عاد الداعية المغربي ياسين العمري، ليثير الجدل من جديد على مواقع التواصل الاجتماعي، في مقطع فيديو لمحاضرة ألقاها حول موضوع الشباب والتحديات المعاصرة، والذي انتقد من خلاله تدريس اللغة الأمازيغية وانتقص من شأنها.
واعتبر العمري، في مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه “لا جدوى” من تدريس اللغة الأمازيغية بحرفها “تيفناغ”، وأنه لا وجود لأي آفاق من جعل الأمازيغية مادة تُلقَّن للتلاميذ في المدارس، وأنها لغة غير متجانسة.
كما وصف العمري من خلال مقطع الفيديو الأمازيغ بـ”الشلوح” مما أثار استهجان عدد من الفعاليات الأمازيغية التي اعتبرتها كلمة قدحية.
وأشار الداعية العمري أن هناك العديد من اللهجات التي تختلف من منطقة لأخرى، متسائلا بنوع من التهكم “بأي لغة سيتم التدريس.. واش غادي نديرو لكل واحد لغتو“..
وقد أثارت هذه الخرجة غضبا واسعا وسط عدد من المناصرين والمدافعين عن الأمازيغية، والذين اعتبروها خرجة غير محسوبة، وانتقاصا من قيمة وأهمية اللغة الأمازيغية باعتبارها لغة رسمية في دستور المملكة.
ووصف عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي خرجة العمري بالمخزية، تسعى إلى تكريس خطاب إقصائي وعنصري عن خلال ترويج مغالطات، على أساس أن الأمازيغية تهدد وحدة المجتمع وتشكل خطرا عليه، وأنها كتلة غير متجانسة وأن التخلص منها يعد حلا للرقي بالدولة والمجتمع والتعليم.
وقال الناشط الأمازيغي أحمد عصيد ردا على خرجة “العمري”، أن الكثير من المغاربة يشتكون من غلو وتطرف بعض السلفيين الذين يتكلمون عن الأمازيغية بعدم احترام، ويعبرون عن مواقف لا وطنية، وهم يقدحون في مكون رئيسي جوهري في الشخصية المغربية وتاريخ البلاد وهويتها
وأضاف أنه كلما تمت مهاجمة الأمازيغية إلا وحققت مكتسبات، مشيرا أن بعض السلفيين أصبح لديهم مركب خوف، خوف من المجهول وخوف من المستقبل وأنهم يعيشون صراعا مع الواقع لأنهم غرباء يعيشون غربة نفسية وذهنية في بلدهم
وأشار عصيد أن عددا من السلفيين يعلمون أن ما يقولونه غير صحيح، لكن يقولونه إرضاء للجمهور المتعطش للتطرف وتلك السلوكيات الرعناء، مشيرا أن إصلاح الوعي الإسلامي والتربية والمجتمع، كفيل بالقضاء على جميع أشكال الغلو والتطرف.
وكان المغرب قد أدرج الأمازيغية لغة رسمية للبلاد إلى جانب اللغة العربية في دستور 2011، كما بادرت الحكومة إلى تعزيز حضور هذه اللغة في مجالات الحياة العامة، وعلى رأسها التعليم والإعلام والقضاء.
كما تم سنة 2003، إقرار قانون كتابة الأمازيغية بحرف تيفيناغ، الذي يتصدر واجهات مؤسسات رسمية، بعد جدل محتدم حول كتابتها بالحرف العربي أو اللاتيني.
وشرعت وزارة التربية الوطنية في تجربة تدريس الأمازيغية في السلك الإبتدائي في المدارس العمومية بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.
كما حظيت الأمازيغية بعناية خاصة من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، باعتبارها مكونا رئيسيا للهوية المغربية، وذلك من خلال إقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، على غرار فاتح محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية“.
وكان الداعية المغربي، ياسين العمري، قد أثار الجدل في وقت سابق، بسبب دعوته إلى تدريس ما أسماه “الفيزياء المسلمة” وذلك خلال استضافته في إحدى البرامج المعروضة على منصة “يوتوب“.
كما سبق أن هاجم المسلسل الرمضاني “المكتوب” الذي كان يبث على القناة الثانية، والذي تجسد فيه الفنانة والممثلة المغربية دنيا بوطازوت، دور “الشيخة”، قائلا بأنه “مسلسل ساقط ولا يعبر عن الواقع المغربي”، متسائلا في الوقت ذاته: “لماذا لا نجد بطلة مسلسل تقرأ القرآن وتحفظه”.
واشتهر العمري، بخرجاته المثيرة للجدل خلال السنوات الأخيرة، أثناء إلقائه “محاضرات دينية” عبر منصات التواصل الاجتماعي، مما جعله يكسب جمهورا واسع خصوصا في صفوف الشباب، الذين يتابعون خرجاته في كل القضايا المجتمعية المثيرة ولو كانت خارج اختصاصه.