جمال اسطيفي

 

عندما يواجه المنتخب الوطني، اليوم، منتخب جنوب إفريقيا في ختام مبارياتهما في الدور الأول، بإمكان المتتبع استحضار الكثير من الوقائع الرياضية والدبلوماسية بين بلدين ما زالت العلاقة بينهما لم تدخل مسارها الطبيعي بعد، خصوصا في ظل العلاقات القوية التي تربط حزب “المؤتمر الوطني الإفريقي”، الحاكم في جنوب إفريقيا، والبوليساريو، التي تنازع المغرب في وحدته الترابية..

يشعر المغرب في علاقته بجنوب إفريقيا بالخذلان وعدم الاعتراف، فالمغرب دعم حزب المؤتمر الوطني بالسلاح ودرّب عناصره في كفاحهم ضد نظام الميز العنصري وأمدًهم بالمال، فقد قام نيلسون مانديلا في 1962 بزيارة إلى المغرب، حيث التقى بعبد الكريم الخطيب، الذي كان آنذاك وزيرا للشؤون الإفريقية، وطلب لقاء الملك الراحل الحسن الثاني..

وقد تحدث نيسلون مانديلا في خطاب له في 1995 في احتفالات تحرر بلاده أمام حشود جماهيرية غفيرة، إذ أثنى على دور المغرب، مبرزا الدور الذي لعبه عبد الكريم الخطيب، وحكى تفاصيل ما دار بينه وبين الأخير، وكيف دعمهم المغرب بالأسلحة والمال ودرّب في تنزانيا عناصر من الجناح العسكري في الحزب..

دعا مانديلا الخطيب إلى الصعود إلى المنصة، حيث طلب من الحشود أن تقف تقديرا لدور المغرب والخطيب في معركة تحرر جنوب إفريقيا، بينما عانق مانديلا الخطيب، واصفا إياه بأنه صديق قديم في النضال من أجل التحرر وبأنهم جميعا ممتنّون له.

بعد الإفراج عنه في 1990 كان المغرب من بين الدول الأولى التي زارها مانديلا، فقد حرص على شكر المغاربة.. لكن العلاقة بين البلدين لم تمض كما ينبغي، فمانديلا اكتفى بولاية رئاسية واحدة وأسهم في الانتقال الديمقراطي بالبلد، في وقت ستصبح فيه مواقف بريتوريا عدائية ضد المغرب وموالية لجبهة البوليساريو..

كرويا، ستخطف جنوب إفريقيا الفرحة من المغرب عدة مرات، فقد فازت بتنظيم كأس العالم 2010 على حساب المغرب، في معركة طاحنة بين البلدين.. كما أن منتخب جنوب إفريقيا كان وراء إقصاء المنتخب الوطني بكيفية مباشرة مرتين في”الكان”، الأولى في دورة 1998 في بوركينافاصو حينما فازت جنوب إفريقيا في دور الربع بهدفين لواحد، والثانية في دورة مالي 2002 عندما خسر المنتخب الوطني مباراته الثالثة بهدف لثلاثة، ليودع المسابقة مبكرا..

التقى المنتخبان مرتين أخريَين في “كان” 2004، إذ تعادلا بهدف لمثله، وأيضا في “كان” 2013 في جنوب إفريقيا حيث تعادلا بهدفين لمثلهما وخرج المنتخب الوطني من المسابقة..
اليوم، يملك المنتخب الوطني الحافز، كما أنه يوجد في أفضل حالاته ليحقق أول فوز له على جنوب إفريقيا، وهو الفوز الذي قد يساوي بالنسبة إلى منتخب الأولاد الإقصاء من الكأس والعودة مبكرا إلى بريتوريا..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *