هذه الرسالة «التي لم يسعفه المرض إتمامها هي وصية أبينا الحسين الحياني، رحمة الله عليه و رضوانه إليكم قبل منيته يومه 20 غشت 2024 الموافق 16 صفر 1446».

هكذا علق أبناء الراحل الحسين الحياني، على رسالة وداع لوالدهم لم يكمل كتابتها قبل أن يأتيه اليقين وهو على هدى من الله، سعيدا للقاء الله.

الحسين الحياني، رحل عن دنيا الناس، وقد ترك للناس أكثر من رسالة في الصبر و النضال وقول الحق،..

لقد عاش بكرامة ومات بكرامة.

طوال سنوات إشتغاله في الصحافة والإعلام، ظل الحياني، رجل مواقف بإمتياز، وصحفي مهني، ومؤرخ رياضي موثوق.

رحم الله الاستاذ والزميل والهرم الإعلامي الكبير السي الحياني، وهذه رسالته إلى المغاربة. تنشرها جريدة le12.ma، تكريمه لروح هذا الرجل.

*أشرف الحاج

إخواني المغاربة المؤمنين..

رسالة وداع..

وما أطال الطبيب عمرا ولا أدام الحياة القدر

كان جدي ـ اسي علال ـ عليه الرحمة ـ يقول: ” لا “رقص” لمولود، ولا نواح على مفقود “..

إخواني..

حانت ساعة الرحيل، وأنا سعيد بذلك، وسأكون عريس السعادة لو فاح التسامح بيني وبين من ظلمته ولو بالجرح الخفيف، وأنا حرصت على هذا المطلب بكل قواي قبل أن ارحل، والرحيل عن الدنيا طائر في عنقي وعنق كافة خلق الله، منذ أراد الله أن تكون لنا دنيا لها نهاية، هي الانتقال إلى الآخرة، رفقا بنا حتى نستوعب الدرس الذي تجاهله طغياننا المادي والهمجي.. ولم يستثن ـ من ذلك رسله وأنبياءه ـ والله سبحانه وتعالى لا يقول “مات كيف قدر”، وإنما قال : ” قتل كيف قدر”. والمؤمنون لا يخشون الموت ولا القتال، لأنهم مستسلمون للفطرة الإسلامية: فما أن يسمع المؤمن بالجهاد، حتي يترك مائدة الطعام، ويتناول السيف باليمين والرمح باليسار والخوذة بكلتا يديه، ويقفز على حصانه ويطير مزهوا لملاقاة قدره، وحين يُنعى تزغرد زوجته وجميع نساء قبيلته.

ترى لماذا نعطي تلك الأهمية الرخيصة للموت، ونخلع عليه ما نملك، ورغم ذلك يخطفنا، عوض أن ننتظره على أي هيئة وصل..

ملحوظة, هذه الرسالة «التي لم يسعفه المرض إتمامها هي وصية أبينا رحمة الله عليه و رضوانه إليكم قبل منيته يومه 20 غشت 2024 الموافق 16 صفر 1446».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *