ترأس عزيز أخنوش، رئيس المجلس الجماعي لأكادير، صباح اليوم الإثنين، أشغال الدورة العادية للمجلس الجماعي لأكادير لشهر أكتوبر 2024، والتي تهم المناقشة والتصويت على عدد من المشاريع التنموية واتفاقيات الشراكة.

وأكد أخنوش في كلمته الافتتاحية، أن هذه الدورة تشكل فرصة ملائمة لتقييم العمل الجماعي، وهي كذلك مناسَبة لمناقشة مختلف الرهانات والتحديات والقضايا الحيوية التي تهم حاضر جماعة أكادير ومستقبلها.

وأشار إلى أن اعتزازنا الجماعي بالانتماء لهذه المدينة، ورغبتَنا المشتركة في تهيئة الظروف المواتية للرُّقِيِّ بها إلى مصاف المدن التي تواكب المتغيرات العالمية، يفرض علينا اليوم – أغلبيةً ومعارضة – تكثيفَ الجهودِ والعملَ المشترك لربح مختلف الرهانات الحالية والمستقبلية.

خاصة وأن مدينة أكادير مقبلة في الشهور والسنوات القادمة على احتضان مجموعة من المواعيد المستقبلية، على غرار كأس الأمم الإفريقية 2025 وكأس العالم 2030.

وهي مواعيدُ كبرى تحظى بتتبع شخصي من طرف الملك محمد السادس، ونستعد لها بإطلاق وتنزيل مجموعة من الأوراش والمشاريع المهيكلة، حيث ستساهم لا محالة في تعزيز وتطوير البنيات التحتية الأساسية للمدينة، كما ستشكل استثماراتٍ مهمة للحاضر والمستقبل، وستحسن ظروف عيش الساكنة، وتعزز جمالية المدينة.

 وأكد أخنوش أن الفترةَ الفاصلةَ بين دورة ماي الأخيرة ودورة أكتوبر الحالية، تميزت بمجموعة من الأنشطة والتظاهرات والتدشينات التي نظمها وساهم فيها ودَعَمها مجلسُنا الموقر.

فخلال الخمسةِ أشهرٍ الماضية، شهدت مدينة أكادير افتتاح العديد من المشاريع التنموية المهيكلة، شملت مجموعة من الأحياء انطلاقا من أنزا مرورا بأحياء المدينة وصولا لأغروض، بنسركاو وتيكوين.

وارتباطا بتقوية البنية التحتية وتهيئة المحاور الكبرى، عرف المحور شرق- غرب تهيئة شاملة على مستوى المساحات الخضراء، وفضاءات اللعب، وملاعب القرب، إضافة إلى تهيئة مجموعة من نقط القراءة، أصبح بعدها هذا المحور الحيوي متنفسا لساكنة الأحياء المحاذية له.

كما تمت تهيئة الطريق المداري وشارع الملاحة، إضافة إلى الطريق السريع من شارع الجيش الملكي إلى باب الميناء، في انتظار مباشرة الأشغال في الشطر الثاني الممتد من شارع الجيش الملكي وصولا إلى مدارة محور شرق غرب.

وفي ما يخص المنتزهات الكبرى والمساحات الخضراء، تم افتتاح حديقة “بلفيدير” المطلة على كورنيش المدينة، ومنتزه الانبعاث، وزنقة المعرض. كما تم افتتاح مجموعة من المكتبات ودور القراءة التي تندرج ضمن مشروع نقط القراءة.

هذا بالإضافة إلى إعطاء انطلاقة الأشغال بمشاريع تهيئة الأحياء ناقصة التجهيز، وإحداث أسواق جديدة، وتهيئة مجموعة من المنتزهات الجديدة وملاعب قرب إضافية.

وعبر أخنوش بهذه المناسبة، عن اعتزازه بالبرنامج الملكي الذي ارتقى بمستوى البنية التحتية للمدينة، وارتقى بجاذبيتها.

وفي ظل هذه الدينامية التي تعرفها أكادير، عبر أخنوش عن ارتياحنا لجودة المشاريع المذكورة والوتيرة التي تسير بها الأشغال، في مختلف الأوراش المفتوحة بالمدينة، والتي تروم الارتقاءَ بجودة حياة الساكنة وتحقيق عدالةٍ مجاليةٍ في سائرِ ترابِ الجماعة.

وأشار أخنوش في كلمته، أن الفترة ما بين الدورتين تميزت بالاحتفال بعيد الأضحى المبارك. مشيرا أن جماعةأكادير وضعتْ ترتيباتٍ استثنائيةً مُحْكَمة، شملت تهيئة المُصَلَّيَات بإشراك المجتمع المدني والساكنة، وكذا تعبئة الموارد البشرية والآليات اللازمة، لضمان نظافة الأحياء خلال فترة العيد.

وفي نفس السياق، نوه رئيس المجلس الجماعي لأكادير بالانخراط المثالي، وبالمجهودات التي يبذلها عمالُ النظافةِ وموظفو الجماعة بشكل يومي، لجعل مدينة الانبعاث نموذجًا يُحتذى به على الصعيد الوطني، خاصة وأنّ قطاع النظافة يُدَبَّرُ بشكل مباشر من طرف الجماعة.

كما عرفت المدينة، خلال الأشهر القليلة الماضية، توافدا استثنائيا للسياح المغاربة والأجانب خلال الفترة الصيفية، ما يُعتبر مؤشرا إيجابيا على جاذبية مدينتنا. وهو ما يدفعنا إلى تعزيز الدينامية من أجل تطوير العرض السياحي في أكادير، وتعزيزه بما يضمن المواكبة والتأقلم مع مختلف التحولات التي يعرفها القطاع وطنيا ودوليا.

وارتباطا بذلك، يضيف أحنوش، اعتمد مجلس جماعة أكادير النموذج الجديد للحكامة لتدبير الشواطئ، حيث عمل على توفير جميع الظروف الملائمة لاستقبال المصطافين، مما خلف انطباعاً إيجابيا لدى زوار أكادير.

وأضاف أن هذا النموذج قد شمل أساسا، توفير الوسائل اللوجستية والموارد البشرية الضرورية لضمان سلامة المصطافين والحفاظ على جمالية ونظافة الشواطئ.

بالإضافة إلى تنظيم حملات تحسيسية رقمية، بالتعاون مع السلطات المحلية، للحد من مختلف الظواهر السلبية التي قد تُسِيءُ إلى المنظر العام للمدينة.

وفي هذا السياق، دعا أخنوش كافة المتدخلين في تدبير هذا المرفق، إلى عقد اجتماعات تقييمية لمختلف الإجراءات التي تم اتخاذها، وذلك بهدف الرفع من فعاليتها استعدادًا للموسم الصيفي المقبل.

وموازاةً مع موسم العطلة الصيفية، نُظمت بالمدينة العديد من التظاهرات الفنية الكبرى، التي لاقت إقبالاً كبيرًا من طرف الساكنة والزوار.

علاوة على برنامج تنشيط الأحياء والشواطئ الذي عَمَّ جميع تراب الجماعة، مقدمًا محتوى متنوعًا شمل: فضاءات الأطفال، أفلاما سينمائية، حفلات تراثية، منصة للشباب وسهرات فنية.

وقد خص هذا البرنامج أحياء: تيكوين، بنسركاو، أنزا، ساحات المدينة، المنتزهات، الحدائق الكبرى، كورنيش أنزا وكورنيش أكادير.

وفي إطار الاستعدادات للدخول المدرسي الحالي، برمج المجلس الجماعي حملةً واسعة لتنظيف 48 مؤسسةً تعليمية داخلَ تراب جماعة أكادير، وذلك من خلال تنظيف محيطها وصيانة فضاءاتِها الخضراء لتوفير بيئة صحية سليمة للتلاميذ داخل هذه المؤسسات.

وفيما يخص تكريس الطابع الرسمي للأمازيغية، تماشيا مع المجهودات الحكومية، أكد أخنوش أن المجلس يواصل في إطار برنامج عمله، عقد مجموعة من الاجتماعات التشاورية مع مختلف المتدخلين، لبلورة خطة عمل تسعى إلى تعزيز إدماج الأمازيغية في الفضاء العمومي، وذلك من خلال تكوين وتأهيل الموارد البشرية الجماعية.

وفي سياق متصل، يشتغل المجلس الجماعي كذلك على تشجيع الإبداع الثقافي والفني والأدبي الأمازيغي، دون إغفال دعم جمعيات المجتمع المدني التي تنشط في مجال الثقافة الأمازيغية وحماية التراث المادي واللامادي.

وأشار أخنوش، إلى أن جماعة أكادير تهتم كذلك بتعزيز شراكاتها، من خلال مشاركاتها الفاعلة في مجموعة من التظاهرات الوطنية والدولية، حول قضايا تهمنا، مثل: التغيرات المناخية، والإجهاد المائي، وتمويل المشاريع الجماعية.

وأضاف أنه وفي إطار الانفتاح على العلاقات الدولية، استقبل القصر البلدي سفراء عدة دول، من بينها: بولندا، كندا، وكوريا الجنوبية، بالإضافة إلى وفد يمثل دولَ إفريقيا جنوب الصحراء.

وأشار إلى أن هذه الزيارات من شأنها أن تساهم في تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات بما يخدم مصالح المدينة.

وفي هذا السياق، يقول أخنوش، “يشرفنا قبولُ عضوية جماعة أكادير في البرنامج المحلي لمبادرة الشراكة من أجل الحكومة المنفتحة إلى جانب 50 عضوا محليا جديدا يمثلون 34 دولة، وذلك من ضمن 138 مرشحا“.

وأشار إلى أن هذه الدينامية دليل على الأهمية التي يوليها مجلسنا لمبدأ الانفتاح والشفافية والشراكة المواطنة، التي تعتبر مكونا أساسيا لبرنامج عملنا ورافعة هامة للتنمية المحلية.

وأكد أخنوش في كلمته، أن هذه الدورة تكتسي أهمية خاصة، حيث سيتم من خلالها عرض الميزانية المقترحة برسم سنة 2025، على أنظار المجلس للتصويت عليها.

وفي هذا الصدد أشار إلى أن مداخيل الجماعة سجلت ارتفاعاً يناهز 50 في المائة خلال الثلاث سنوات الماضية. ومن المرتقب أن تبلغ هذه السنة 720 مليون درهم. كما ارتفعت ميزانية الاستثمار من 170 مليون درهم إلى 230 مليون درهم.

وأوضح أخنوش أن الرفع من ميزانية التسيير يعكس الأهمية التي نوليها لتدبير مختلف القطاعات الحيوية، حيث نطمح إلى الارتقاء بجودة مختلف الخدمات الجماعية، وذلك عبر تعزيز الإمكانيات البشرية واللوجستية، خصوصا تدبير وصيانة المساحات الخضراء، ملاعب القرب، المركبات الثقافية، المرافق الرياضية والإنارة العمومية.

وأكد أن جماعة أكادير ستنخرط في بلورة نموذج مبتكر لتدبير المشاريع التنموية والبنى التحتية الجديدة التي تم افتتاحها، بهدف المحافظة عليها وضمان استدامتها وتقديم خدمات بمعايير عالية للمرتفقين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *