دخل الداعية الإسلامي الشهير الشيخ محمد الفيزازي، على خط السلسلة الكوميدية “سي الكالة”، للمثل المغربي محمد باسو، التي يعرضها خلال شهر رمضان، على موقع تحميل الفيديوهات “يوتيوب”.
ولم يرق النجاح الكبير الذي حققته سلسلة “سي الكالة” للكوميدي محمد باسو، والتي مازالت تحتل “الطوندونس” المغربي، من حيت نسب المشاهدة خلال شهر رمضان، أقلام الناقدين الفنيين، رغم الملايين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين اعتبروها تجسيدا لواقع الفساد بالمغرب في قالب من “الكوميديا السوداء”.
ووجه الفيزازي انتقادات لاذعة للممثل الكوميدي محمد باسو، عبر منشور طويل على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، تحت عنوان “محمد باسو وتغيير المنكر بمنكر”.
وكتب الشيخ الفيزازي إن “باسو صنع الحدث بسلسلته الكوميدية (سي الكالة) على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد حقق بذلك ملايين المشاهدات وهو ما عجزت عنه القنوات الرسمية بميزانيتها الضخمة“.
وأضاف رئيس الجمعية المغربية للسلام والبلاغ، “في تقديري، يرجع السبب في انتقاد المنتوج التلفزي المخصص لرمضان المعظم من طرف عدد غير قليل من النقّاد والمواطنين إلى الاعتماد على نفس الوجوه القديمة وضعف الإبداع في تأليف المواضيع الهادفة وذات حمولة تربوية ورسائل بناءة في قالب درامي أو كوميدي. أي أن المواضيع في الغالب لا تلامس هموم المواطن الحقيقية“.
وأرجع الفيزازي “نجاحات” الفنان محمد باسو في استقطاب ملايين الناس، إلى اشتغال الأخير على انتقاد الفساد والمفسدين وبدون أي ميزانية تذكر، بالإضافة إلى أنه استغل توقيت بث الأعمال الرمضانية الذي يتزامن مع صلاة العشاء والتراويح.
وقسم الفيزازي انتقاده في ثلاثة نقاط، أولها، “من يشاهد أعماله تلك يخرج بانطباع مفاده أنّ البلاد تغرق في الفساد على كل صعيد، وفي كل مجال، وأن المفسدين يملأون المؤسسات والقطاعات والوزارات والشركات … ولا يكاد يوجد من بينهم صالح أو مصلح، وهذه مسألة تستدعي المراجعة، لكون الشرفاء كُثُر والمخلصون لوطنهم كُثُر… وما يقدّمه ممثلنا باسو مسيء للغاية للوطن وللحقيقة المجردة”.
والنقطة الثانية حسب الشيخ الفيزازي، “المبالغة في تكرار القضايا بحيث تكاد تتطابق وتكاد تكون العبارات الساخرة والحركات هي نفسها”، مضيفا “هذا في نظري يُفقد الإبداع جماله وتشوّق المتلقي إلى الجديد“.
واعتبر الشيخ في نقطته الثالثة، توظيف باسو لزجاجة الخمر واحتساء جرعات من أم الخبائث من حين لآخر نقطة سوداء في هذا العمل الساخر، مستطردا “هنا قد يقول قائل أن هذا هو واقع بعض الفاسدين، وأن ما يشربه باسو مجرد عصير “الباربا” مثلاً وليس خمرا حقيقياً”.
وختم الداعية منشوره بالقول، “هذا عرض سيئ للغاية يفسد أكثر مما يصلح، وهو ما أعتبره تغييراً لمنكر بمنكر“.