وجه أقارب الجهاديين المعتقلين في سوريا والعراق، رسائل استعطافية إلى عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، وياسين المنصوري، مدير الإدارة العامة للدراسات والمستندات، لمساعدتهم في لفت الانتباه لمعاناة أبنائهم وبناتهم، وللاستنجاد بالسلطات المغربية لإعادتهم إلى وطنهم، وأنهم ليس لديهم مشكل في أن تتم محاكمتهم من طرف القضاء المغربي.

وقالت مريم زبرون، الكاتبة العامة لتنسيقية عائلات المغاربة العالقين والمعتقلين في سوريا والعراق، أن ” ما يقارب 75 عائلة من أقارب معتقلي “داع-ش” المعتقلين لدى الأكراد، وجهوا رسائل استعطافية للحموشي والمنصوري، لأنهم يدركون إن ملفات أبنائهم وبناتهم تحتاج لحلول أمنية، وليس سياسية”.

وقالت في تصريح لجريدة “le12.ma:” نريد من خلال الرسائل الاستعطافية، أن نلفت الانتباه لمعاناة أبنائنا وبناتنا ونستنجد بالسلطات المغربية لإعادتهم، ليس لدينا مشكل أن يحاكموا هنا المهم أن تتم إعادتهم”.

وأوضحت أن الأسر لم تتلق بعد ردا على رسائلها، باستثناء عائلة بمدينة فاس، تم الاتصال بها من قبل مخفر الشرطة، وتم إخبارها أن حموشي، توصل بمراسلتهم، وأنه يخبرهم إن ملف المعتقلين في سوريا والعراق لا يدخل في دائرة اختصاصه، لأنه بيد الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.

وأضافت المتحدثة، ان العائلة قررت مراسلة الجهات الأمنية للتدخل، بعد التقرير الأخير، لـ”أمنسيتي” حول السجون التي تقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

وأفادت أن أقاربهم المعتقلين لدى الأكراد يعيشون ظروف مأساويا وكارثيا ولا إنساني، حسب ما جاء في عدة تقارير حقوقية، وأنهم يتعرضون للتجويع والتعذيب، ويعانون من قلة الأكل وانعدام الأدوية.

وفي السياق ذاته أبرزت زبرون أن المحتجزات بمخيمات الأكراد، يعشن في الظلام خاصة بمخيم الروج، ونحن على مشارف فصل الصيف وأنهن لا يستطعن توفير مكيفات للتخفيف من رطوبة الجو، وأنهن يعشن بدون كهرباء منذ خمسة أشهر.

وتابعت أن الوضع كارثي في مخيم الهول، وان المعتقلات يتعرضن لحملات التفتيش والترهيب، ناهيك عن إطلاق النار على النساء منذ أربعة اشهر،  وأصيب طفل مغربي في الثانية عشر من عمره، اخترقت رصاصة جسمه وتم استئصال كليته اليسرى، وخياطة معدته  وأمعاءه، ومع ذلك تم نقله لمركز احتجاز بعيدا عن والدته.

وناشدت السلطات المغربية لإيجاد حل للنساء والأطفال وكذا المغرر بهم من الشباب والرجال، موضحة أن الوضع يزداد سوء كلما تأخر إيجاد حل لملفهم.

وشددت نحن لا نطالب بتبرئتهم وإنما استقدامهم ومحاكمتهم وسجن من ثبت تورطه في جرائم، مؤكدة أنهم بقايا إنسان ويحتاجون للدعم النفسي والصحي لأن المعاناة التي عاشوها لا يمكن تصورها.

يشار إلى أن أهالي جه-اديين ونساء وأطفال مغاربة معتقلين في سوريا والعراق، نظموا في وقت سابق وقفة احتجاجية أمام البرلمان، للمطالبة بإجلائهم، خصوصا بعد “سقوط ضحايا في سجن غويران” في الحسكة، والتحق العديد من المغاربة بالتنظيمات المتطرفة في العراق وسوريا وليبيا منذ 2011، وقدر عددهم رسميا بنحو 1600 فرد، بينهم 290 امرأة و630 قاصرا.

وبين هؤلاء “توجد 97 امرأة و261 طفلا و31 يتيما جلهم معتقلون في مخيمي روج والهول وأقلية بسجون بالعراق حيث يعانون معاناة شديدة”، بحسب تنسيقية عائلات المغاربة العالقين والمعتقلين في سوريا والعراق، والتي تطالب السلطات المغربية بإجلائهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *