رحل عن دنيا الناس خلال الساعات الماضية، أحمد حرزني، إبن مدينة كرسيف في الريف الذي عاش فترة طويلة من عمره وهو معارض للدولة خلال سنوات الجمر والرصاص، وإنتهى بعد تجربة هيئة الانصاف والمصالحة على عهد الملك محمد السادس، سفيرا للدولة.
وعرف احمد حرزني، الذي ولد سنة 1948 بكرسيف، بمواقفه القوية والصريحة تجاه عدد من القضايا المجتمعية والسياسية الحساسة في المغرب، حتى وهو يتقلد مسؤوليات رسمية كسفير متجول.
وعبر حرزني، عن عدم رضا إزاء عدد من الاحداث والقرارات، التي كانت تهدد الانتقال الحقوقي تحديدا في المغرب، كما أنه كان منتقدا لكل توظيف سياسيوي ضيق للقضية الامازيغية.
ورأى العديد في حرزني، وريث فكر الراحل إدرييس بنزكري، خاصة عندما
عينه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في 31 ماي 2007، رئيسا للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان خلفا للمرحوم إدريس بنزكري.
وكان حرزني عضوا بالمجلس الأعلى للتعليم قبل أن يعين من قبل صاحب الجلالة كاتبا عاما له في نونبر 2006. ويهدف هذا المجلس إلى بعث دينامية في الإصلاح التربوي والسهر على الرقي بالتعليم المغربي.
وحصل حرزني على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع والأنثربولوجيا من جامعة كنتاكي بالولايات المتحدة الأمريكية كما حصل على دبلوم الدراسات المعمقة في علم الاجتماع من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط.
واشتغل كمدرس بالإعدادية في بداية السبعينات قبل أن يبدأ مساره المهني كعالم اجتماع متخصص في شؤون العالم القروي حيث عمل كباحث ثم كمدير للبحث في المعهد الوطني للبحث الزراعي بسطات. كما درس ألقى محاضرات بجامعة الأخوين بإفران (1995-1996).
وتقلد حرزني مهام مستشار وطني ودولي في القضايا المتعلقة بالفلاحة والتنمية القروية وتدبير الموارد الطبيعية والبيئية والمقاربة التشاركية والتكوين المهني. كما كان عضوا مشاركا في وحدات التكوين والبحث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط- أكدال.
وبالإضافة إلى كونه كان عضوا باللجنة الإدارية والتنفيذية التابعة للمجموعة الدولية للعمل الجماعي وحقوق الملكية، فحرزني هو أيضا عضو بالشبكة المغاربية للخبراء في العلوم الاجتماعية والمنتدى المغاربي للدراسات السوسيولوجية واللجنة العلمية لمعالجة نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى. كما كان عضوا باللجنة العلمية “لتقرير 50 سنة من التنمية البشرية في المغرب”.
علاوة على ذلك، تقلد حرزني منصب الكاتب الوطني لجمعية “نداء المواطنة” ومنسق المرصد الوطني للانتقال الديمقراطي ومؤسس المجموعة الوطنية للبحث حول الديمقراطية المحلية.
وفضلا عن كونه مديرا لمجلة “المزارع المغربي”، أصدر حرزني عددا من المقالات التحليلية والكتب من بينها: “قراءة في السيرة السياسية لماركس” و” اليسار، الإسلام و الديمقراطية” و” Un Maroc décanté”.
وفي أكتوبر من عام 2014، تسلم الرئيس السابق للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، أحمد حرزني، في ليكسينغتون (وسط شرق الولايات المتحدة)، جائزة طوماس فورد من جامعة كنتاكي.
وحصل حرزني على هذه الجائزة، التي تحمل اسم العالم الديمغرافي الأمريكي الشهير، طوماس ر. فورد، والتي يتم منحها للخريجين السابقين لجامعة كنتاكي الذين تألقوا في مسارهم المهني، خلال حفل خاص نظمه قسم علم الاجتماع بجامعة كنتاكي.
ورحل أحمد حرزني، خلال الساعات الماضية عن دنيا الناس، هو يتولى مسؤولية سفير متجول، بعدما سبق أن قلده الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش من العام 2015، وساما ملكيا من درجة قائد.