أكد عبدو سولي ديوب، رئيس لجنة إفريقيا، في الاتحاد العام لمقاولات المغرب، أن هذا الأخير سيعلن في مستهل دجنبر المقبل، عن نتائج دراسة التي يمكن أن تكون موضوع تكاملات في سلاسل القيمة مع إفريقيا.
وأوضح، في ندوة بعنوان “Morocco Now = Africa Now” نظمت أمس الأربعاء 27 نونبر 2024 بطنجة، بمناسبة الدورة السادسة عشرة لمنتدى “ميدايز” MEDays الدولي، أن ثمة إمكانيات كبيرة لتحقيق نوع من التكامل على مستوى سلاسل القيمة الصناعية.
وشدد على أن الدراسة التي سيعلن عنها حددت أربع قطاعات للتكامل متمثلة في النسيج والصناعات والغذائية والسيارات والإلكترونيك، مشيرا إلى أنه تم تحديد العديد من المشاريع التي يمكن الانخراط فيها في هذا المجال.
وأضاف أن القارة السمراء تتوفر على العديد من المواد الأولية التي يمكن أن تشجع التكامل في تلك القطاعات التي اكتسب فيها المغرب خبرة كبيرة، حيث يمكن، في إطار تحقيق التكامل على مستوى سلاسل القيمة، أن تتخصص بلدان إفريقيا منتجة للقطن في توفير الخيط أو الثوب، حيث يمكن توريد ذلك إلى المغرب بهدف تصنيع الألبسة.
ويذهب إلى أن تحقيق التكامل مع إفريقيا، بعدما استطاع المغرب تحقيق العديد من المشاريع التي تسهل تسهيل التواصل، حيث يحيل على شبكة النقل الطرقي التي تمتد إلى بلدان إفريقيا وحركة النقل الجوي التي تغطي العديد من الوجهات في أوروبا، بالإضافة إلى الموانىء التي تفتح المغرب على العديد من المناطق في القارة والعالم.
ويشدد على أن الرهان على القارة الإفريقية يأتي من كونها ستصبح مستقبل العالم، بالنظر لطبيعة تطورها الديمغرافية الذي يوفر يد عاملة لن تتاح في أوروبا.
ويضيف أن أراضي القارة تشكل رهانا واعدا بالنسبة للأمن الغذائي في العالم، كما تتوفر إفريقيا على القدرة على الإجابة على التحديات الطاقية التي يواجهها العالم.
وهو ما يعزز أهمية مشروع أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا. ويؤكد في هذا الصدد، على الإمكانيات التي تتوفر عليها القارة في مجال الطاقات المتجددة، مشيرا إلى الدور ينتظر أن يضطلع به الهيدروجين الأخضر، الذي يراهن عليه العالم بقوة.
ويتصور ديوب أن التكاملات التي يمكن إحداثها على مستوى القارة يمكن تعزز التعاون الذي يسمح للقارة بأن تعمد إلى التفاوض بشكل جماعي مع شركائها في القارات الأخرى.
ومن جانبه، اعتبر رئيس المدرسة العليا للتدبير ESCA، التهامي الغرفي، أنه يفترض في المغرب أن يتحول إلى قطب في مجال تكوين الأطر من البلدان الإفريقية، مشددا على أهمية التموقع في سوق التكوين، بما لذلك من دور في مد الجسور بين المملكة والقارة السمراء.
ويتصور أنه يمكن للمغرب الاستعانة بمكونين من القارة لتكوين الطلبة الأفارقة الذين يختارون المدارس والمعاهد والجامعات المغربية، مقترحا، في الوقت نفسه، تخصيص برامج على مستوى المدارس العليا العمومية لتكوين الطلبة الأفارقة.
ويؤكد رئيس المعهد المغربي للعلاقات الدولية، جواد الكردودي، في تصريح لـSNRTnews على هامش المنتدى، على أن اختيار موضوع السيادة، يقتضي ترجمته على مستوى السياسات الاقتصادية عبر تطوير فلاحة تنافسية عبر المكننة والمضي في التصنيع من أجل الارتقاء إلى مستوى البلدان الصاعدة.
ويشدد على أهمية التكوين في بلوغ أهداف التنمية في القارة الإفريقية، مع إتاحة الفرصة أمام الشباب كي ينفتحوا أكثر على العالم، خاصة عبر التركيز على تدريس اللغات والتكنولوجيات الحديثة، مؤكدا على مسألة تغليب الوحدة بين البلدان وحل النزاعات بطريقة سلمية.
ويعكس الاهتمام بالتكامل بين المغرب والبلدان الإفريقية، الموضوع الذي اختير للدورة السادسة عشرة لمنتدى “ميدايز” الدولي المنعقد بين 27 و30 نونبر بمدينة طنجة، تحت شعار “سيادات وقدرات الصمود: نحو توازن عالمي جديد”.
ويتوخى منتدى ميدايز 2024 تعميق النقاش القاري والعالمي حول تعزيز السيادات الوطنية والإقليمية (مؤسساتية وسياسية وترابية وأمنية واقتصادية وغذائية وطاقية وصحية) وبناء صمود مشترك، للاستجابة للأزمات العالمية المتعددة.
ويتناول على مدى أربعة أيام مجموعة واسعة من المواضيع الجيواستراتيجية من خلال حوالي خمسين جلسة نقاش مبرمجة، مع التركيز على التحديات والفرص التي تواجه إفريقيا وبلدان الجنوب.