ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين في الضفة الغربية، الذين سقطوا برصاص الجيش الإسرائيلي الاثنين، في أقل من 10 ساعات، إلى 8، ليرتفع عدد الفلسطينيين القتلى جراء العمليات الإسرائيلية المتتالية في مدن الضفة منذ بداية العام الجاري إلى 188، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.

تشن إسرائيل العملية الواسعة التي أعلنت عنها في وقت مبكر الإثنين بعد أسبوعين من عملية كبيرة أخرى استهدفت مخيم جنين تخللها استخدام الطيران المروحي للمرة الأولى منذ عدة سنوات.

وتُعتبر مدينة جنين ومخيّم اللاجئين المجاور لها مسرحًا منتظمًا للمواجهات بين الفلسطينيين والقوّات الإسرائيليّة التي كثّفت في الأشهر الماضية عملياتها في شمال الضفة الغربية المحتلة مع تزايد العمليات المسلحة التي تستهدف إسرائيليين ومعها هجمات المستوطنين على الفلسطينيين وأملاكهم ومزروعاتهم.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان عن “8 شهداء … في أقل من 10 ساعات برصاص الاحتلال الإسرائيلي، بينهم شاب في البيرة”. وأعلنت الوزارة “ارتفاع حصيلة شهداء جنين إلى 7، بينهم 3 شهداء نتيجة القصف، فيما تبقى المحصلة مرشحة للارتفاع لوجود إصابات حرجة“.

وتحدثت الوزارة في وقت سابق عن نحو ثلاثين إصابة “بينها 7 في حالة الخطر”. وقال مدير جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في جنين محمود السعدي لوكالة فرانس برس إنّ الهجوم الإسرائيلي يتمّ من الجو والبرّ.

وأضاف “قُصفت منازل ومواقع عدّة… الدخان يتصاعد من كلّ مكان”. ويشهد مخيم جنين اشتباكات مسلحة، فيما تهرع سيارات الاسعاف لنقل الجرحى الى المستشفيات، وفق ما أفاد مصور لوكالة فرانس برس.

وأوضح أن شبانا يقومون برمي قنابل على الآليات العسكرية الإسرائيلية، في حين يقوم آخرون بإلقاء الحجارة. وأشار الى أن بعض العائلات تنزح من بيوتها في المخيم وتحمل حقائب تضم ملابسها وأغراضها لمغادرة المخيم.

أعلن الجيش الإسرائيلي منذ فجر الإثنين أنّه يقصف أهدافًا في مدينة جنين، وكانت العملية مستمرة في الصباح. وأوضح المتحدث باسم الجيش اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت للصحافيين “نتخذ إجراءات” ضد أشخاص محددين.

وذكر الجيش في وقت سابق أنّ قوّاته قصفت “مركز عمليّات مشتركة” بذريعة أنّه يشكّل مركز قيادة “كتيبة جنين”، وهي وحدة مسلّحة.

وقال الجيش إنّ العمليّة استهدفت موقعًا “للمراقبة والاستطلاع”، فضلًا عن منشأة لتخزين الأسلحة ومخبأ لمَن زعم أنّهم مُسلّحون نفّذوا هجمات على أهداف إسرائيليّة خلال الأشهر الأخيرة.

من جهته قال وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت “خلال الساعات الماضية، كانت قواتنا الأمنية تعمل ضد بؤر الإرهاب الساخنة في مدينة جنين. وفي مواجهة ذلك، نتخذ نهجا استباقيا وحاسما.

من يؤذي مواطني إسرائيل، سيدفع ثمناً باهظاً. … نحن نراقب عن كثب تصرفات أعدائنا ومستعدون لكل سيناريو“.

وذكر بيان للجيش أن “جندياً أصيب بجروح طفيفة بشظايا قنبلة يدوية للجيش الإسرائيلي خلال عملية جنين وتم نقله إلى المستشفى”.

أما القتيل السادس صباح الإثنين فهو شاب في الحادية والعشرين، قضى “متأثرا بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي عند مدخل البيرة الشمالي” وفق وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا“.

وأوضحت الوكالة أن الشاب، واسمه محمد عماد حسنين، “أصيب برصاصة في رأسه، أطلقها جنود الاحتلال باتجاهه أثناء تواجده مع عدد آخر من الشبان، خرجوا في مسيرة عفوية عند مدخل مدينة البيرة، تنديدا بالعدوان الاسرائيلي المتواصل على مدينة جنين ومخيمها“.

تشهد جنين ومحيطها تصاعدا في أعمال العنف منذ أسابيع. وحمّلت أطراف فلسطينية الإثنين إسرائيل مسؤولية التصعيد الجديد. وقالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان إنّ “كلّ الخيارات مفتوحة لضرب العدوّ ردًّا على عدوانه في جنين“.

وأضافت “جنين لن تستسلم، ومقاتلونا عاقدون العزم على المواجهة والقتال مهما بلغت التضحيات”، محمّلةً “العدوّ الصهيوني كامل المسؤوليّة عن كلّ ما سيترتّب على هذا العدوان“.

وأكدت الرئاسة الفلسطينية أن “الأمن والاستقرار لن يتحققا في المنطقة ما لم يشعر بهما شعبنا الفلسطيني”. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة “إن ما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها، جريمة حرب جديدة بحق شعبنا الأعزل“.

وطالبت الخارجية الفلسطينية “بتحرك دولي عاجل لوقف العدوان فورا”، داعية المحكمة الجنائية الدولية إلى “الخروج عن صمتها والبدء بمحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين“.

بدورها، أعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي عن “إدانتها الشديدة للجرائم التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها ضد المواطنين المدنيين العزل والطواقم الطبية والمراكز الصحية وتدمير البنية التحتية وهدم البيوت والمساجد”.

 وأضافت “أن هذه الجريمة النكراء تشكل امتدادا لسجل الجرائم وإرهاب الدولة المنظم الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني“.

ودعت، في الوقت نفسه، “مجلس الأمن الدولي إلى تحمل المسؤولية وإنفاذ قراراته ذات الصلة ووضع حد لهذا الإرهاب الإسرائيلي المتواصل وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني”.

وبالمثل، “دانت وزارة الخارجية الأردنية التصعيد الإسرائيلي المتواصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة وآخره العدوان على مدينة جنين…. ودعت المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات مداهمة يقول إنها “استباقية ووقائية” لمدن وقرى وبلدات فلسطينية بغرض اعتقال مطلوبين لديه. وعادة ما يتخلل هذه المداهمات مواجهات مع السكان الفلسطينيين.

وارتفعت حصيلة قتلى الهجمات والمواجهات والعمليات العسكرية منذ مطلع كانون الثاني/يناير وحتى الثلاثاء إلى ما لا يقلّ عن 182 فلسطينياً، و25 إسرائيلياً وأوكرانية وإيطالي.

وتشمل هذه الأرقام مقاتلين ومدنيين بينهم قصّر من الجانب الفلسطيني. أما في الجانب الإسرائيلي فغالبية القتلى مدنيون. يعيش في الضفة الغربية من دون القدس الشرقية، نحو 2,9 مليون فلسطيني، بالإضافة إلى أكثر من نصف مليون مستوطن يهودي في مستوطنات يعتبرها القانون الدولي غير قانونية. وتحتلّ إسرائيل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية منذ العام 1967.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *