le12.ma -سبّور

 

أكد فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، اليوم الاثنين في الصخيرات، أن تطوير ممارسة كرة القدم في المغرب مرهون بمواصلة أوراش البنية التحتية والاهتمام بالتكوين.

وأبرز لقجع، في افتتاح اليوم الدراسي الخاص بكرة القدم الوطنية، الذي تنظمه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في قصر المؤتمرات بالصخيرات، أن تطوير البنيات التحتية والاهتمام بالتكوين محوران مهمان من بين ثلاثة محاور إستراتيجية ستعتمدها الجامعة في إعادة الهيكلة، التي ستخضع لها.

وتابع المتحدث ذاته أن “الجامعة ستعمل على معالجة المشاكل المرتبطة بالتكوين من خلال إعادة هيكلة الإطارات التقنية الوطنية، مركزيا وجهويا، والعمل على إدراج الأندية داخل هذه المنظومة تدريجيا وإراديا، لكنْ بمجموعة من الضوابط، أولها أن الأندية التي ستبقى خارج هذا الإطار لن تستفيد من أي دعم ولن تكون لها أي علاقة كروية مع الجامعة”.

وشدّد رئيس الجامعة على أن الأخيرة “ستركز في المرحلة المقبلة على خلق نموذج يمكّن اللاعب والممارسة الكروية الوطنية من الذهاب بعيدا في هذا المجال، لأن بلادنا تتوفر على المؤهلات والظروف التي تجعلنا نستشرف مستقبلا أفضل وأحسن لكرة القدم الوطنية”، مؤكدا أن العمل الجماعي في مختلف المحطات والمراحل، بدءا من التنقيب داخل الممارسة القاعدية، وصولا إلى المنتخبات الوطنية، بفئاتها العمرية، كفيل بإحداث نموذج مغربي مائة في المائة، بدل البحث عن نموذج مستورد من الخارج.

ووضّح لقجع أن “الهدف الرئيسي من كل هذا هو جعل كرة القدم رافدا من روافد الإدماج الاجتماعي لخلق التنمية الشاملة، وأن تتبوأ كرة القدم الوطنية، في مختلف الفئات العمرية، الريادة على مستوى القارة الإفريقية وضمان مكانة متميزة على المستوى العالمي”.

وبخصوص المحور الثاني لإعادة هيكلة الجامعة، وضّح لقجع أنه مرتبط بتدبير البعد الدولي للممارسة الكروية وحضور كرة القدم الوطنية داخل مختلف المحافل والهيئات الدولية، بدءا من “الكاف”، والحضور الدولي، لأن هناك محطات حساسة مرتبطة بـ”فيفا”، بكل أبعادها، مرورا بتعاملنا مع الاتحاد العربي، خاصة أن بطولة الأندية العربية ستحمل هذه السنة اسم كأس محمد السادس للأندية العربية”.

وعن المحور الثالث قال لقجع إنه يرتبط بتدبير الأمور المالية والتسويقية لكرة القدم عموما، مؤكدا أن “كرة القدم الوطنية لن تتمكن من الذهاب بعيدا في هذا المنحى دون عصبة احترافية مستقلة وقوية قادرة على رفع مستوى الممارسة الاحترافية للعبة في بلدنا ولا تتلقى تعليماتها من الجامعة”.

في هذا السياق، دعا لقجع المشاركين في هذا اليوم الدراسي إلى التفكير في إحداث عصبة مستقلة لتدبير شؤون كرة القدم النسوية، قادرة على تدبير هذه الممارسة، وعصبة مستقلة لكرة القدم داخل القاعة، وكرة القدم الشاطئية، مشيرا إلى أن عمل الجامعة سيقتصر على عملها على ثلاث واجهات، وهي التكوين والتسويق وتدبير الأمور المالية وتدبير العلاقات الدولية؛ موازاة مع توطيد العصبتين الموجودتين وخلق عصبتين إضافيتين للاهتمام بشؤون كرة القدم.

وتابع لقجع أن “هذه الاختيارات ستصبح في الوقت القريب أمرا ضروريا وحتميا وجب تطبيقه وتنزيله على أرض الواقع، من خلال اتخاد قرارات شجاعة وجريئة تخدم مصلحة كرة القدم، ومصلحة بلادنا وشبابنا، وإن اقتضى الحال أن تكون ضد مجموعة من التيارات التي لا تريد أن تنخرط في هذه الدينامية، لأننا مجبرون على التفاعل مع محيط قاري يتطور باستمرار ومحيط أوربي قطع أشواطا طويلة”.

وفي ما يخص التحكيم، شدّد لقجع على أنه سيتم الاعتماد على تقنية “الفار” في البطولة الوطنية، بهدف جعل التحكيم في مستوى استقلاليته في اتخاد القرار، وأن يضمن المساواة في الفرص لكل الأندية الوطنية، مبرزا أن استعمال هذه التقنية سيمكّن الحكام المغاربة من الاستئناس بتقنية تخول لهم ولوج عالم الدولية بأريحية كبيرة.

في المقابل، أقرّ لقجع بأن “هناك مجموعة من الممارسات يجب أن نطوي صفحتها وأن تكون لدينا الشجاعة والإجماع الحقيقي على ضرورة وجود تحكيم مستقل ونزيه ونكون، نحن المسؤولين، أول من يؤسس هذه القواعد، والاعتراف بأن كرة القدم الوطنية، بما تنتج من سلوكات عليها أن تقطع مع مجموعة منها، لأن كرة القدم لا يمكن أن تكون مرتعا يحتضن السلوكات المشينة، بل يجب أن تكون عبرة للنزاهة والشفافية”.

وختم رئيس الجامعة كلمته بأن استعراض الآفاق المستقبلية، الإستراتيجية في عمقها، لا يعني بتاتا ارتباطه بأشخاص معينين أو بمسؤولين معينين، بل يجب علينا أن نشتغل بحزم وبإرادة الإصلاح، بعيدا عن المصالح الذاتية الضيقة وبناء تدريجي عملي نابع من إرادة ونية صالحتين وسليمتين، وفي إطار تفاعل إيجابي مع التدبير المستقبلي، الذي سيكون أفضل من الماضي نظرا إلى ما يزخر به المغرب من طاقات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *