دفع ضعف شبكة الاتصالات والأنترنيت في عديد من مناطق المغرب، فرق بمجلس المستشارين، إلى مساءلة غيثة مزور، وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، بخصوص الإجراءات المتخذة في هذا الإطار.

وانتقدت فرق التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة و الحركة الشعبية، في مجلس المستشارين، ضعف خدمات شبكة الاتصالات والأنترنيت، التي تنعدم في بعض المناطق، مطالبين وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، بضرورة التدخل لوضع حد لهذا المشكل الذي يؤرق الساكنة.

وفي تعقيب له على جواب الوزيرة غيثة مزور، قال المستشار البرلماني عن التجمع الوطني للأحرار، مولاي مصطفى العلوي الاسماعيلي، إن “هناك مناطق جبلية تفتقد للتغطية السلكية ولاسلكية أو تحتاج إلى تعزيز التغطية المتوفرة بها أو الحاجة إلى تعزيز التغطية بالجيل الرابع”.

وأضاف المستشار التجمعي، “إن خدمات الانترنيت أصبحت مهمة، خصوصا أن بعض الإجراءات تحتاج للأنترنيت، كالتسجيل في السجل الاجتماعي الموحد وخدمات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وغيرها من الخدمات التي تندرج في تنزيل ورش الحماية الاجتماعية، ناهيك عن هذه الخدمة في مجال التعليم والتكوين”.

وواصل، “إذ لا سبيل اليوم لإنجاح ورش رقمنة الإدارة إلا بوجود خدمات رقمية وبنية تحتية رقمية معممة، وتوفر خدمات سريعة بالفعالية والنجاعة المطلوبتين، وخاصة خدمة شبكة الأنترنيت التي تعرف تطورا متسارعا على المستوى العالمي من قبيل تقنية الجيل الخامس للأنترنيت والربط المباشر للأقمار الاصطناعية، هاته التقنية التي يمكن اللجوء إليها لربط المناطق النائية وتفادي كذلك الانقطاعات المتكررة للشبكة وضعفها أحيانا بالتزامن مع سوء الأحوال الجوية “.

وشدد مولاي مصطفى العلوي الاسماعيلي، على ضرورة تفادي مشكل ضعف تغطية الاتصالات والأنترنيت، خصوصا وأن بلادنا مقبلة على تنظيم حدثين بارزين، وهما كأس إفريقيا للأمم وكأس العالم لكرة القدم.

من جانبه قال، عضو فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس المستشارين؛ الخمار المرابط؛ صحيح “إن المغرب يحتل مراتب متقدمة إفريقيا على مستوى توفير الأنترنيت، لكن في نفس الوقت نراهن بشكل كبير على ورش رقمنة الإدارة، لذا فتعميم التغطية بشبكة الأنترنيت أولوية قصوى ويجب تحقيقها في أسرع وقت ممكن، لمواكبة مجموعة الأوراش التي باشرتها الحكومة في مختلف القطاعا”.

وأضاف المرابط، خلال جلسة الأسئلة الشفوية المنعقدة أمس الثلاثاء بمجلس المستشارين، “ما نريد أن نلفت انتباه وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة إليه، هو الأهمية الكبيرة التي باتت تحتلها الأنترنيت في وقتنا الحالي، إذ لم تعد مقتصرة على الاستعمال المهني والإداري فقط، بل صارت نافذة حقيقية على العالم، وإن كنا فعلا نسعى إلى تطوير الإدارة ورقمنتها، فيجب تعميم تغطية جميع التراب الوطني بشبكة الأنترنيت وبصبيب عالي”.

أبرز المرابط، أن شكايات ساكنة العالم القروي تؤكد “أننا لازلنا بعيدين كل البعد عن تحقيق المراد، وتوفير الأنترنيت لساكنة العالم القروي والمناطق النائية بالجودة المطلوبة، مما يعمق ويزيد من حدة واقع التهميش والإقصاء، ويطرح صعوبات جمة في تنزيل الإدارة الإلكترونية أو تبادل المعلومات والأموال، بل ويؤثر الأمر على جودة الولوج للخدمات الأساسية، وهو ما يجعل عددا كبيرا من الدواوير بمختلف الأقاليم تعيش معاناة كبيرة مع ضعف صبيب الأنترنيت، أو انعدامه في بعض الأحيان”.

وأشار إلى أن هناك إشكالية أخرى مطروحة حتى على مستوى المدن، تتعلق بضعف الصبيب، فالمواطنون لا يستفيدون من الصبيب الحقيقي الذي تعاقدوا من أجله مع الشركات، حيث أن المشترك يتعاقد من أجل الاستفادة من صبيب الأنترنت يصل إلى 12 أو 20 ميغا، لكن بالكاد يصله نصف الصبيب المتفق عليه، مضيفا، أنه يجب اتخاذ تدابير في هذا الشأن لحماية المستهلك المغربي.

وفي ردها على استفسارات المستشارين البرلمانيين، حول ضعف شبكة الأنترنيت في العالم القروي، قالت وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، غيثة مزور، “إن هذا الموضوع في صلب اهتمامات وزارة الانتقال الرقمي، لأن المغرب اليوم انخرط في مسار التحول الرقمي، ولكي يستفيد كافة المواطنين سواء في المجال الحضري أو القروي من منافع الرقمنة، يستلزم الأمر توفرهم على تغطية بشبكة الأنترنيت، وبالتالي فالأنترنيت اليوم أصبح خدمة أساسية”.

وفي هذا الصدد، أشارت مزور إلى المخطط الوطني لتنمية الصبيب العالي والعالي جدا، بحيث تمت، في إطار تفعيل الطور الأول منه (PNHD-1) 2018-2023، تغطية عدد كبير من المناطق بخدمات الاتصالات من الأجيال الثاني والثالث والرابع، مشددة على أن الوزارة تشتغل، رفقة الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، على جرد المناطق التي لم يشملها رصد المناطق سنة 2018 (PNHD-1)، من أجل إطلاق الطور الثاني من هذا المخطط (PNHD-2)، وهو الجرد الذي سيستمر بطريقة متواصلة.

وأكدت مزور، أنه يتم، في هذا الإطار، التواصل بشكل مستمر مع البرلمانيين للتعرف على مشاكل التغطية التي تعرفها بعض المناطق، كما يتم إرسال فرق تقنية لعين المكان لدراسة الوضعية بالمنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *