من أزقة فاس العتيقة، إلى تزيين عقد لآلئ منجم المواهب في أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، فنثر الإبداع بأكبر الملاعب العالمية وأعرقها، إنه يوسف النصيري، فتى المغرب الطائر، الذي حلق بآمال ملايين عشاق “الساحرة المستديرة”، وهو يقفز عاليا وكأنه يتحدى قوانين الجاذبية، ويسدد برأسه كرة الحلم التي قادت المنتخب المغربي إلى نصف نهائي كأس العالم بقطر 2022.

تحولت صورة النصيري وهو يرتقي فوق رؤوس حارس مرمى ومدافعي منتخب البرتغال، إلى أحد أبرز أحداث مونديال قطر، واستحقت أن تتصدر عناوين نشرات الأخبار وأغلفة المجلات والصفحات الأولى للجرائد في جميع أنحاء العالم، الذي اكتشف خلف هذه القفزة إرادة من حديد لشاب يتمتع بقوة ذهنية قل نظيرها وسخاء بدني كبير، ولاعب موهوب يوظف مهاراته لخدمة المجموعة، كأول مدافع وآخر مهاجم أمام خط مرمى الخصوم.

ويُجمع جل متتبعي النصيري، سواء داخل فريقه إشبيلية أو في صفوف المنتخب الوطني، أنه يتمتع بأسلوب فريد ونادر بين لاعبي الكرة، فهو يحسن استثمار نقاط قوته، إذ يتفوق في الضربات الرأسية، ويتمتع في الوقت نفسه، بحس دفاعي قوي، من حيث ممارسة الضغط العالي وافتكاك الكرة، وهي مهام تجعله أقرب إلى اللاعب المتكامل الذي يحلم أي مدرب بأن يكون في صفوف فريقه.

وأبان يوسف النصيري، الذي رأى النور سنة 1997 بفاس، عن علو كعبه منذ صغره، إذ مارس كرة القدم في سن مبكرة، حيث انضم إلى نادي المغرب الرياضي الفاسي، وتدرج في فئاته السنية.

 وفي سن الحادية عشر ولج أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، رفقة مجموعة من المواهب الكروية التي ستمثل مستقبل “أسود الأطلس”، على غرار نايف أكرد، وعز الدين أوناحي، ومحمد رضا التكناوتي وغيرهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *