ترفض الحكومة، مطلب حرية عمل متخرجي كليات الطب والصيدلة بالمغرب أو الهجرة إلى الخارج. وذلك حفاظا على الامن الصحي للمغاربة وحق الاجيال القادمة في الصحة والتطبيب.

*تحرير جواد مكرم/ كاريكاتير – عبد الله الدرقاوي

يبدو أن مسلسل شد الحبل بين طلبة كليات الطب والصيدلة و وزارتي التعليم العالي والصحة، بات يطل برأسه على سنة بيضاء، يكون الخاسر فيها جميع الأطراف ذات الصلة.

وفي هذا الصدد، وكدليل على فشل كل الوساطات والعروض، والمفاوضات، وتسلل  مفترض ليد جماعة العدل والإحسان، إلى العبث بالملف، قاطع طلبة كليات الطب والصيدلة أيام الجمعة والسبت، الامتحانات الجامعية الاستدراكية.

وتفيد معطيات جريدة le12.Ma، أن نسبة مقاطعة هذه الامتحانات بلغت مئة بالمئة، ما يفتح باب توقيع سنة بيضاء على مصرعيه.

وتشير معطيات الجريدة إلى اتهام جماعة العدل والإحسان، بالنفخ في رماد  إصرار طلبة كليات الطب على الدفع في اتجاه سنة بيضاء رغم  تنفيذ الحكومة لغالبية مطالبهم. 

وترفض الحكومة  مطلب حرية عمل متخرجي كليات الطب والصيدلة بالمغرب والهجرة إلى الخارج. وذلك حفاظا على الامن الصحي للمغاربة وحق الاجيال القادمة في الصحة والتطبيب.

يذكر أنه في يونيو الماضي، أكد عزيز أخنوش رئيس الحكومة، أثناء حضوره، ضيفا في مقهى المواطنة، أن طلبة الطب مسؤولون أمام المغاربة لأنهم سيتخرجون مستقبلا من الجامعات ليكونوا أطباءهم وأطباء أبنائهم.

وأضاف رئيس الحكومة في معرض رده عن سؤال لطالب في كلية الطب، عن سؤال، حول الإجراءات التي تعتزم حكومته اتخاذها لحل أزمة طلبة الطب التي عمرت طويلا، أن المغاربة يعولون على طلبة الطب وأن يكونوا في مستوى انتظاراتهم، بأن ينهوا دراستهم ويعملوا في المستشفيات العمومية، وإذا رغبوا في العمل في المصحات الخاصة فلا إشكال.

وذكر أخنوش بتصريح مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، والوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، والناطق الرسمي باسم الحكومة، موضحا أنه يتضمن الإمكانيات التي خصصتها الدولة لطلبة الطب، والتي أجابت عن كثير من تساؤلات طلبة الطب في الوقت الراهن.

وقال إن المشكل لا يتعلق بتخفيض سنوات الدراسة، لأن الطلبة يتحدثون عن برنامج التكوين، وإن كان سيتم حصولهم على نقطة صفر على عشرة في حال لم يجتازوا الامتحانات، وكذا العقوبات، فكان رد الحكومة ايجابا شريطة اجتيازهم للامتحانات.

وأردف موضحا، نحن في حاجة للأطباء ولن نفرط في من لديه القدرة على العمل، وكذلك مشكل المنحة وجدنا له الحل، شريطة رجوعهم لمتابعة الدراسة.

ودعا اخنوش الطلبة للعودة لمتابعة الدراسة لأنه لا يمكن للمقاطعة ان تستمر إلى ما لا نهاية، مشددا على أن حكومته معهم ومستعدة لتنفيذ طلباتهم، لأنهم أمل المغاربة وكذا بلدهم وأسرهم، ويجب أن يكونوا في مستوى المسؤولية الملقاة عليهم، لأنه لا “مشكل للحكومة معهم”، يضيف رئيس الحكومة.

ويشار إلى أن  الحكومة، كانت قد أعلنت في وقت سابق، أنه سيتم الحفاظ على البرمجة الحالية لامتحانات كليات الطب والصيدلة، على أن تفتتح الدورة الربيعية يوم 26 يونيو 2024، وبعدها دورتها الاستدراكية قبل متم شهر غشت 2024، مع برمجة امتحانات الدورة الاستدراكية للفصل الأول في شتنبر 2024.

وأوضح الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، في بلاغ توضيحي بخصوص ملف طلبة كليات الطب والصيدلة تلاه، في ندوة صحفية سابقة، أنه في ما يخص التدابير الآنية المرتبطة باجتياز الامتحانات، سيتم استدراك فترات التداريب الاستشفائية التي تمت مقاطعتها انطلاقا من الموسم الجامعي المقبل؛ وتعويض نقطة الصفر من بيان النقط بالنقطة المحصل عليها خلال الدورة الاستدراكية للفصل الأول؛ وإعادة البت في العقوبات تفاعلا مع المبادرة لاجتياز الامتحانات يوم 26 يونيو 2024.

وأضاف أنه في إطار مساعي الحكومة الرامية للتعاطي الإيجابي مع مطالب طلبة كليات الطب والصيدلة وتجاوز الوضعية الحالية التي تعيشها كليات الطب والصيدلة، انعقد يوم الجمعة 21 يونيو بالرباط، اجتماع وزاري، حضره كل من وزير الصحة والحماية الاجتماعية، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، كما حضره كذلك عمداء كليات الطب والصيدلة، وممثلي طلبة كليات الطب والصيدلة.

وقبل الدورة الاستراكية بساعات صرح بايتاس قائلا : “الحكومة لم ولن تُخَوِّنَ طلبة الطب وتتفاعل مع الملف بحسن نية“. دون أن يقف ذلك حائلا أمام إصرار طلبة كليات الطب والصيدلة على مقاطعة الدورة الاستدراكية، ما يعني سنة بيضاء. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *