أدانت غرفة الجنايات الابتدائية قبل قليل متهمين اثنين بالسجن النافذ عشرون سنة سجنا لكل منها على خلفية قضية مقتل الشاب التهامي بناني.
وتلقت عائلتي الضحية والمتهمين، الحكم بمشاعر مختلفة، فيما رفض عدد من أعضاء دفاع الطرفين التعليق على الحكم.
ويمنح القانون المغربي لطرفي الملف حق الطعن في الحكم داخل أجل عشرة أيام، فيما يمنح القانون نفس الحق للنيابة العامة.
ويعتقد أن تنطلق جلسات النظر في القضية من جديد أمام الاستئناف، بعد العطلة القضائية التي تنطلق في شهر غشت المقبل.
وعاشت أروقة المحكمة بعد صدور الحكم الابتدائي، حالة من “الفوضى”، إثر دخول البعض في نوبة بكاء و صراخ، ما دفع بالشرطة إلى التدخل لإخراج المرتفقين خارج باب المحكمة.
سعيد العماري
وفي تدوينة سابقة للناشط المدني سعيد العماري، كتب مغرب اليوم “مازلنا في انتظار الهيئة الدخول للنطق بالحكم”.
وأضاف، “بعض لإخوة سولو على التعقيب نعم عقبت لأستاذة زينب ولأستاذ زيان، لأستاذة زينب طالبت بالمسطرة ديال 2007 وإحضار جميع المتورطين ومعرفة الحقيقة بواسطة الخبرة على الهواتف والقرص المدمج”.
وتابع، “زيان عقب ولم يتم منعه بل النيابة العامة اعترضت كون أن القضية في المرافعات وليست الدفوع الشكلية أو المناقشة”.
وأوضح “لأن زيان تكلم على طلبات تمت من قبل فالمناقشة ، الهيئة كانت تريد حجز الملف ألى المداولة ولا ينبغي العودة لتحدث على طلبات قدمت من قبل.. “.
وختم تدوينته التي نقل من خلالها أطوار الجلسة الاخيرة قبل صدور الحكم، “نتمناو خير إن شاء الله وحتى يكون حكم عادل”.
اختفى من 15 سنة
وعادت قصة اختفاء شاب يدعى التهامي بناني إلى الواجهة في المغرب، بعد أزيد من 15 عاما عن خروجه من المنزل دون أن يترك خلفه أي أثر.
وقد انتشر قبل عامين بشكل كبير هاشتاغ “العدالة للتهامي بناني.
وتفاعل معه عشرات المشاهير والمؤثرين، مطالبين بتعميق التحقيق في القضية الغامضة.
وكان فيديو نشرته مدونة يتوبورز مغربية تدعى صفاء، تطرق لتفاصيل واقعة الاختفاء، الفضل في عودة تركيز الضوء على القضية من جديد، بعد أن حقق أكثر من 3 ملايين مشاهدة خلال 5 أيام فقط.
وتؤكد حياة العالمي، والدة المختفي، أن حجم المشاهدة والتفاعل الكبير الذي حققهما الفيديو الذي يحكي قصة الاختفاء، قد مكّن من تسليط الضوء على هذه القضية وإعادتها إلى الواجهة.
وتضيف الأم لـ”سكاي نيوز عربية”: “قضية اختفاء ابني منذ 15 عاما، حصدت تعاطف وتضامن العديد المغاربة، الذين يطالبون بتحقيق العدالة في هذا الملف”.
وتعد حالة اختفاء الشاب التهامي بناني ابن مدينة المحمدية، من بين أغرب حالات الاختفاء في البلاد، والتي لم يتم الكشف عن جميع ملابستها والظروف المحيطة بها. فما هي تفاصيل هذه القصة المحيرة؟
خرج ولم يعد
في أحد أيام شهر أبريل من عام 2007، خرج التهامي بناني وكان في الـ17 من عمره، من منزل عائلته، وامتطى سيارة وغادر رفقة أصدقائه إلى وجهة مجهولة، قبل أن يختفي، ويترك وراءه لغزا عمّر 15 عاما.
تحكي حياة العلمي والدة المختفي، أنها رأت بأم عينها ابنها وهو يغادر رفقة أصدقائه لكنه لم يعد واختفى منذ ذلك الحين عن الأنظار، وكانت تلك آخر مرة تراه فيها.
ومنذ اليوم التالي، انطلقت الأم في رحلة البحث عن ابنها، في كل الاتجاهات ووسط كل معارفه وأصدقائه، دون أن يسفر ذلك عن نتيجة، لتقوم بتقديم شكاية لدى السلطات الأمنية، حيث باشرت الأخيرة التحقيق الذي أفضى إلى استدعاء الشباب الذين رافقوا المختفي حسب شهادة الأم، لكنهم أنكروا لقاءه يوم الاختفاء.
تكذيب الشباب لرواية الأم أثار شكوكها ولم تستوعب على حد قولها السبب وراء إنكار تواجدهم مع ابنها خلال ذلك اليوم المشؤوم، بعد أن كانوا قد أكدوا لها أثناء البحث عليه أنه كان فعلا معهم لكنهم افترقوا بعدها دون أن يعرفوا أين ذهب.
متابعة أصدقائه والبحث عن الجثة
في 2019، وبعد مرور 12 عاما من البحث المضني، تمكنت التحريات الأمنية من تحديد سبب الوفاة، ووجهت تهمة القتل لأصدقاء المختفي الذين ثبت أنهم كانوا برفقته خلال ذلك اليوم في حفلة عيد ميلاد، بإحدى الفيلات، ضواحي مدينة المحمدية.
وقد أوقفت الشرطة حينها المشتبه بهم وتمت متابعتهم في حالة اعتقال.
ويقول دفاع أحد المتهمين إن جرعة زائدة من المخدرات هي التي تسببت في الوفاة، دون تقديم أي تفاصيل أو تحديد مكان الجثة الذي ظل مجهولا إلى اليوم.
وتؤكد والدة المختفي لـ”سكاي نيوز عربية”، أن هناك تضاربا في الأقوال بين أصدقاء ابنها، معتبرة أن من شأن إجراء الخبرة التقنية على الهواتف، والاطلاع على المكالمات التي أجراها ابنها مع الأطراف المعنية بالواقعة خلال يوم اختفائه، (من شأنه) فك الخيوط المتشابكة لهذه القضية، وكشف ملابسات الاختفاء، والوصول إلى مكان الجثة.
وتشدد والدة المختفي على أنها ظلت تؤمن بالعدالة دون أن تفقد الأمل في الوصول يوما إلى ابنها ومعرفة مصيره، لكن إيمانها وثقتها في ذلك تعزز أكثر بفضل دعم المغاربة وتضامنهم معها.
البحث عن الحقيقة
لم تتوقف الأم طيلة 15 عاما عن السعي وراء الحقيقة، لفهم ما جرى تلك الليلة، ومعرفة الأسباب التي أدت إلى اختفاء ابنها بشكل غامض.
ولم تخف والدة الشاب المختفي، إحساسها بأنه سيأتي يوم ينجلي فيه الغموض عن هذه القضية الشائكة وتتضح فيه الحقيقة، وهو ما غذى أملها طيلة السنوات الماضية.
وتقول الأم: “لم أفكر يوما في التوقف عن البحث لكشف الملابسات أو الاستسلام قبل معرفة الحقيقة الكاملة، ولن يهدأ لي بال حتى إزالة اللبس عن الظروف المحيطة باختفاء ابني”.
وتطالب الأم بضرورة إجراء جميع التحريات والأبحاث اللازمة من أجل كشف تفاصيل ليلة الاختفاء وإيجاد جثة ابنها، ومعاقبة كل من تبث تورطه في هذه القضية. قبل أن تصدر محكمة الجنايات الابتدائية قبل قليل من يومه الأربعاء متهمين اثنين بالسجن النافذ عشرون سنة سجنا لكل منها على خلفية قضية مقتل الشاب التهامي بناني.
*م. الحروشي le12.ma+ سكاي عربية