تمكن المنتخب المغربي لكرة القدم سنة 1970 أي بعد 15 سنة من تأسيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، من خوض أول مباراة له في كأس العالم، وذلك في دورة المكسيك، وهي التاسعة في تاريخ المونديال.

وجعلت المشاركة في دورة المكسيك المنتخب المغربي ثاني منتخب عربي يشارك في هذه المسابقة، وذلك بعد منتخب مصر، الذي شارك في دورة 1934، التي أقيمت في إيطاليا.

وحصل الفريق الوطني في مونديال 1970 على أول نقطة له في هذا الحدث العالمي، وكانت الوحيدة التي حصدها في هذه الدورة، بعد أن خاض ثلاثة لقاءات ضد منتخبات ألمانيا الغربية والبيرو وبلغاريا.

وبعد هذه الدورة لم يتمكن المنتخب المغربي من بلوغ نهائيات كأس العالم في الدورات الموالية، وظل لمدة 16 سنة بعيدا عن المسابقة، حتى دورة 1986 التي كانت الأفضل في تاريخ مشاركاته، والتي احتضنتها المكسيك أيضا.

وقد أبدع الفريق الوطني في مونديال 1986 ونجح بجيل ذهبي قاده الجوهرة محمد التيمومي وخيري وعزيز بودربالة وكريمو، في محو خيبة المكسيك 1970.

لكن ولسوء حظ “أسود الأطلس، في مشاركته الثانية في المونديال أن أوقعته القرعة التي لم تكن رحيمة البثة في مجموعة صعبة للغاية (مجموعة الموت) وضمت منتخبات إنجلترا والبرتغال وبولندا.

ودشن المنتخب المغربي مشواره في هذه النهائيات بتعادل في مباراته الأولى، وكان ذلك بمثابة المفاجأة، مع منتخب بحجم بولندا، وفي المبارة الثانية واصل تحقيق المفاجآت وتعادل مع منتخب إنجلترا أيضا، وفي المباراة الثالثة حقق أكبر مفاجآت كأس العالم.

ففي 11 يونيو 1986 دخل المنتخب الوطني مباراته أمام نظيره البرتغالي، الذي كان يلقب آنذاك بـ “برازيل أوروبا”، وقدم واحدة من أقوى مبارياته في التاريخ، وتمكن من تحقيق الفوز بثلاثة أهداف لواحد، وأقصى منتخب البرتغال من المسابقة.

وبعد المباراة الكبيرة التي قدمها المنتخب المغربي أمام نظيره البرتغالي، نجح في بلوغ الدور الثاني، وكان بذلك أول منتخب عربي وإفريقي يصل ذلك الدور، ومرة أخرى واجه أحد أقوى منتخابات العالم، منتخب ألمانيا الغربية.

ورغم أن الفريق الوطني لم ينجح في التفوق على منتخب ألمانيا الغربية، إلا أنه كان ندا قويا وانهزم بهدف وحيد، واعتبر ذلك إنجازا، خاصة أنه واجه المنتخب الذي تمكن من بلوغ المباراة النهائية، قبل أن يستسلم أمام منتخب الأرجنتين بحصة 3-2 .

بيد أن مشاركة المنتخب المغربي في نهائيات مونديال الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1994 كانت الأسوأ ، بعد خروجه من دور المجموعات إثر حصده ثلاث هزائم في مبارياته الثلاث، الأولى أمام بلجيكا (0-1)، والثانية أمام منتخب السعودية (1-2)، وفي الأخيرة أمام هولندا (1-2).

وفي مشاركته الرابعة استعاد المنتخب المغربي هيبته في مونديال فرنسا 1998، وقدم أداء راقيا في دور المجموعات، فبعد التعادل أمام منتخب النرويج بهدفين لمثلهما، (هدفا مصطفى حجي وعبد الجليل هدا)، وهزيمة منطقية أمام المنتخب البرازيلي بثلاثية نظيفة، تفوق “أسود الأطلس” على منتخب اسكتلندا بثلاثة أهداف دون مقابل، حملت توقيع عبد الجليل هدا (كماتشو) ، وصلاح الدين بصير في مناسبتين.

ورغم انهزام المنتخب المغربي أمام حامل اللقب، المنتخب البرازيلي، إلا أن الأمل في التأهل إلى الدور الموالي كان لا زال قائما في الجولة الأخيرة بعد تعادل منتخبي النرويج وإسكتلندا 1-1، ولكي يتحقق ذلك كان لابد من الفوز على المنتخب الإسكتلندي وانهزام أو تعادل منتخب النرويج أمام نظيره البرازيلي.

لكن السيناريو الصادم لهذه المواجهة التي جمعت بين منتخبي النرويج والبرازيل ضمن المجموعة ذاتها، والتي انتهت بهزيمة غير متوقعة لمنتخب “الصامبا”، عجل بخروج أسود الأطلس من دور المجموعات بشكل “مرير ومخيب” في مؤامرة وتواطؤ، لم يتم إثباتها بشكل رسمي، لكن أجمع الكل أنها مقصودة، ليحتل بذلك المنتخب المغربي المركز الثالث برصيد (4 نقاط) ليودع النهائيات من الدور الأول للمرة الثانية على التوالي.

وبعد غياب دام لمدة 20 سنة، نجح المنتخب المغربي مرة أخرى في بلوغ نهائيات كأس العالم 2018، والتي أقيمت في روسيا، ووقع المنتخب المغربي أيضا في مجموعة اعتبرت هي الأقوى في دورة تلك السنة وضمت منتخبات إسبانيا والبرتغال وإيران.

وقدمت العناصر الوطنية مباراة أولى جيدة للغاية، لكنها تعثرت في الأنفاس الأخيرة إثر هدف ضد المرمى سجله عزيز بوهدوز ضد مرماه، وفي المبارة الثانية قدم الفريق المغربي أداء رائعا ضد منتخب البرتغال لكنه انهزم بهدف واحد، وفي المباراة الأخيرة تعادل في لقاء مثير مع منتخب إسبانيا.

وعلى الرغم من خروج المنتخب المغربي من دور المجموعات، بيد أنه قدم أداء متميزا للغاية جعله يكسب إعجاب المتتبعين، وأثنى عدد من نجوم الكرة المستديرة عن أدائه ومنهم الحارس الإسباني إيكر كاسياس.

ولم يغب المنتخب المغربي مرة أخرى عن النهائيات وتمكن من حجز تأشيرته إلى كأس العالم 2022.

وتأهل أسود الأطلس إلى نهائيات كأس العالم للمرة السادسة في تاريخهم، عقب تغلبه في لقاء إياب الجولة الحاسمة من الإقصائيات المؤهلة لمونديال قطر 2022 على منتخب الكونغو الديمقراطية بأربعة أهداف لواحد بالدار البيضاء.

وخاض المنتخب الوطني المغربي ثماني مباريات، في مشواره خلال الإقصائيات الإفريقية ، حيث لعب ستة لقاءات ضمن منافسات المجموعة التاسعة، والتي ضمت منتخبات غينيا بيساو وغينيا والسودان ومبارتين برسم الدور الحاسم ذهابا و ايابا ضد منتخب الكونغو الديموقراطية .

وهكذا، نجح المنتخب المغربي في تحقيق الفوز في مبارياته الست ضمن دور المجموعات، محققا بالتالي العلامة الكاملة وسجل هجومه 20 هدفا وتلقى هدفا واحدا فقط من المنتخب الغيني، ليتصدر مجموعته برصيد 18 نقطة، بفارق كبير عن منتخب غينيا بيساو الذي حل في المركز الثاني بست نقاط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليقات
  1. كنا نتمنى أن تقدمون جردا للموجهات . كيف تأهل منتخب المغرب سنة سبعين بعد أن واجه المنتخب الفلاني الفلاني في القارة الأفريقية وفي ستة وثمانين واجه المنتخب المغربي في الاقصائيات منتخب الافريقي كدا وكدا. أما المنتخبات الاوروبية او لاثنية التي لعب ضدها في المونديال فنحن نعرفونها