جمال اسطيفي

 

إقصاء المنتخب الوطني في كأس إفريقيا للأمم لم يكن مخيبا فقط لأنه جاء على حساب منتخب بنين، محدود الإمكانات البشرية والمادية، بل إنه مخيب لأن تكلفة تدبير المنتخبات الوطنية كبيرة جدا، ما يطرح السؤال بإلحاح: أوَلم يحن الوقت بعدُ لتغيير سلّم الأولويات والاهتمام أكثر بالبطولة الوطنية وتنظيمها وهيكلتها ومرافقة أنديتها وتسهيل ولوج الجمهور إلى المدرّجات؟ بدل كل هذا المال الذي يهدر من أجل حصد الخيبات، مع العلم أن الجامعة كلها تقريبا قد انتقلت إلى مصر بإدارييها وأعضاء مكتبها المديري لحضور الكانْ؛ كما لو أن الجامعة مسؤولة فقط عن المنتخب الأول وليس عن هيكلة الكرة المغربية وتقويم اختلالاتها والبحث عن بدائل ترقى باللعبة..

إلى متى سيظل الاهتمام منصبّا على المنتخب الأول فقط والتعامل معه كواجهة، وهو الإشكال المطروح على مستوى الجامعة، وأيضا على مستوى الدولة، فتغيير رؤساء الجامعات كان دائما مرتبطا بنتائج المنتخب الأول، وليس بالأمور الهيكلية والتنظيمية؟

وإليكم بعض أرقام آخِر تقرير مالي لجامعة كرة القدم حتى تكتمل الصورة، مع الوضع في الاعتبار أن المنحة التي يحصل عليها الفائز بلقب البطولة قد تساوي المستحقات الشهرية للطاقم التقني للمنتخب الوطني..

تعويضات الأطر التقنية للمنتخبات الوطنية والإدارة التقنية الوطنية بلغت 8 ملايير و642 مليونا و474 ألفا و300 سنتيم، موزعة بين 52.3 مليون درهم مخصصة للمنتخبات الوطنية و34.1 مليون درهم مخصصة للإدارة التقنية الوطنية، بينما بلغت مصاريف السفر والإقامة والتغذية ما مجموعه 6 ملايير و577 مليونا و699 ألفا و300 سنتيم، إذ يحتل المنتخب الأول المركز الأول بقيمة 23.2 مليون درهم.
وبلغت تعويضات المعسكرات الإعدادية مبلغا إجماليا بقيمة مليارين و152 مليونا و683 ألفا و700 سنتيم، موزعة على الخصوص بين 7.5 ملايين درهم للمنتخب الأول و6.2 مليون درهم للمنتخب الوطني الرديف و3.02 مليون درهم لمنتخبات الشبان و 4.6 ملايين درهم لمنتخبات الفوتسال والكرة النسوية والكرة الشاطئية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *