في إطار الاختصاصات الدستورية للملك، بصفته أميرا للمؤمنين، ورئيسا للمجلس العلمي الأعلى، وحرصا منه على إشراك العلماء، في القضايا المتعلقة بالدين الإسلامي، أمر الملك اليوم الجمعة، بإحالة بعض المقترحات المرتبطة بنصوص دينية على المجلس العلمي الأعلى، والتي رفعتها إليه الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة، الأمر الذي لقي ترحيبا من قبل لحسن السكنفل، رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيرات-تمارة، الذي كانت لنا معه هذه الدردشة:

 

على خلفية التعليمات الملكية للمجلس العلمي الأعلى، قصد دراسة المسائل الواردة في بعض مقترحات الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة، استنادا إلى مبادئ وأحكام الدين الإسلامي ومقاصده ، ورفع فتوى بشأنها، ما قرائتكم لهذه الخطوة؟

 بداية، إن هذا الشأن من اختصاص مولانا أمير المؤمنين أعز الله أمره ، و هذه الإحالة الى المجلس العلمي الأعلى،  فيها إشارة قوية لكل من ألقى السمع و هو شهيد ؛ أنه لا خوف على بلدنا هذا من الانحراف عن الإسلام، على اعتبار أن  إمارة  المؤمنين هي الحامية لحمى الملة و الدين، و أن الإسلام  هو دين الدولة  وأن الأمة المغربية  أمة مسلمة و الشعب المغربي شعب مسلم و ان أمير المؤمنين هو خليفة رسول رب العالمين الضامن لحقوق المواطنات والمواطنين وكل من يعيش في هذا البلد الأمين.

إن بلاغ الديوان الملكي يؤكد ما لا يدع مجالا للشك، أن بلدنا هذا محفوف بعناية الله محفوظ بحفظ الله في ظل إمارة المؤمنين، التي هي الحضن لكل المواطنات و المواطنين، و الحصن من كل تحريف غال أو انتحال مبطل أو تأويل جاهل، فلله الحمد أولا وآخرا   بدء و انتهاء.

ألا ترون أن هذه الخطوة الملكية، كافية لدحض كل مخاوف بعض التيارات التي تحدثت عن تغيير جوهري يهم مواضيع، تعتبر من أساسيات الشريعة الإسلامية؟

 إن المرجع في كل ما يتعلق بالأحكام الشرعية القائمة على نصوص القرآن والسنة هم العلماء –أي علماء الشريعة- الذين يعملون في ظل إمارة المؤمنين، وفق ثوابت الأمة المغربية الدينية، التي أجمعت عليها منذ 14 قرنا و التي عصمتها من الفتن و الصراعات .

لماذا حاول البعض التشكيك في مقترحات اللجنة المشرفة على تعديل المدونة، على الرغم من عدم الاطلاع بعد على ما جاء فيها؟

إن النقاش الذي دار بين فئات المجتمع  لم يكن يتضمن التشكيك في عمل اللجنة الملكية  المكلفة بمراجعة المدونة، بل هو  ظاهرة صحية دالة على تفاعل المجتمع المغربي مع هذه المسألة (مراجعة المدونة ) و هي عنوان على حيوية هذا المجتمع و تمسكه بدينه تمسكا يجمع بين الالتزام  بالأحكام القطعية الدلالة، التي لا يمكن بحال تجاوزها و المساس بها مع الانفتاح على مستجدات العصر الفكرية و القانونية و الحقوقية وفق اجتهاد مقاصدي ينزل أحكام الشريعة على الواقع المتغير تنزيلا يجعل حياة الناس تغشاها الطمأنينة والسكينة ، فيحيون بهذا الدين حياة طيبة أساسها الايمان و العمل الصالح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *