ربما تساءل البعض لماذا أحد مذيعي قناة من القنوات الجزائرية الرسمية، لم يذكر أن المنتخب المغربي النسوي تأهل إلى ثمن نهاية كأس العالم، وتحدث بدل ذلك بأسف عن منتخب ألمانيا وقال بأنه كان يحتاج إلى الانتصار على منتخب كرواتيا الجنوبية كي يتأهل لكنه لم ينجح في ذلك .
إن الخطأ الذي وقع فيه محرر الخبر ومذيعه بخلطه بين كوريا الجنوبية وكرواتيا الجنوبية التي لا وجود لها ضمن قائمة بلدان العالم، ناتج عما يسمى في اللغة بالزلة اللسانية ويسمى في اللغة الفرنسية Lapsus.
وفي علم النفس يتم تفسير lapsus بأنه يكون أحيانا كشفا عن رغبة مكبوتة :
Le lapsus est révélateur d’un désir refoulé
ففي الوقت الذي تأهلت فيه لبؤات الأطلس إلى ثمن نهاية كأس العالم في كرة القدم، خسرت الجزائر امام كرواتيا بحصة 42-19 في كأس العالم لكرة اليد للناشئين بكرواتيا..
المحرر الرياضي في القناة كان بطبيعة الحال على علم بهذه الهزيمة المخزية لمنتخب كرة اليد الجزائري للناشئين أمام كرواتيا في كأس العالم.
وبالتأكيد أنه تأثر نفسيا بهذه النتيجة.
لقد كان يرغب في انتصار المنتخب الجزائري على كرواتيا. لكن رغبته لم تتحقق.
فأصبحت رغبة مكبوتة.
كما أنه كان يرغب في أن تنتصر ألمانيا على كوريا الجنوبية كي يُقصى المنتخب المغربي.
لكن رغبته لم تتحقق.
فأصبحت رغبة مكبوتة.
وهكذا تمت عملية التعويض اللساني بشكل لا إرادي.
لقد مارس لسان محرر الخبر ومذيعه عملية التعويض فحلت كرواتيا الجنوبية محل كوريا الجنوبية.
وهذا ما كان.
*كاتب صحفي