يبدو أن تصريحات عبد الاله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المدحور إنتخابيا حول رفضه النقاش حول المساواة في الإرث، لم ترق أشد حليف حكومي سابق له، الأمر يتعلق بحزب التقدم والاشتراكية بزعامة نبيل بنعبد الله.
لذلك، “خرج لها رفاق بنعبد الله ليها نيشان”، حين وجه المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكي اليوم الإربعاء، انتقادات لاذعة لما اعتبره “تخويفا وتهديدا” في ما يتعلق بنقاش تعديل مدونة الأسرة، في رد ضمني على تصريحات الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران.
واعتبر حزبُ التقدم والاشتراكية أن “مدونة الأسرة، التي شكَّلت في أوانها ثورةً هادئة وتَحَوُّلاً عميقاً في السعي نحو المساواة، ونحو صَوْنِ كرامة المرأة والطفل والرجل، صارت اليوم مُتجاوَزةً في العديد من مقتضياتها، من خلال ثغراتٍ عديدة”.
هذه الثغرات يورد الحزب في تصريح صحفي عممه على وسائل الإعلام بمناسبة 8 مارس: ” فسحت المجالَ واسعاً أمام التأويل الجامد، وأمام ممارساتٍ تحايلية ونُكوصية”.
تبعا لذلك، دعا الحزب إلى تعديل مدونة الأسرة “وفق مقاربة قوامها الحوار الهادئ والرزين، ووفق المرجعية الدستورية، وروح العصر، وباعتماد الاعتدال المنفتح والاجتهاد المتنور”.
وأكد التقدم والاشتراكية أنه “يُـقارِبُ مسألة المساواة، باعتبارها قضيةً تتقاطعُ فيها الأبعادُ الثقافية والديموقراطية والتنموية والاجتماعية والاقتصادية”.
وأضاف أنه، “يؤكد حِـرصَـهُ التام على أن يتم ذلك في إطار جَوِّ النقاش الهادئ والبنَّاء، الرزين والهادف، دون السقوط في منطق التخويف والترهيب والتخوين والتهديد والاتهامات الخطيرة والتراشقات العقيمة”.
واعتبر إخوان بنعبد الله أن هذا الأسلوب “لا يَــليقُ بالحوار الديموقراطي والتدبير السليم للاختلاف في كَنَفِ العناصر الجامِعَةِ للأمة المغربية، المنصوص عليها دستوريًّا”.
وفي هذا السياق، أعلن الحزب أنه سيُصدِرُ قريباً مذكرةً حول إصلاح مدونة الأسرة “سعياً وإسهاماً منه في وضع حَـدٍّ للثغرات والإخفاقات والتحايلات التي تُــــحيط بالمدونة الحالية، بما يحفظ الأسرة المغربية، باعتبارها النواة الأساسية للمجتمع، وبما يضمن حقوقَ الأطفال، ويَصُونُ مكانةَ وكرامة المرأة، ويحفظُ حقوقها على أساس المساواة مع الرجل، باعتبارهما شريكين حقيقين ومتكافئين، دون أيِّ تراتبية، بالنظر إلى الأدوار التي يضطلعان بها معًا في بناء صرح الأسرة المغربية”.