لم يكن نفر من دراويش شباب عدد من دواوير مركز سيدي علال التازي، (80كلم) شمال العاصمة الرباط، يعتقدون أن احتفالية خمرية بائسة ليلة تتويج ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا ستنتهي بمأساة كارثية.

قبل انطلاق نهائي ريال مدريد أمام بروسيا دورتموند، مساء السبت الماضي هناك في ملعب ويمبلي في لندن، كان هنا في سيدي علال التازي، عدد شباب دواوير قروية  يتعاقرون الخمر المغشوشة، في محاولة فاشلة للقبض على خيط دخان “فرحة” مغتالة بلقب مدريد الخامس عشر.

هشام  (19)، واحد من الضحايا يقول جده الثامنيني في تصريح للصحافة اليوم الثلاثاء من أمام الباب الرئيسي لمستشفى الإدريسي في القنيطرة، (الطفل من نهار الكورة (مباراة الريال ودورتموند)، وهو يتقطع).

وأضاف، بلغة اليقين، “شربو ماحيا، نحن الان لا نعرف عنه شيئا هل هو حي أو ميت، المهم هو في السبييطار”.

وتابع، “عاش سيدنا، يجب إعتقال كل من يروج ويبيع الخمر والحشيش والمخدرات وماحيا”.

شباب من عائلة أحد الضحايا، لم يتردد في الاعتراف في تصريح للصحافة حضره مراسل “le12.ma”، بكون شباب من المنطقة دأبوا على إستهلاك (الماحيا) الرائجة في ضواحي سيدي علال التازي، دون أن يحصل معهم ما حصل اليوم.

وقال، “الشباب كانوا يبحثون عن لحظة (نشاط)، لكن القدر كان يخفي هذه المأساة”.

في الجانب الأيسر للبوابة الرئيسية للمستشفى الادريسي في مدينة القنيطرة، كانت سيدة عجوز تبكي حال إبنها الذي دخل المستعجلات دون أن تتسرب اليها أخبار حول هل لازال على قيد الحياة أم مات.

تقول  هذه البدوية، “من يامس وحنا في الزنقة، ظالين وبايتين في الشارع، ولا خبر وصلنا عن مصير أبناءنا ولا سمحوا لنا بزيارتهم”.

بينما هذه العجوز تمسح دموعها، قال سائق سيارة إسعاف خاصة، “هناك أنباء عن نقل ما لا يقل عن عشرون متسما من بينهم سيدة إلى مستشفى مولاي يوسف في الرباط”. دون ذكر تفاصيل أخرى.

خبر  أدخل الأهالي، في حيرة جديدة، خاصة مع تواتر أخبار غير مؤكدة من مصدر رسمي، تفيد بإرتفاع عدد موتى الحادث إلى تسع وفيات، وعدد المصابين إلى ستون متسمما

المتهم “وزين”

وقفز خلال الساعات الاولى من صباح  اليوم الثلاثاء، عدد المتوفين على خلفية كارثة سيدي علال التازي،  إلى ستة أشخاص.

وإرتفع عدد ضحايا الكحول الفاسد إلى ما لا يقل عن 44 شخصا يوجدون في حالة حرجة داخل غرفة الانعاش، في المستشفى الإدريسي بالقنيطرة.

وصرح شقيق أحد الضحايا لوسائل الإعلام، قائلاً “إن مادة كحولية تدعى سيبرو، هي من تقف وراء هذه الكارثة “.

وأضاف، “شقيقي، حل بمنزلنا وهو يتلوى من الوجع، فلما سألته ما السبب قال شربت (سبيرو)”.

وتابع. “سبيرو، تسرب من (لوزين)، وتباع بالتقسيط ( 20 درهم للرابعة)، وتخلط مع مشروب غازي وتستهلك”.

بيد أنه عاد ليقول في تصريحه، “عدد من شباب المنطقة يقبلون على شرب سبيرو من بينهم شقيقي، لكن دون أن يتسبب لهم ذلك في تسمم كما حدث الاثنين“.

وتساءل، عما إذا كان هذا المخدر قد جرى خلطه بمادة سامة كانت وراء وقوع هذه الكارثة، تاركا الكشف عن الحقيقة للتحقيقات الجارية.

 “سبيرو” اللعينة

وإلى حدود العاشرة من مساء امس الاثنين، كان جناح الانعاش بمستعجلات المستشفى الادريسي بالقنيطرة، يستقبل عدد من المستهلكين لهذه المادة المخدرة السامة المسماة “سبيرو“.

وذكر مراسل جريدة “le12.ma”،  في اتصال هاتفي من أمام المستشفى الادريسي بالقنيطرة، المعروف بإسم (سبيطار الغابة)، أن إستنفارا أمنيا كبيرا يطوق واجهة مستعجلات المستشفى حيث يتواجد عدد من آهالي الضحايا.

وأضاف، أن المكان أصبح يشبه خيمة عزاء، حيث لا صوت يعلو فوق صوت البكاء والنحيب، وترقب الاخبار المسربة من المستعجلات.

وتابع، أن عدد من أبناء سيدي علال التازي،  ممن قدموا إلى مستشفى الادريسي، عبروا عن إستنكارهم لجريمة بيع الكحول السامة للشباب منطقتهم .

وكانت عناصر الدرك الملكي في مركز سيدي علال التازي، قد أوقفت مروج هذه المادة الكحولية، وأن بحث قضائي جرى فتحه تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لكشف ملابسات الحادث في أفق تقديم جميع المتورطين أمام العدالة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *