لم تكن عناصر من الوقاية المدنية في تيزنيت تعتقد وهي تلبي اليوم الاثنين، نداء الواجب المهني أن تدخلها لإنقاذ حياة مواطن سينتهي بها إلى فاجعة.

لقد استشهد في هذا التدخل المهني، اثنين من عناصر الوقاية المدنية، وثالث من رجالها يرقد في غرفة الانعاش بالمستشفى المحلي.

لقد غرق في البداية عنصر من الوقاية المدنية ينحدر من جماعة تيغمي خلال، محاولته انقاد مواطن من دوار بأكلو  كان يصارع الموت غرقا في “نطفية”، هكذا تقول إحدى  الروايات.

كان دوار أكلو، فال شؤم على عناصر الوقاية المدنية، عندما استشهد عنصر ثان، ونقل ثالث إلى غرفة الانعاش.

واعاد هذا الحدث الأليم، تضحيات عناصر الوقاية المدنية والظروف العامة التي تحيط بتدخلاتهم خاصة على المستوى اللوجستي، وتسخير التطور التكنولوجي لخدمة مهام الجهاز.

وكان القيادة العامة للوقاية المدنية، قد ذكرت في فبراير الماضي، بمناسبة اليوم العالمي للوقاية المدنية، أنها تخلد هذا اليوم تحت شعار “التكنولوجيات المبتكرة في خدمة الوقاية المدنية”، الذي اختارته المنظمة الدولية للحماية المدنية هذه السنة لإحياء هذه الذكرى.

وأشارت إلى أن هذا الموضوع يفتح المجال للتفكير في الاستراتيجيات التي تنفذها الوقاية المدنية من أجل تعزيز معداتها العملياتية من أجل استجابة ملائمة في حالة وقوع حدث كبير، بهدف حماية السكان والممتلكات.

وأكدت أن الكوارث الطبيعية، الناجمة عن التغيرات المناخية، أصبحت أكثر فأكثر تعقيدا وتواترا وحدة، مضيفا أن تدبير هذه الحوادث يتطلب من مختلف المتدخلين إعادة التفكير في القدرات والوسائل الاستباقية والحد والسيطرة على هذه الحوادث.

وشددت على ان البحث العلمي في مجال التكنولوجيا يضع رهن إشارة الفاعلين في مجال الوقاية المدنية حلولاً مبتكرة، تمكنهم من تحسين الاستجابة، واكتساب الفعالية العملياتية أثناء حالات الطوارئ.

ومن أجل إنجاز مهام المساعدة والإغاثة المنوطة بها على أحسن وجه، تستخدم مصالح الحماية المدنية أحدث الوسائل التكنولوجية، خصوصا محطات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، المدمجة في “مركبات مركز القيادة” التي توفر الاتصال للمتدخلين في المناطق المعزولة التي لا تغطيها الشبكات الأرضية.

وتشمل هذه التقنيات المتطورة أيضا الطائرات بدون طيار المستخدمة في البحث والاستكشاف في المواقع التي يتعذر الوصول إليها أثناء حرائق الغابات أو الانهيارات، وتكنولوجيا السونار للكشف عن الجثث تحت الماء، بالإضافة إلى وسائل أخرى مجهزة ببرامج من الجيل الجديد مثل نظام المعلومات الجغرافية (GIS) أو محاكاة حرائق الغابات.

وعلى الرغم من ذلك، لا يزال جهاز الحماية المدنية في حاجة إلى استراتجيات مبتكرة لضمان نجاعة تدخلاتها، ومعدات لوجيستية، تحمي عناصره البشرية أولاً، وتساعده في مراكمة مهنيته وخبرته ثانيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *