحليل اللغة من مؤلفي المعاجم في أكسفورد. وقد تفوق على خمسة مصطلحات أخرى نهائية: الرصانة، والرتابة، والتسعير الديناميكي، والرومانسية، والتراث.
أشارت دار نشر جامعة أكسفورد، ناشرة قاموس أكسفورد الإنجليزي، إن الكلمة اختيرت بعد 37 ألف تصويت ومناقشة عامة على مستوى العالم وتحليل من الخبراء.
ورغم أنه قد يبدو ظاهرة حديثة، فإن أول استخدام مسجل لمصطلح «تعفن الدماغ» كان من هنري ديفيد ثورو في قصيدته «والدن» التي كتبها عام 1854 عن العالم الطبيعي.
ما عواقب “تعفن الدماغ”؟
يقول كريغ جاكسون، أستاذ علم النفس الصحي المهني بجامعة برمنغهام سيتي: «لا يوجد تأثير جسدي معروف لـ(تعفن الدماغ) على الأشخاص الذين يُفرِطون في استخدام الإنترنت ومواقع التواصل. لكن هذه المشكلة قد ينتج عنها تغيرات إدراكية وسلوكية“
ويمكن أن يشمل هذا مجموعة واسعة من الآثار السلبية.
وتقول توروني: “يمكن أن تتراوح هذه الآثار من صعوبة التركيز وانخفاض الإنتاجية إلى الشعور بعدم الرضا أو حتى الشعور بالذنب بشأن الوقت الضائع في تصفُّح الإنترنت. ويمكن أن يؤثر الأمر أيضاً على الصحة العقلية، مما يساهم في الشعور بالتوتر أو القلق أو الافتقار إلى الهدف في الحياة“.
وأضافت: “بمرور الوقت، يمكن أن يصعب (تعفن الدماغ) على الأشخاص التركيز على الأنشطة ذات المغزى أو التوصل إلى أفكار عميقة“
كيف يمكن أن نتصدى لـ”تعفن الدماغ”؟
وفقاً لموقع “بريكينغ نيوز”، هناك 6 طرق لمكافحة “تعفن الدماغ”، وهي:
1-ضع حدوداً لاستخدامك للإنترنت:
ينصح جاكسون بحصر استخدام الإنترنت ومواقع التواصل لأوقات محددة قليلة في اليوم ولمدة محددة.
2- ابحث عن بدائل جذابة
تقول توروني: “استبدل بالتصفح السلبي للإنترنت أنشطةً أكثرَ إثراءً، مثل قراءة كتاب أو تدوين مذكرات أو استكشاف هواية إبداعية“.
3- قم بأي نشاط بدني
تؤكد توروني أن “التمارين المنتظمة ترياق قوي للضباب العقلي“.
وأضافت أنه “حتى المشي القصير في الهواء الطلق يمكن أن يساعد في تنقية ذهنك وتعزيز تركيزك“.
4- خذ فترات راحة للتخلص من السموم الرقمية
يقول جاكسون إن “التخلص من السموم الرقمية والتوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لفترة يمكن أن يغير من نظرة المستخدمين لعلاقاتهم بهذه الوسائل“.
5- حفّز عقلك بطرق إيجابية
تنصح توروني قائلة: “انخرط في الأشياء التي تشكل تحدياً بالنسبة لك، مثل تعلُّم مهارة جديدة، أو حل الألغاز. الأمر يتعلق بتغذية عقلك بمحتوى عالي الجودة“.
6- كن انتقائيا في اختيارك للمحتوى
تقول توروني: “اخترِ المحتوى الذي يتماشى مع اهتماماتك وقيمك، مثل الأفلام الوثائقية أو البث الصوتي القيّم أو الكتب التي تلهمك“.
*المصدر – جريدة le12 + الشرق الأوسط – تواصل اجتماعي