يعاني الكثير من الأمهات من عناد أطفالهن وكثرة الشكوى والزن والبكاء الحاد، وربما يصل الأمر إلى إلقاء نفسه والارتطام بالأرض بشكل مؤذٍ أو ضرب دماغه بالحائط وغيرها الكثير من السلوكيات الخاطئة التي تحتاج إلى تقويم.

فما هو العناد وما سببه ومتى يبدأ العناد، وهل هو سلوك طبيعي أم لا، وكيف نتعامل مع الطفل العنيد، كثير الشكوى، وهل للعناد مميزات أم لا وكيف نستغل عناد الطفل بشكل إيجابي، وتجربتي كطفلة عنيدة، كل ذلك وأكثر سنعرفه سوياً في مقالنا التالي.

ما هو العناد؟

يعتبر العناد ظاهرة معروفة في سلوك بعض الأطفال؛ حيث يرفض الطفل ما يؤمر به أو يصر على تصرف ما، ويتميز العناد بالإصرار وعدم التراجع حتى في حالة الإكراه، وهو من اضطرابات السلوك الشائعة، وقد يحدث لمدة وجيزة أو مرحلة عابرة أو يكون نمطاً متواصلاً وصفة ثابتة وسلوكاً وشخصية للطفل.

العناد سلوك فطري طبيعي

العناد كما هو شائع يعد تصرفاً فطرياً طبيعياً لدى الأطفال، فلكل طفل أسلوبه في التعبير عن رغبته ودوافعه وفق شخصيته، فقد يفعل الطفل سلوك الزن أو العناد ذكاءً منه وذلك لخضوع الأهل لرغباته وتلبية ما يريد بعد استمرار الزن والإصرار على أخذ ما يريد.

وفى حالات أخرى يقوم الطفل بهذا السلوك من باب التقليد والمحاكاة بسلوكيات الآخرين صغاراً كانوا أو كباراً، وذلك لرفض ما لا يريد القيام به أو الوصول لشيءٍ ما يريده.

متى يبدأ العناد؟

يبدأ العناد في مرحلة مبكرة لدى الأطفال وهي الفترة العمرية من 18-24 شهراً وقد تندثر بعد فترة أو تستمر وتصبح سمة من سمات شخصية المرء طوال عمره وذلك حسب اختلاف البيئة الأسرية والمحيط الاجتماعي والعوامل الوراثية المختلفة التي تساهم في استمراره أو اندثاره بشكل أو بآخر.

الأسباب النفسية والتربوية للطفل العنيد 

فقد الحنان والألفة

يؤدي شعور الطفل بالاضطهاد الدائم من أقرانه، وشعوره أيضاً بالإهمال، وفقد الحنان والألفة في المحيط الأسري إلى البكاء الشديد والعناد ورفض كل ما يطلب منه.

تمييز الأهل طفلاً عن آخر

يؤدى تمييز الأهل لطفل دون الآخر وحرمانه من مشاركته لرأيه، أو عصبية أحد الآباء إلى اكتساب الطفل سلوك العناد أو الزن، فالأطفال كالإسفنج يمتصون كل السلوكيات التي تحدث أمامهم.

تدليل الطفل أكثر من اللازم

كيفية التعامل مع الطفل العنيد البكّاء

في الغالب تتبع معظم الأسر واحدة من طريقتين مع الطفل العنيد، وهي إما تلبية رغباته كي يصمت ويتوقف عن الزن، أو تعنيف الطفل بشكل شديد، ولكن كلتا الطريقتين غير مناسبتين للتعامل مع الطفل العنيد الزنان.

فتلبية رغباته تجعله يدرك أن الزن سبيل جيد للحصول على ما يريد، وبالتالي سيكرر السلوك دائماً، وهذا ما لا نريده أبداً.

أما التعنيف فسيشعر الطفل بالإهمال وعدم الأهمية، وكلاهما مُسكّن مؤقت لا يحل المشكلة من جذورها ويعالجها بشكل تربوي سليم، ولكن هناك الكثير من الطرق التربوية الملائمة للتعامل مع الطفل العنيد الزنان وهي كالتالي:

انظر للأمر كسلوك وليس كشخص

بمعنى أن تنظر لما يقوم به الطفل من سلوك يحتاج إلى تقويم ودورك كمربي هو مساعدته، ولا تنظر له لشخصه وتتخذ من الأمر موقفاً شخصياً وتضع رأسك برأسه وتصبح مثله.

كن الفعل لا رد الفعل

ابتعد عن الضرب والعصبية وصيغة الأمر في الحديث مع طفلك وقت حدوث السلوك العنيد الخاطئ منه، لأنه حينها يتصرف بعناد أكثر لإثبات ذاته، فكن أنت الفعل والحدث وحافظ على هدوئك.

اجلس في مستوى الطفل وانظر إلى عينيه واجعله ينظر إليك وتكلم بصوت هادئ مريح وحاول أن تربت على كتفه بحب، وأخبره أنك تحبه وتتفهم رغباته وتود سماعه ولكنك لا تستطيع سماعه بهذه الطريقة وأنك ستنتظره لحين أن يهدأ ثم يخبرك عما يريد بطريقة ملائمة.

مميزات الطفل العنيد وتأثير ذلك على مستقبله  

يتميّز الطفل العنيد بأنّ لديه آراءً قويّة ومتينة أحياناً، ويميل إلى المجادلة حول موضوع النقاش، كما قد يلجأ إلى الجرأة والتّحدي في حال لاحظ عدم الاستماع له، والواجب على الآباء والأمّهات أن يكون لديهم القدرة والرغبة في الاستماع للطفل أوّلاً لكي يستمع الطفل لوالديه بالمقابل، وبالتالي فإنّ حل مشكلة إصرار الطفل على القيام بشيء أو عدم القيام به في معظم الأحيان يكون عن طريق الاقتراب منه بطريقة هادئة وعمليّة، وإجراء محادثة مفتوحة للحديث حول ما يزعجه، والاستماع له بشكل جيّد.

العناد يعد مؤشراً واضحاً للنجاح والتميز في الحياة المستقبلية، فالتأثيرات الإيجابية التي تنتج عن صفة العناد إذا تم التعامل معها بحكمة فإنها ستخلق قائداً في المستقبل.

ـالثقة العالية بنفسه، والتي تتيح له مواجهة المواقف والمشكلات بشكل إيجابي إذا وجه التوجيه الصحيح.

ـالاندماج بسرعة مع من هم أكبر منه سناً، وهذا يوفر الجهد اللازم لتعديل سلوكه، فإذا أُدرج في بيئة إيجابية فإنه سوف يحاكي الأكبر سناً.

ـتقبُّل الغرباء دون الشعور بالخوف أو عدم الألفة، مما يمكنه المشاركة في العديد من الأنشطة الرياضية والاجتماعية، وبالتالي التعود على مهارات التعاون مع فريق العمل.

ـلدى الطفل العنيد فرصة أكبر للتعلم بسبب انخراطه مع المجتمع، ولديه فرصة كبيرة للابتكار وإعطاء الأفكار الجديدة.

ـلديه مبادئ وقيم قوية يؤمن بها؛ كالعدل والمساواة وعدم الظلم، كما يتميز بحس عالٍ من المسؤولية، ويتضح ذلك في إصراره ومحاولاته المستمرة في إصلاح لعبته المكسورة وإرجاعها كما كانت.

المصدر : عربي بوست

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *