باعتباره أحد أركان الإسلام الخمسة، يعتبر صيام شهر رمضان عبادة لتطهير الروح وتهذيبها، وفرصة ثمينة للتخلص من السموم المتراكمة في خلايا الجسم.
وبالنظر لما له من مزايا ومنافع لا تعد ولا تحصى على الصحة العقلية والبدنية، أصبح الصيام معتمدا من طرف العديد من المراكز الطبية المرموقة في جميع أنحاء العالم كأسلوب لعلاج العديد من المشاكل الصحية.
فقد أثبتت العديد من الدراسات أن الصيام إذا تم وفق أسسه الصحيحة، يمكن من تحقيق الانسجام الروحي، ويكون له تأثير مباشر على تخفيف التوتر من خلال تحسين “الميكروبيوت المعوي”، وكذا تقوية الجهاز المناعي.
وللاستفادة من المزايا الهامة التي يتيحها الشهر الكريم، يتعين الحرص على إغناء الجانب الروحي، وكذا الاختيار الجيد لما نتناوله من أغذية، خاصة في وجبة الإفطار.
وفي هذا الصدد، تنصح الأخصائية في الحمية والتغذية، أميمة النية، بتناول ثلاث تمرات وكوب من الماء أو الحليب عند الإفطار، مضيفة أن “التمر يعد من الفواكه الغنية جدا بالطاقة وكذا بالألياف والمغنيسيوم“.
وأضافت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه “إثر ذلك، يُستحسن تناول وجبة متوازنة تتكون من نشويات وخضروات ومصدر للبروتين الحيواني أو النباتي ومنتج ألبان“.
وأشارت الأخصائية إلى أنه ينصح بعد ذلك بتناول وجبة عشاء خفيفة، موصية بترك فاصل زمني من 3 إلى 4 ساعات بين الوجبات، لترك مساحة للهضم ولتفادي اضطراب النوم.
وبالنسبة لوجبة “السحور”، التي تعادل وجبة الفطور في الأيام العادية، فأبرزت الأخصائية أنه يجب أن تحتوي على منتج من الألبان، ونشويات (حسوة، أرز، خبز)، وفاكهة وبعض الحبوب الزيتية، مؤكدة أيضا على ضرورة ترطيب الجسم من خلال شرب ما بين 1,5 إلى 2 لتر من الماء خلال الوجبات الثلاث.
وفي السياق ذاته، توقفت الأخصائية عند المشاكل الصحية العديدة الناجمة عن سوء التغذية خلال رمضان، موضحة أن المؤسسات الصحية تستقبل خلال هذا الشهر عدة حالات تشكو من آلام المعدة (التهاب المعدة…) بسبب تناول أطباق دسمة أو تحتوي على نسب عالية من السكريات أو الدهون.
كما نصحت بتجنب الأكل بين الوجبات واستبدال السكر الاصطناعي بالسكر الطبيعي، مع اعتماد الطبخ في الفرن أو الطاجين أو الشوي، والاستغناء عن زيوت الطبخ قدر الإمكان.
وخلصت الأخصائية في الحمية والتغذية إلى التأكيد على أن الصوم يعد فرصة ثمينة لإعادة التوازن للجسم، من خلال اعتماد تغذية صحية وسليمة، والتحكم في الذات الذي يحقق الصفاء النفسي.
صوفيا العوني