كشفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، اليوم الإثنين، أن عام 2023 كان “أكثر الأعوام جفافا بالنسبة للأنهار في العالم منذ أكثر من ثلاثة عقود”، مؤكدة أن 3,6 مليار شخص يواجهون حاليا عدم كفاية فرص الحصول على المياه لمدة شهر على الأقل في السنة.
ونبهت الأمينة العامة للمنظمة، سيليستي ساولو، في مؤتمر صحفي بجنيف، إلى أن عام 2023 هو الأعلى ارتفاعا من حيث درجات الحرارة منذ بدء قياسها، مشيرة إلى أن الماء هو المؤشر الأهم لأي خطر محتمل لتغير المناخ.
وقالت ساولو إن الإشارات البيئية التي تصلنا في شكل هطول أمطار غزيرة وذوبان الجليد والأنهار الجليدية بشكل متزايد والفيضانات والجفاف تلحق خسائر فادحة بالأرواح والنظم البيئية والاقتصادات وتهدد الأمن المائي على الأمد الطويل لملايين الأشخاص.
وأضافت أن المعلومات بخصوص الحالة الحقيقية لموارد المياه العذبة في العالم محدودة جدا وأنه لا يمكن “إدارة ما لا نقيسه”، مشددة على ضرورة المساهمة في تحسين المراقبة والتقييم وتبادل البيانات والتعاون الدولي.
وفي السياق نفسه أعلنت المنظمة في تقرير أصدرته عن “حالة الموارد المائية العالمية” عن فقدان الأنهار الجليدية لأكثر من 600 جيغا طن من المياه وهو المعدل الأكبر و”الأسوأ” منذ 50 عاما وذلك نتيجة تغير المناخ الذي ساهم في تقلب الدورة الهيدرولوجية وفقا للبيانات الأولية للفترة من شتنبر 2022 إلى غشت 2023.
وأوضح التقرير أن الخسارة الشديدة في كتلة المياه تعود أساسا إلى الذوبان الشديد للأنهار الجليدية في غرب أمريكا الشمالية وجبال الألب الأوروبية حيث فقدت الأنهار الجليدية في سويسرا حوالي 10 في المئة من حجمها المتبقي على مدى العامين الماضيين فقط.