انقلب الوضع رأسا على عقب على عدد من المتخلفين الجزائريين الذين كانوا لا يتوقفون عن وصف المغرب بأنه بلد الدعارة والسياحة الجنسية، فأصبح الترند trend في شبكات التواصل الاجتماعي اليوم هو “دعارة الجزائريات في دبي” بناء على شهادات حية بالصوت والصورة لجزائريات يجلبهن تجار الجنس من لالجيري إلى هناك.

أي أنه إن أردنا اليوم أن نرد الصاع لهؤلاء المتخلفين يمكن أن نصف بلدهم بأنه ليس فقط مرتعا للدعارة، بل هو رائد في تصدير الدعارة لبلدان الخليج.

لكننا من المفروض ألا نتشفى..

وأن نكون من الأتقياء، وأن نقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..

غير أن الحوقلة لن تمنعنا من تصحيح أمر هام جدا..

هناك من بين الجزائريين من يروج أن الفتيات الجزائريات اللواتي يمارسن الدعارة في دبي، يمارسنها وهن مجبرات ومحجوزات وخاضعات للتهديد، وهذا ادعاء خاطئ.

إنهن يمارسن الدعارة هناك وهن راضيات، كي يستطعن ضمان مورد الرزق، نظرا لعدم توفرهن على مؤهلات تسمح لهن بمزاولة أعمال أخرى غير الدعارة، ونظرا للغلاء الكبير في مستوى المعيشة في دبي مقارنة مع عدد كبير من بلدان العالم..

كما أن الجهاز الأمني في دبي، وكذا في أبو ظبي، من خلال تجربة عشتها فيهما خلال سفر لي هناك في مناسبتين، هو جهاز صارم، وكل من تعرض لأذى هناك، واستنجد بالشرطة، يجدها إلى جانبه في الحين

في دبي، ركبت سيارة أجرة يسوقها مهاجر من باكستان، ونسيت هاتفي المحمول في السيارة بعد أن نزلت

كان لي موعد مع سيدة مغربية متزوجة تعمل في مؤسسة بنكية هناك. كنت سأجري معها حوارا لفائدة جريدة الأحداث المغربية، ضمن استطلاع عن النساء المغربيات اللواتي يمارسن هناك وظائف في مؤسسات ذات صيت عالمي

في مكتب الاستقبال، طمأنتني السيدة المغربية، واتصلت بمركز مكلف بضبط حركية سيارات الأجرة.

تمكن المركز في لحظة وجيزة من التعرف على رقم السيارة بعد أن عرف المكان الذي ركبت منه فيه والتوقيت الذي ركبت فيه.

بعد مدة قصيرة جاء سائق السيارة إلى المكان الذي أنا موجود فيه واستعدت هاتفي المحمول منه.

كان الهاتف من نوع آيفون وكنت استعمله في تسجيل الحوارات.

علمت من خلال هذه الواقعة، أن صرامة الأمن في دبي، تفرض على كل من وجد شيئا ضائعا، يقوم بإخطار الشرطة به، فتتكلف هي بالباقي.

لذلك، أتعجب كيف أن فتيات لا يرغبن في ممارسة الدعارة، ويتعرضن للاحتجاز والتهديد، ولا يطلبن النجدة من الشرطة في بلد يعتبر أن الأمن والأمان من الأولويات.

الأمر لا علاقة له بالتهديد ولا بالإجبار..

 بل يتعلق باستساغة ممارسة مهنة سهلة لا تتطلب أي مستوى علمي أو ثقافي ما عدا ثقافة فتح الرجلين.. وهذا ما كان..

*أحمد الدافري: كاتب صحفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *