وضع فيلم حياة الماعز، وجه دول عرب البترودولار ، حكومات ومجتمعات أمام مرآة حقيقة تحكم عقلية العبودية المقنعة في التعاطي مع العمال الأجانب.
ماجدة بنعيسى -le12.ma
أطلق فيلم حياة الماعز، صرخة نقدية في وجه عقلية مجتمعات عرب البترودولار ، والتي تعيش بفضل إستقدام العاملات والعمال من دول شرق أسيا الفقيرة إلى جانب دول من افريقيا.
وأدان الفيلم، أساسا، نظام الكفيل المعمول به في دول عرب البترودولار ، لاستقدام العاملات والعمال، لتولي العديد المهام والأشغال.
ووضع الفيلم، وجه دول عرب البترودولار ، حكومات ومجتمعات أمام مرآة حقيقة تحكم عقلية العبودية المقنعة في التعاطي مع العمال الأجانب.
وعلى الرغم من خروج عدد من تلك الدول من ترسبات الماضي في التعامل مع العمال الأجانب بفضل العديد من الإصلاحات، إلا أن الفيلم جاء لينبه إلى أن المسألة تتعلق بعقليات أكثر منها بإصلاحات .
ومما انتقده الفيلم، الذي شاهدته جريدة le12.ma، هناك ظاهرة «الصراخ»، في حديث عرب البترودولار ، لأتفه الأسباب، فيما بينهم وحتى مع غيرهم من باقي الجنسيات.
وأثار الفيلم الهندي “حياة الماعز” الذي عرض على نتفلكس ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب قصته التي أغضبت الكثيرين وخاصة السعوديين لما يتناوله من أحداث وصفوها بالمسيئة لهم بسبب نظام الكفيل.
ويعرف نظام الكفيل في السعودية؛ هو أن يجلب صاحب عمل ما، عاملا ويكون هو كفيله ومسؤول عنه وعن إقامته وكل تفاصيله.
ولعلمه بأن الفيلم سيحدث جدلا وربما مشاكل مع السلطات السعودية، وضع المخرج في مقدمة الفيلم ملاحظة تقول إن “الفيلم لا يقصد الإساءة لأي بلد أو شعب أو مجتمع أو عرق”.
ومع ذلك أثار الفيلم الهندي موجة جدل واسعة بين النقاد، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي الخليجيين، بين معترض على طريقة طرح فكرة نظام الكفالة في المملكة العربية السعودية، وآخرون رأوا أنه عمل إبداعي يندرج تحت عنوان حرية الإبداع ولا يعبر عن الواقع.
ويروي الفيلم قصة لشخص اسمه (نجيب)، شاب هندي سافر إلى السعودية بحثا عن عمل ليجد نفسه أمام شخص سعودي ادّعى أنه كفيله وأخذه إلى الصحراء ليرعى الغنم، حيث عاش هناك لسنوات في الصحراء مجبرا ولا يستطيع الفرار.
أدوجيفيثام هو فيلم باللغة المالايالامية الهندية، يصور محنة فقراء الهند الذين يسعون لطلب الرزق في الشرق الأوسط، وقد حاز اهتمام حشود من المشاهدين في دور السينما.
وكلمة “أدوجيفيثام” تعني “حياة الماعز”، وهو اسم مقتبس من الكتاب المالايالامي الأكثر مبيعاً لعام 2008، وهو من بطولة بريثفيراج سوكوماران الذي يلعب دور (نجيب)، المهاجر الهندي إلى السعودية، الذي اختُطِف واستُعبِد ليعمل راعيا للغنم في الصحراء.
والقصة مستوحاة من محنة حقيقية لرجل يحمل نفس الاسم، اختُطف في البلاد في التسعينيات، وتمكن من الفرار بعد عامين.
وقد أصبحت الرواية المثيرة حجر االزاوية الثقافي في ولاية كيرالا جنوبي الهند التي تتحدث اللغة الماليالامية، حيث صدرت منها الطبعة الـ 250 هذا العام، وحازت إشادة واسعة النطاق، كما أثارت نقاشاً حول قسوة حياة المهاجرين في الخليج.
وبلغ من نجاح الفيلم الذي تبلغ مدته ثلاث ساعات، أن حقق في الأسبوع الأول من طرحه أكثر من 870 مليون روبية (أي ما يعادل 8.23 مليون جنيه إسترليني، أو 10.4 مليون دولار) في جميع أنحاء العالم.
في الفيلم، يظهر (نجيب) معزولا عن العالم، وحيدا مع سيده وحيواناته، يكتوي بالحرارة الشديدة في صحراء قاسية، على بُعد أميال من أقرب طريق، دون أن يتمكن من الوصول إلى هاتف أو ورقة أو قلم للكتابة، ودونما صديق، يشرب الماء من نفس الحوض الذي تشرب منه حيواناته.
يتوسل (نجيب) في مشهد مؤثر يمزق القلب، والدموع تنهمر على وجهه وهو يحكي كيف باع كل شيء وغادر عائلته، كل ذلك سعيا وراء وظيفة موعودة؛ لكن كلماته باللغة المالايالامية لم تجد صدى لدى رئيسه الذي لا يتحدث سوى العربية.
وجدير بالذكر أن نحو مليوني هندي و100 ألف من ولاية كيرالا يعيشون في الخارج، هاجر منهم ما يقرب من 90 في المئة إلى دول الخليج، متأثرين بالعلاقة طويلة الأمد التي امتدت لأكثر من خمسة عقود، والتي تربط الولاية بالبحرين والكويت وعُمان وقطر والسعودية والإمارات في شبه الجزيرة العربية.
والعديد من هؤلاء العمال ينحدرون من أسر فقيرة كادحة، تعيش في ظل نظام الكفالة في هذه البلدان، الذي يضمن للكفيل السيطرة التامة على إقامتهم وتحركاتهم، ما يجعلهم عرضة للإساءة والاستغلال.
يقول (نجيب) الحقيقي: “لقد غادرت كيرالا في عام 1991 مُحملاً بالكثير من الأحلام؛ لكن التجارب التي مررت بها هناك، والسيد الرهيب والحياة بين الماعز، أفقدتني إحساسي بذاتي، وفقدت عقلي”.
وفي عام 2008، حصل المخرج السينمائي (بليسي) على حق تعديل الكتاب، وقال (سوكوماران) بطل الفيلم لبي بي سي، إنه يعتقد أنه كان يعرف كل شيء عن الكتاب عندما سلمه المخرج نسخة منه العام المقبل.
“كنت أعرف كل أحداث القصة، إلى هذا الحد كانت حديث الناس، خاصة في صناعة السينما. ومع ذلك، فقد أذهلتني”.
وأضاف: “من السمات البارزة لهذه القصة هو امتزاج الهويات بين الإنسان والحيوان، فهذا الرجل يفقد هويته ببطء كإنسان، ويصبح واحدا من تلك الحيوانات، لم أقرأ شيئا كهذا من قبل”.
في الفيلم، يتوقف (نجيب) تدريجيا عن التحدث باللغة المالايالامية، ومن وقت لآخر، يُصدر أصواتاً من حلقه شبيهة بأصوات الحيوانات التي يعتني بها.
إلى ذلك، وللجواب على سؤال هل المغاربة معنيون بفيلم حياة الماعز، نجد أن هم معنيون كعاملات وعمال في دول البيرو دولار كضحايا، لنظام الكفيل و العبودية المقنعة في تلك المجتمعات، ما يجعل الحكومات مطالبة بالضغط لإنهاء معاناة رعاياها في دول الاستقبال.
كما أننا نجد المغاربة معنيون بمحتوى الفيلم كذلك، وهذه المرة كعقليات شبه جماعية من خلال “صراخهم في الحديث لأتفه الأسباب»، وأشياء أخرى قد يرصدها كل مغربي شاهد فيلم «حياة الماعز».
*le12.ma عربية+Bbc
اقسم لكم انني سنين وانا اقول لابناء حييي بتيفلت اياكم البحث عن عقد عمل من دول العرب…. ابحثوا عن عقد عمل بأوروبا افضل لكم.. انهم على الاقل يحترمون العمال. وقيمتهم.. اقسم ان صديقي كان يشتعل في قطر.. قال لي العنصرية والاحتقار والتهديد…
الأمر متعلق حتى بالمغرب فما زالت فيه العبودية فمثلا كيف لأجير أن يشتغل من 8 إلى 12 ساعة في اليوم مقابل 100درهم ولا يحق له التكلم حتى عن أبسط حقوقه ..ولا ننسى قصص خادمات البيوت وهير مثال قصة كنزة