الأيام الثلاثة دون هاتف كانت هي الجمعة والسبت والأحد، وكان الشعار “دعه يرن ويرن”. طلحة جبريل.

طلحة جبريل

*طلحة جبريل كاتب وصحفي

قررت بسبب إرهاق ذهني وبدني وعاطفي الابتعاد عن الهاتف المحمول لثلاثة أيام، بحثاً عن عزلة، ووقفة تأمل، وتفكير.

كنت قد تجرعت مهانة، وقررت الصمت. على الرغم من أن الصمت على الوجع لا يشفيه.

رجح عندي اختيار الصمت عزوفاً عن مشادات وجدتها إهداراً لوقت الآخرين ولوقتي.

ثم كانت هناك أحزان على بلد تحول إلى أطلال. ناسه جوعى وعطشى، وبعضهم نازحين ومتشردين، آخرون لاجئون.

لك الله يا “سلة غذاء العالم “.

الأيام الثلاثة دون هاتف كانت هي الجمعة والسبت والأحد، وكان الشعار “دعه يرن ويرن”.

كانت نتيجة هذا الابتعاد عتاباً من طرف أعزاء، إذا اتصلوا ولم يكن هناك رد على مكالماتهم، وبعضهم أرسلوا رسائل عبر منصات التواصل، وبما أن هذا الذي كان “يرن ويرن” داخل دولاب، لم أطلع على رسائلهم.

كان الاستثناء الرد على بعض التعليقات من كثيرين، وأنا ممتن لهم. هذه كان أمرها سهلًا، إذ كنت أعمل على حاسوب المكتب أو الكمبيوتر المحمول، وأطالع الشبكات الاجتماعية والرد أحياناً على بعض التعليقات.

عادة لا أجد وقتًا، صادقًا أقولها، للرد على جميع الذين يكتبون تعليقات.

في غالب الأحيان التراسل عبر البريد الإليكتروني (الإيميل)، وهذه وسيلة أفضلها كثيراً على منصات التواصل مثل “الماسنجر”.

بشأن من يتعمدون كتابة إساءات وفي بعض الأحيان لغة تفتقر إلى اللباقة واللياقة، استعمل حقي في ممارسة الرقابة.

النتيجة الإيجابية للابتعاد عن هذا الذي “يرن ويرن” تجسدت في أمرين:

قرأت كثيراً، منها ثلاثة الكتب بقيت أشهر تنتظر دورها، وشاهدت بعض الأفلام السينمائية على الحاسوب.

ثم أنجزت أمرين:

لطلابي قواعد تغطية الأحداث الكبرى (ثورات واحتجاجات، حروب، زلزال وبراكين، فيضانات، حرائق) ونماذج من تغطيات متميزة، وما كتبته يمكن أن يصدر في كتيب صغير.

 الأمر الثاني كتبت “ورقة سياسية عن الكارثة السودانية” تشتمل على أسباب ما حدث ولماذا حدث، والأهم سبل تحقيق السلام مجددًا.

 في ظني أنها ورقة شاملة ترسم معالم طريق.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *