يعتبر يوم 29 فبراير ليس يوما اعتيادا، ويوما لا يتكرر إلا مرة واحدة كل أربع سنوات. ولكن، ما هي قصة هذا اليوم؟ وكيف نشأ؟ وما هي العادات والأساطير المتعلقة به؟
في ما يلي أربعة أشياء يجب معرفتها عن تاريخ التاسع والعشرين من شهر فبراير الذي يشهده العالم في السنوات الكبيسة، أي مرة كل أربع سنوات، ويصادف هذا العام يوم الخميس المقبل.
مضاعف لـ4، وليس لـ100
بدأت فكرة السنة الكبيسة واليوم “الزائد” منذ نشأة فكرة التقويم التي أرساها يوليوس قيصر للمرة الأولى عام 45 قبل الميلاد، لإنهاء فوضى التقاويم المتغيرة بحسب أهواء أصحاب السلطة.
في التقويم اليولياني الذي أرساه يوليوس قيصر، كانت السنة مكونة من 12 شهرا، فجعل الشهور الفردية 31 يوما، والشهور الزوجية 30 يوما، كما جعل شهر فبراير المسؤول عن مهمة اليوم الزائد، ليصبح 29 يوما في السنوات العادية و30 يوما في السنة الكبيسة، ووقعت عليه المسؤولية لكونه أقل الشهور أهمية بالنسبة لهم، فهو لا يحمل مناسبة دينية خاصة، ولا يرتبط بالمحاصيل الزراعية.
فبحساب سرعة دوران الأرض حول الشمس، وجد أنها تستغرق 365 يوما و6 ساعات وبضع دقائق، لذا قرر أن يصبح عدد أيام السنة 365 يوما فقط، ويتم إدراك الفارق كل أربع سنوات بزيادة يوم واحد لتصبح السنة الرابعة 366 يوما.
العمر أبطأ أربع مرات لمواليد 29 فبراير
نظرا لأنه يوم واحد يأتي كل أربع سنوات، فإن المولودين في هذا اليوم ليسوا كثيرين. وبحسب الإحصاءات، فإنه بين كل 1461 شخصا يولد واحد فقط في هذا اليوم، أي ما يساوي نحو 5 ملايين شخص فقط من أصل سكان العالم البالغ عددهم 7.5 مليارات نسمة.
يتم تسجيل المولود بهذا اليوم في الشهادات الرسمية حسب عادات وقوانين الدولة التي يسكنها، حتى إن الأمر يختلف من ولاية إلى أخرى في الولايات المتحدة، فأغلب الدول والحكومات تسجله من مواليد 1 مارس/آذار، بينما بعض الدول مثل نيوزيلندا تسجله من مواليد 28 فبراير.
ورغم ندرة مواليد هذا اليوم، فإن بعض العائلات تمكنت من إنجاب أكثر من طفل في هذا اليوم، منها عائلة هينركسن في النرويج التي وثقت في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وأنجبت أبناءها الثلاثة في هذا اليوم المميز على التوالي في أعوام 1960 و1964 و1968.
وكانت الممثلة الفرنسية ميشال مورغان، التي توفيت عن 96 عاما، تتباهى مازحة بأنها من المحظيين لأن تقدّمها في السن كان يحصل “أبطأ بأربع مرات من الآخرين” لكونها مولودة في 29 فبراير، شأنها في ذلك شأن المؤلف الموسيقي الإيطالي روسيني، والممثل الفرنسي جيرار دارمون، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، ومغني الراب الأميركي جا رول، والفكاهي الكندي شوغر سامي.
وعلى الحدود مع المكسيك، يقام للأشخاص المولودين في 29 فبراير مهرجان خاص بهم في مدينة أنتوني الصغيرة في تكساس، التي نصبت نفسها عاصمة عالمية للسنوات الكبيسة منذ عام 1988.
يوم تقليدي للزواج
وفي ايرلندا، دفعت الحكومة مكافأة قدرها 100 يورو في عام 2004 للأطفال المولودين في 29 فبراير، بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة للسنة الدولية للأسرة، التي أعلنتها الأمم المتحدة في عام 1994.
لا يزال الايرلنديون أيضاً يضعون في اعتبارهم تقليداً قديماً يعود تاريخه إلى القرن الخامس، وهو جعل 29 فبراير “يوم العازبين” أو “يوم امتياز السيدات”: أي أنه بإمكان المرأة خلال هذا النهار التقدم للزواج من الرجل. وكان على من يرفض عروض الزواج أن يقدّم هدية عند البعض، أو غرامة عند البعض الآخر. وفي عام 2010، ألهم هذا التقليد فيلم “ليب يير” (“Leap Year”)، وهو عمل كوميدي رومانسي من بطولة إيمي آدامز… اختارته مجلة تايم “أسوأ فيلم للعام“.
عطل عام 2000
مع اقتراب الألفية الجديدة، تركزت كل المخاوف على احتمال حدوث عطل كبير في أجهزة الكمبيوتر في الأول من يناير 2000. لكن في نهاية المطاف، كانت المشكلات التقنية مرتبطة بتاريخ 29 فبراير 2000. فقد تعطلت حواسيب الشرطة موقتا في بلغاريا، وكذلك خدمات الأرصاد الجوية اليابانية ونظام أرشفة الرسائل التابع لخفر السواحل الأميركيين وخدمة الضرائب البلدية في مونتريال، بحسب أرشيف وكالة فرانس برس.
وكان لا بد من تصحيح نظام الكمبيوتر الخاص بعدادات مواقف السيارات في باريس آلة تلو الأخرى، لأنه لم يتنبأ بتاريخ 29 فبراير 2000.
في الواقع، لا يمكن أن تكون سنة 2000 كبيسة، لأن السنوات التي تكون من مضاعفات 100 ليست كذلك… إلا إذا كانت أيضاً من مضاعفات 400، مثل 2000 (أو 1600 أو 2400).