توفرت للركراكي وطاقمه التقني إمكانيات كبيرة لم تتوفر لعموتة وطاقمه التقني (المتكون من أطر مغربية: الادريسي، الخلفي…).
و توفرت للركراكي مساحة واسعة لإختيار اللاعبين الموهوبين من مختلف البطولات الكبرى في العالم بوفرة، بينما كان مجال الاختيار المتاح لعموتة للاختيار محدوداً ومحدداً في البطولة الأردنية المغمورة.
ووجد الركراكي منتخباً جاهزا ولاعبوه في معظمهم متعودين على اللعب فيما بينهم وذوي تجربة في كأس إفريقيا للأمم وكأس العالم، بينما كان على عموتة أن يبني منتخباً ويبحث في حدود المتاح عن القطع الصالحة لجعل هذا البناء متيناً.
لا أفاضل بين الركراكي وعموتة من أجل الانتصار لهذا ضد ذاك، ولست مؤهلاً للقيام بهذا النوع من المفاضلة على أساس معرفة أو خبرة،
لكنني أرغب في الإشارة إلى وقائع شاخصة تستدعي التأمل والتحليل الرصين والبعيد عن العواطف والتحيز أو تصريف الأحقاد أو “اضريب البندير”.
شخصياً أحترم تجربة الإطارين الوطنيين و أحيي فيهما معا شعورهما الوطني الواضح، والذي لا يحتاجان إلى تاكيده.
ولكنني أرى أن نظرتهما للأشياء تختلف، رغم كونهما معًا ميالان إلى نمط لعب يرتكز على الدفاع والهجوم المضاد في الغالب.
و أرى ان نفس عموتة هو مايعطيه امتيازا مقارنة مع الركراكي الذي أشعر أحيانا، وكتبتها قبل كأس إفريقيا، أنه في حاجة إلى المساعدة على التركيز أثناء المقابلات كي يقرأ سيرها جيداً و يستطيع إعادة اللاعبين إلى كامل تركيزهم وجعلهم يتصرفون بهدوء في اللحظات التي يضغط فيها المنافس بقوة أو يبادرون إلى الهجوم واستغلال لحظات هبوط إيقاعه أو فقدان لاعبيه لكامل تركيزهم لخلق فرص.
وايضا لتغيير الخطة لدى الحاجة و الرهان على اللامركزية.
وأحس أحيانا كذلك، بأن الركراكي يتصرف بعطف مع بعض اللاعبين، وهذا دليل مروءة وأخلاق لايعاب على صاحبه كما يفعل البعض، وبالشكل الذي يؤدي الى إختيارات غير مناسبة او التردد في التغييرات الضرورية في الوقت المناسب.
لايكفي أن تتوفر إمكانيات ضخمة وجمهرة من الأطر من مختلف التخصصات و غير ذلك كي تبني فريقاً قوياً و تحقق النتائج.
ولعل كؤوس إفريقيا تؤكد ذلك، فلابد من توفر أشياء أبسط، وعلى رأسها لاعبين “عندهم الكرينتا” ودرجة من المهارات لدى عدد منهم، ومدرب وطاقم تقني يجيدون إعداد اللاعبين و تدبير المباريات بذكاء وتركيز ومرونة تكتيكية للتكيف مع مجرياتها.
منحق الجميع أن يناقش الركراكي وغير الركراكي، بأدب وإحترام وبدون حسابات بعيدة عن ميدان كرة القدم، ولا يمكن لاحد أن ينتزع هذا الحق من الناس الذين تحركهم الغيرة على منتخباتهم الوطنية، وليس من حق أحد أن يدخلنا في متاهة شبيهة بتلك التي أدت بالمنتخب الجزائري إلى النتائج الكارثية في نسختي كأس إفريقيا للأمم الأخيرتين.
ولذلك فإن ماصدر عن جمعية المدربين واعتبرته تضامناً مع الركراكي ضد النقذ في غير محله و إذ يرضي جهة ما، ربما رغبت في هكذا دعم لقرارها، فإنه لا يقدم ولايؤخر ولايؤثر.
فكل ماهو عمومي ويهم العموم لا يمكن أن يبقى بمناى عن النقاش العمومي الذي لايكون إطراء مجانيا ولا تملقاً وترديدا لكلام قديم ومتقادم.
إذا استمر هذا النمط من التفكير، وهذه الهشاشة النفسية التي تجعل الخوف محدداً للاختيار، فإننا سنصل الى “اللي حرث اجمل دكو”.
وهذا غير مقبول في وقت تنتظرنا فيه استحقاقات ببلادنا نريدها أن يكون نجاحها مقروناً بنجاح منتخبنا الوطني وكل الرياضات الوطنية كي يكون ذلك النجاح عاملا مساهما في مزيد من الإشعاع الأفريقي والعالمي لمغرب يسير على طريق النجاح، والفاهم يفهم.
*محمد نجيب كومينة/كاتب صحفي