من مجلس العموم البريطاني، في لندن عاصمة كبرى الدول الست التي تملك حق النقض «الفيتو» في مجلس الامن،  وقع 30 نائب بريطاني، رسالة وُجهت إلى وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون يحثون فيها  بلادهم على دعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية الذي قدمه المغرب كحل جاد وواقعي ووحيد للصراع المفتعل منذ 1975.

*ماجدة بنعيسى

ثمة عرف في العلاقات الدولية المعاصرة، يقوم على خطو لندن على خطو حليفتها واشنطن في رسم سياساتها الخارجية، وبناء مواقفها تجاه الازمات والصراعات، الإقليمية والدولية، ولعل ذلك ما سيحكم موقف بريطانيا من مغربية الصحراء تأسيا بإعتراف الولايات المتحدة الأمريكية.

الحليفان التقليديان، (لندن و واشنطن)، يقول الصحفي والمحلل السياسي، الزميل محمد سليكي، لجريدة LE12.MA، لاشك أن مواقفهما يكاد يكون متطابق تجاه الصراع المفتعل حول مغربية الصحراء، إذ لا ينقص المملكة المتحدة سوى الإعلان الرسمي عن إعترافها النهائي بسيادة المملكة المغربية، على كامل ترابها في الصحراء المغربية، والذي مسألة وقت ليس إلا.

ذلك ما عرب عنه يقول المتحدث نفسه وزير الدفاع السابق والنائب البريطاني، ليام فوكس، في رسالة  وجهت الى دافيد كاميرون، الوزير الأول الأسبق، ووزير الخارجية البريطاني حاليا.و تعكس رأي غالية أعضاء مجلس العموم البريطاني،

وقال النائب البريطاني ليام فوكس، مطلع يناير الماضي، وهو أحد كبار أصدقاء المغرب الذي تربطه علاقات قوية مع النخبة السياسية الرفيعة في المغرب، إن على المملكة المتحدة أن تقدم كامل دعمها للمغرب وتعترف بسيادته على الصحراء.

اليوم وبعد مرور أقل من نصف عام على رسالة فوكس، تأتي اليوم رسالة موقعة من قبل 30 نائب بريطاني وُجهت إلى وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون يحثون فيها على دعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية الذي قدمه المغرب كحل جاد وواقعي ووحيد للصراع المفتعل منذ 1975.

خطوة يراها الزميل محمد سليكي، بأنها «براغماتية،  لايمكنها سوى التمهيدي، لاعتراف بريطاني رسمي بمغربية الصحراء عبر دعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية الذي قدمه المغرب كحل جاد وواقعي ووحيد للصراع المفتعل منذ 1975».

ولعل أهمية هذه الرسالة يورد الزميل سليكي،تكمن  في كونها ، تأتي في سياق تاريخي تعرت وتآكلت فيه أطروحة الانفصال، كما تأتي من قبل نواب وازنون في مجلس العموم البريطاني، و عزلة الجزائر إقليماً ودوليا، و توالي الاعترافات بمغربية الصحراء من قبل عواصم وازنة، لعل من أبرزها واشنطن..».

وكان فوكس، قد صرح في يناير الماضي قائلا لميدي 1 تيفي أنه “قبل زيارتي للمغرب، وجهت رسالة خطية للوزير البريطاني في الشؤون الخارجية، دافيد كاميرون، قصد إثارة انتباهه الى التأخر من قبل المملكة المتحدة بشأن هذه المسألة مقارنة مع الولايات المتحدة”.

وأضاف “يتعين علينا تقديم كامل دعمنا للمغرب والاعتراف بسيادته على الصحراء” مشيرا الى أنه بغض النظر عن الفرص الاقتصادية التي يتيحها فإنه “عنصر مهم لاستقرار وأمن المنطقة”.

واعتبر أن الاعتراف البريطاني بمغربية الصحراء مهم أيضا في مكافحة الهجرة غير الشرعية موضحا أن “هذا الاعتراف يتسق بالتالي مع الشراكة رابح-رابح”.

وقال فوكس إنه “من خلال رسالتي، أردت إثارة انتباه السيد كاميرون الى هذا الملف بمجرد توليه المنصب، وكذا الى أهمية هذه المسألة بالنسبة لعلاقاتنا الثنائية”.

وأضاف: “لقد ذكرت السيد كاميرون، وهو صديق وكنت عضوا بالحكومة حين كان وزيرا أول، بالأهمية التي يكتسيها المغرب على الساحة الدولية، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي”.

وسجل فوكس أن “عددا متزايدا من النواب البريطانيين مقتنعون بمقاربة المغرب لحل هذا النزاع. بل إنهم مستاؤون نوعا ما من التقدم المحدود الذي حققته لندن في هذا الباب”. وبالنسبة له، فإن واقعية المقاربة المغربية هي ما يتيح تحقيق تقدم على هذا الصعيد.

من جهة أخرى، اعتبر النائب البريطاني أن العلاقات بين المغرب وبريطانيا في تطور مستمر مبرزا أن المغرب يواصل تعزيز جاذبيته للاستثمارات المباشرة الأجنبية خصوصا بفضل “أهميته الجيو استراتيجية على اعتبار أن العديد من الدول ترى فيه بوابة ولوج لإفريقيا”.

وأضاف أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يعتبر فرصة للندن قصد تطوير علاقاتها التجارية مع شركائها و”المغرب يعد بلدا ذا أولوية بالنسبة للمملكة المتحدة على الأصعدة الاقتصادية، التجارية وكذا السياسة الخارجية”.

ولاحظ فوكس أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس حرص على تفعيل استراتيجية متبصرة يتعين أن تكون نموذجا من حيث خلق البيئة الملائمة للاستثمار، سواء من حيث الإصلاحات الاقتصادية والمشاريع المهيكلة التي تهم الطاقات المتجددة وتحلية مياه البحر أو الرفع من الإنتاج الفلاحي والناتج الداخلي الخام.

وأضاف أن جلالة الملك كان سباقا على مستوى تنمية الرأسمال البشري وأن مجمل إنجازاته تجعل المغرب شريكا ذا أولوية بالنسبة للعديد من الدول، بما فيها بريطانيا.

وقال النائب المحافظ إن المغرب يتموقع كملتقى دولي وبوابة ولوج لإفريقيا حيث تربطه علاقات ثنائية ممتازة مع العديد من بلدان القارة.

وأشار في هذا الإطار الى أن الدار البيضاء فرضت نفسها كقطب للطيران الدولي ووسيلة وحيدة للنقل الجوي في اتجاه عدة عواصم افريقية، انطلاقا من المملكة المتحدة”.

وخلص الى أن المغرب، بفضل شراكاته التجارية العديدة، يمكن أن يسهل المبادلات بين أوروبا وإفريقيا.

وحول الزيارة التي قام بها للداخلة سنة 2023، أعرب فوكس عن “انبهاره بتطور البنيات الأساسية التعليمية والصحية بالمدينة، دون إغفال ميناء الداخلة الذي سيكون حلقة أساسية للتجارة الافريقية”.

وأكد أن الصحراء المغربية تبين أن التنمية الاقتصادية أفضل وسيلة للخروج من النزاع والحرب نحو التعايش ومستقبل مستدام معتبرا أن الأمر يتعلق ب “رسالة بالغة الأهمية بالنسبة للشباب ونموذج يتعين استلهامه في عدة مناطق من العالم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *