عاشت مدينة العيون، مساء أمس الخميس، فرحة عارمة وحماسا منقطع النظير، ابتهاجا بتأهل أسود الأطلس لثمن نهاية كأس العالم بقطر 2022.
واحتشدت جماهير حاضرة الصحراء، حاملة للأعلام الوطنية، بشوارع المدينة وأزقتها وساحاتها وأحيائها، لتتوجه نحو ساحة المشوار، وهي تهتف وتشيد بالإنجاز التاريخي للمنتخب الوطني الذي طال انتظاره.
فلا صوت يعلو على منبهات السيارات والدراجات النارية وصوت المزامير وهتافات الجماهير، أجواء الفرحة هاته أنعشت قلوب المغاربة داخل الوطن وخارجه وكل شرائحه أطفالا وشبابا نساء ورجالا، إنها الفرحة بانتصار أسود الأطلس.
وقد عاشت الجماهير بمدينة العيون عشية أمس أجواء حماسية، والتي ظلت مستمرة ومتواصلة إلى وقت متأخر من الليل، وهم يهتفون ويغنون احتفالا بهذا الانجاز، حقا إنها مناسبة انتظرها الشعب المغربي لما يقرب من 36 سنة.
لقد فعلها الناخب الركراكي، قولا وفعلا، إنه بحق الرجل المناسب، والمدرب الوطني، الذي استطاع أن يقود سفينة المنتخب الوطني بأمان واقتدار ليحقق حلم المغاربة، ويصنع من فريقه فريقا نموذجيا في هذه المحطة الرياضية العالمية.
فقبل ساعتين من بدء اللقاء، كانت جميع المقاهي وجنباتها ممتلئة عن آخرها حيث اضطر أرباب المقاهي إلى وضع شاشات تلفزيونية في الخارج لتوفير الظروف للجماهير لمتابعة أطوار هذه المباراة الحاسمة، في أجواء حماسية واحتفالية. دعم مستمر ومتواصل للمشجعين من جميع الأعمار، وهم يلوحون بالأعلام الوطنية نصرة وتأييدا للمنتخب الوطني طوال المباراة.
الصمت العميق الذي أحاط بالمدينة، وعلى غرار جميع مناطق المملكة خلال الدقائق التي جرت فيها أطوار هذه المباراة، تابعه إطلاق العنان لهتافات الجماهير للتعبير عن فرحتهم، مباشرة بعد صافرة النهاية، وخلق أجواء من البهجة اختلطت فيها المشاعر الجياشة بالوطنية، والفخر والحماس الوطني، حيث تشكلت على الفور مواكب كبيرة للسيارات، والدراجات النارية، تحمل الأعلام المغربية، وبدأت تتجول في شوارع وأحياء عاصمة الصحراء المغربية.
ثم بدأت جميع الأماكن في عاصمة الصحراء تهتز على صوت أبواق السيارات وصفارات وصرخات الفرح وترديد أغاني لمجد أسود الأطلس.
اكتست ساحة الدشيرة، وسط المدينة، حلة حمراء ملتحفة بالأعلام الوطنية، بينما اكتظت شوارع مكة والقيروان ومحمد السادس، الشرايين الرئيسية للمدينة، بالآلاف من المشجعين المبتهجين الذين حجوا للتعبير عن فرحتهم العارمة بهذا العمل التاريخي الذي انتزعه جيل جديد من لاعبي كرة القدم المغاربة من عيار أشرف حكيمي وحكيم زياش وزكريا أبو خلال ويوسف النصيري وعبد الحميد الصابيري ونصير المزراوي وسفيان بوفال.
وبساحة المشوار المحطة الرئيسية لجميع الجماهير، والتي امتلأت عن آخرها، أقيمت حلقات وتجمعات للنساء والشباب والرجال من مختلف الأعمار ابتهاجا بمجد أسود الأطلس، في أجواء احتفالية اختلطت فيها مشاعر الوطنية والاعتزاز الوطني، وردد المشجعون النشيد الوطني، وهتفوا بأسماء لاعبي المنتخب الوطني، وأغاني وطنية مثل “العيون عينية”، و”مبروك علينا هادي البداية”.
لقد خرج المواطنون من أطفال وشباب ونساء ورجال، بما في ذلك أفراد الجاليات الإفريقية المتواجدة بمدينة العيون التي أبت إلا أن تشارك المغاربة فرحتهم هاته، إلى الشوارع والساحات العمومية والحدائق لإطلاق العنان لفرحتهم، ورفع قبعاتهم لهذا الانجاز الفذ والجديد لأسود الأطلس الذي أضاف منتخب كندا إلى قائمته بعد بلجيكا.
وفي تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء، بهذه المناسبة، عبر عدد من سكان مدينة العيون نساء ورجالا وشبابا عن سعادتهم وارتياحهم لهذا الإنجاز الذي حققه المنتخب الوطني، والذي مثل كرة القدم المغربية أحسن تمثيل على المستوى الدولي.
وأشادوا بإنجاز المنتخب الوطني مرددين “شكرا جزيلا للاعبين الذين بذلوا قصارى جهدهم لانتزاع هذا الانتصار التاريخي، وهو الأول لكرة القدم المغربية ضد المنتخب الكندي”.
وأضافوا “بعد ما يقرب من 36 عاما، تأهلنا أخيرا لدور الثمن بفضل جيل جديد من اللاعبين الذين لديهم كل المواصفات والمؤهلات لرفع العلم الوطني بين الدول الكبرى في كرة القدم العالمية”.
وحاز المنتخب المغربي لكرة القدم على تذكرته لدور الثمن لكأس العالم 2022، معيدا بذلك إنجاز المكسيك 1986، بفوزه على كندا بهدفين مقابل هدف واحد (الشوط الأول: 2-1)، أمس الخميس، على أرضية ملعب الثمامة في الدوحة، في إطار الجولة الثالثة والأخيرة للمجموعة السادسة.
وحقق أسود الأطلس هذا الفوز بفضل هدفي حكيم زياش (الدقيقة 4)، ويوسف النصيري (الدقيقة 23)، بعد قتال شرس في وسط الملعب وضعهم في مواجهة منافس لم يبق لديه ما يخسره، والذي كان يلعب بكل ما لديه.
وبهذا الفوز حصل أسود الأطلس على رصيد سبع نقاط وتربعوا في صدارة مجموعتهم، متقدمين على كرواتيا (5 نقاط) التي ترافقهم في الجولة التالية بعد تعادلها (0-0) مع بلجيكا، في المباراة الأخرى لهذه المجموعة.