قررت محكمة الاستئناف بمدينة تطوان، أمس الخميس، تخفيف العـ.ـقوبة الابتدائية الصادرة في حق مستشار وزير العدل السابق والأستاذ الجامعي، ونائب رئيس جماعة تطوان، أنس اليملاحي، في الملف المعروف إعلاميا بـ”التوظيف مقابل المال”.

وقضت هيئة المحكمة، بتخفيف الحكم، إلى 3 أشهر حبسا نافذة، بعدما كانت الغرفة الجنحية الابتدائية قد أدانته بالحبس النافذ 10 أشهر، مع الإبقاء على نفس الغرامة المحددة في 5000 درهم غرامة. 

الحكم الابتدائي 

وكانت الغرفة الجنحية الابتدائية بتطوان، قد أدانت الاثنين 20 ماي الماضي، أنس اليملاحي، بالحبس النافذ لمدة 10 أشهر، وغرامة مالية قدرها 5000 درهم، على خلفية ما بات يعرف إعلاميا بـ”التوظيف مقابل المال”.

وجاء قرار المحكمة الابتدائية بإدانة أنس اليملاحي، بعد تكييف القضية إلى “النصب والإحتيال” وعدم متابعته بـ”استغلال النفوذ”، والحكم عليه بعشرة أشهر نافذة، و5000 درهم غرامة، بعد تنازل المشتكي عن متابعته أثناء جلسة المحاكمة.

تفاصيل القضية

وتفجر هذا الملف خلال بعدما وضع رئيس جماعة الجبهة سابقا وعضو المجلس الإقليمي الحالي بشفشاون، شكاية يتهم فيها نائب رئيس جماعة تطوان عن حزب الاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، بالنصب والاحتيال، في مبلغ 300 ألف درهم مقابل التوسط لتوظيف زوجته في قطاع العدل.

وكانت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بمدينة تطوان، قد قررت بتاريخ 3 ماي الجاري، متابعة أنس اليملاحي، نائب رئيس جماعة تطوان مستشار وزير العدل السابق محمد بنعبد القادر، في حالة اعتقال وإيداعه السجن المحلي “الصومال” على خلفية ما بات يعرف بـ”التوظيف مقابل المال”.

وكانت عناصر الشرطة قد أوقفت اليملاحي، الذي يشتغل أستاذا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل، بمطار الرباط مباشرة بعد عودته من الخارج؛ وذلك للاشتباه في تورطه في قضية تتعلق بالنصب والاحتيال وإيهام ضحاياه بقدرته على التوسط لهم وتوظيفهم بوزارة العدل.

رسالة اليملاحي

وخرج أنس اليملاحي، قبل اعتقاله، عن صمته للرد على تناول وسائل إعلامية مغربية، على نطاق واسع شكاية مواطن يزعم من خلالها منحه رشوة بقيمة 30 مليون سنتيم  لما كان مديرا لديوان وزير العدل الأسبق الاتحادي محمد بنعبد القادر، على عهد الحكومة السابقة، مقابل نجاح  زوجة المشتكي، في مباراة المنتدبين القضائيين.

وفيما يلي رسالة اليملاحي تنشرها جريدة le12.ma، كاملة كما تقاسمهما مع متابعي صفحته الرسمية على فيسبوك.

“لقد ترددت كثيرا حتى أكتب هذه الكلمات… ترددت كثيرا في تحديد من سأتوجه إليه بها … أو ما الغاية اصلا من كتابتها… وانا ارى البعض قد انتصب قاضيا وحكما … واصدر في حقي اقسى الأحكام… وأنا اشهد على ممارساتبشعة عنوانها التشهير والدعاية السلبية لشخصي.

ترددت كثيرا… لكن ما جعلني اتجرأ على الكتابة هو حاجة داخلية في نفسي … صوت داخلي يخبرني بضرورة قول أي شيء لكن ليس كل شيء …

فلن اقول إلا انني بحق تفاجأت كيف يمكن ان ينتفض هؤلاء من حولك … كيف يمكن لهؤلاء أن يكشفوا ما بداخلهم من حقد وغل وكراهية … فقط لأجل شبهة… تهمة … وحده القضاء من له حق النظر فيها …

ووحدهم المقربون من يعرفون انها تهما واهية … وأن السبب الاول والأخير في إثارتها كان هو الشهامة … شهامة تعلمناها في الاتحاد الاشتراكي … جعلتنا نجعل من المغرب (وطني) سابقا عن كل شيء…

ومن تطوان (مدينتي) أولوية الأولويات … أولوية دفعتنا وتدفعنا دائما لنكون في طليعة خدامها من أبنائها … ولا اعتقد ان منهم من سيقول عكس ذلك … او سيبين ما يخالفه…

ذلك أن هذا ما زاد ويزيد من حجم تحاملهم اتجاهي … واتجاه حزبي … وكأنهم يريدون اخذه بما يجزمون انه ذنب اقترفته …

أنا اليوم لست ضعيفا كما يريدون … ولست مهزوزا كما يروجون …انا اقوى منهم جميعا … فأنا أعلم أنني يوسف هذه القضية … والله سبحانه على علم بذلك … ولي كامل الثقة فيه أنه منصفي …

انا قوي اليوم … قوي ما يكفي لأستمر في الدفاع عن حزبي … ولأمنع كل خصومه من النيل منه عن طريقي … وأعلن عن تجميد لعضويتي فيه بكل شجاعة (دفاعا عنه) … إلى حين سطوع شمس الحقيقة…

فلسطوع الشمس دائما موعد حتى في الليالي الظماء …

عموما شكرا للجميع … لمن ناصرني … وحتى لمن وجد الفرصة لاغتيالي“.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *