يقدم محمد غيات، رئيس فرق الأغلبية في مجلس النواب، في هذه المقالة، إضاءات منيرة للخطاب الملكي السامي الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس، الجمعة بمناسبة إفتتاح السنة الثالثة من الولاية التشريعية الجارية.
لقد قدم محمد غيات، بعمق نظرة السياسي الممارس وفكر رجل دولة المطلع، قراءات سياسية لخطاب «تاريخي ومؤطر ولاشك للمراحل المقبلة»، كما قال الكاتب في مقالته.
إليكم المقالة كاملة.
*محمد غيات
لقد جاء الخطاب السامي معبرًا عن الشعور الجماعي للشعب المغربي جراء الكارثة التي ضربت الحوز والمناطق المجاورة.
فالإشادة الملكية بالتضامن الهائل الذي عبر عنه المغاربة بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم الجهوية والثقافية والعمرية والدينية هو من صميم الهوية الثقافية والحضارية الجامعة والقيم المستلهمة من توابث أمتنا كما عبر عنها وحددها جلالة الملك في أربعة نقط أساسية:
– قيم ديننا الإسلامي الحنيف كما يمارسها المغاربة باعتدال ووسطية وتسامح وتعايش بين الأديان والأجناس سندها الأساسي هي امارة المؤمنين المرشدة والمؤطرة الضامنة لوحدة معتقد الأمة.
– الملكية التي اعتبرت على إمتداد التاريخ الوطني الضامنة لوحدة الوطن في إطار تنوعه الثقافي والجهوي والحضاري والسياسي، فهي الرمز والبوصلة لكل المغاربة.
– الوطن والتشبث به كبيت يأوي كل المغاربة
– قيم التضامن بين الأجيال والجهات
وقد جاءت مضامين الخطاب الملكي لتجسد عمليًا هذه القيم من خلال تعليماته السامية للحكومة كي تستمر في مساعدة المتضررين من الزلزال والإسراع في عملية الاعمار بكل نجاعة وشفافية وكذلك من خلال فتح ورش اصلاح مدونة الأسرة باعتبار هذه الأخيرة هي النواة الصلبة للمجتمع إن فسدت، فسد معها كل المجتمع.
الخطاب أكد من جديد تشبث جلالة الملك بالدولة الاجتماعية ومحاربة كل أشكال الهشاشة والفقر قد بشر جلالته بالشروع قبل نهاية السنة في توزيع الدعم المباشر للعائلات التي تعاني الفقر مع توسيع الدعم ليشمل الأطفال المتمدرسين أو الذين في وضعية إعاقة.
وهذا دليل جديد على عطف جلالة الملك على كل فئات شعبه وخصوصًا الفقراء منهم.
لذلك فالخطاب الملكي، هو إعلان جديد من جلالة الملك على إصرار الدولة المغربية على التوجه بثبات نحو المستقبل رغم السياق الدولي الصعب والاكراهات الاقتصادية و استكمال أوراش التنمية و الاعتناء بالأوضاع الاجتماعية للفئات الهشة.
وآخر إشارة حملها الخطاب الملكي كانت موجهة لنا كنواب للأمة كي نكون في طليعة المتشبثين والمتمسكين و المجسدين للقيم التي ذكر بها جلالته في هذا الخطاب التاريخي و المؤطر ولا شك للمراحل المقبلة.
*نائب برلماني عن حزب الأحرار ورئيس فريقه النيابي بمجلس النواب ورئيس فرق الأغلبية بالغرفة الأولى في البرلمان.
نبذة حول محمد غيات
محمد غيات هو رئيس فريق حزب التجمع الوطني للأحرار بمجلس النواب. تولى عدة وظائف في المنظومة التربوية؛ حيث اشتغل كإطار مكلف بالدراسات بالمعهد الوطني للتكوين والبحث البيداغوجي بالدار البيضاء، ومدير مساعد بالمعهد الوطني لتكوين الأطر التقنية بنفس المدينة، ثم مديرا جهويا لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل بكل من جهة الشرق، وجهة تانسيفت الحوز، وجهة الدار البيضاء الكبرى سابقا.
كما شغل منصبي مدير الموارد البشرية والعلاقات المؤسساتية ومدير عام مساعد مكلف بقطب الموارد بشركة سامير ،علاوة على منصب مدير عام الأكاديمية الإفريقية للطاقة ACAFE، ثم مدير عام لمؤسسة Continent oïl المغرب،وهو رئيس سابق لقطب الموارد بالجمعية الدولية للمكررين الأفارقة.
محمد غيات رئيس شعبة المغرب بالجمعية البرلمانية للفرنكوفونية، وعضو اللجنة السياسية بنفس الجمعية.
وسبق له أن ترأس بشكل مشترك مجموعة العمل المكلفة بإرساء مسار التميز في التكوين المهني بالبلدان المغاربية والمشرقية لدى الوكالة البين حكومية للفرنكوفونية.
وهو عضو سابق بمجلس إدارة جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء. وهو كذلك رئيس جمعية الأعمال الثقافية والرياضية والاجتماعية لمدينة المحمدية، والنائب الأول لرئيس جمعية الشاوية الكبرى، ولرئيس فريق الوداد البيض .
ومحمد غيات حاصل على ماستر في تدبير المرافق العمومية من المدرسة العليا للعلوم الاقتصادية والتجارية بباريس، وعلى ماستر في تدبير الموارد البشرية من المدرسة الأوروبية العربية للتدبير Euro Arab Management School بغرناطة– إسبانيا.